عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية
خطاب جلالة الملك حفظه الله يوم 6 نونبر من السنة الماضية، بمناسبة حلول الذكرى ال 44 للمسيرة الخضراء هو خطاب ملكي سامي ينتمي إلى جيل جديد من الخطب الملكية، التي ستجعل دائما من تحقيق التنمية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتعتبر كذلك منطلقا رئيسيا للسياسات العمومية التي تحظى بعناية جلالة الملك حفظه الله وإشرافه المباشر، وهو ما أكدته هذه الخطب الملكية السامية، التي سيكون لها ما بعدها حين ستحولها الإرادة الملكية من خلالها جهات المغرب إلى أوراش مفتوحة للتنمية والإقلاع الصناعي والاقتصادي، وبناء مشاريع هامة ستعزز البنيات التحتية، وتدعم السياسات العمومية لبلادنا.
سيكشف هذا الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي دعا من خلاله صاحب الجلالة إلى العناية بجهة سوس – ماسة، إرادة رائدة لملك حازم وحكيم حفظه الله.
لقد نبهنا جلالته إلى أمر ينبغي تداركه، وهو أن قطار التنمية بجهات المملكة، بات يسير بسرعتين، واحدة سريعة والأخرى بطيئة، لقد أراد صاحب الجلالة حفظه الله، أن يسير هذا القطار التنموي بسرعة متوازنة، تعم جميع جهات المغرب وتحقق العدالة المطالبة في أبهى صورها. فمشاريع التنمية لابد أن يكون لجهة سوس ماسة، منها النصيب الأوفر فهي الرابطة بين الشمال والجنوب، فلا يمكن أن تبقى متأخرة عن الركب التنموي والاقتصادي الذي تحظى به جهات مماثلة.
ليأتي خطاب المسيرة الخضراء، فينصف هذه الجهة، ويؤكد جلالة الملك نصره الله على أنها جهة مغربية يجب أن تكون مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه، حتى تكون مركزا اقتصاديا، كما سيشدد جلالة الملك، على أن “التنمية الجهوية يجب أن ترتكز على التعاون والتكامل بين الجهات، وأن تتوفر كل جهة على منطقة كبرى للأنشطة الاقتصادية، حسب مؤهلاتها وخصوصياتها”.
وقال جلالة الملك إن “المسافة بين أكادير وطنجة، هي تقريبا نفس المسافة، التي تفصلها عن الأقاليم الصحراوية”، معتبرا جلالته، أنه ليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات.
العناية المولوية إزاء جهة سوس- ماسة لم تتأخر طويلا، فقد انتقل حفظه الله شخصيا، بعد أسابيع قليلة من خطابه السامي للأمة، في زيارة ميمونة الأسبوع الماضي، إلى حاضرة سوس، ستترك الأثر البليغ لدى ساكنتها التي عبرت بكل فئاتها وأبنائها وشبابها وشيبها، عن فرحها بالعطف المولوي السامي، محتفية بالبعد الاستراتيجي للمشاريع التنموية التي دشنها صاحب الجلالة حفظه الله، والتي سترفع لا محالة من الدور الوظيفي والمجالي والاقتصادي لهذه المدينة التي ستلعب دورا تنمويا رائدا بهذه الجهة.
الرسالة التي ستحملها الزيارة الملكية الميمونة لمدينة أكادير، ستؤكد أن الملك حفظه الله وهو يدشن مجموعة من المشاريع التنموية، سيؤكد أنه عازم بكل إصرار واقتدار سام، أن يقود مشاريع الإصلاح الاقتصادي بجهات مملكتنا السعيدة.
ولتحمل هذه الدينامية الملكية السامية الرائدة، رسالة أخرى مفادها أن قطار التنمية منطلق دون توقف، فلا مجال أمام الحزم الملكي، لهدر الزمن السياسي، أوتضييع الوقت في المزايدات السياسية الفارغة أو إنتاج خطابات التيئيس، التي لا تشع أملا ولا تفاؤلا. إن الزيارة الملكية لأكادير، رد عملي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الازدهار الاقتصادي، هو إرادة ملكية راسخة لن تتراجع، لأنها تحمل الخير كل الخير للأمة المغربية. مانحتاجه اليوم فقط، هو أن يلتف جميع أبناء الوطن ونخبه السياسية، وكفاءاته الوطنية الصادقة ومؤسساته وراء الإرادة الملكية لجلالة الملك حفظه الله، التي لن تتوانى لتحقق أهداف التنمية بمفهومها الجديد.