بوشعيب الادريسي / الرباط
انفتاح أهل المملكة السعودية على ثقافات وفنون العالم، وإن كان شأنا سياديا داخليا، فإنه رسالة من هذا البلد الشقيق إلى أهالي دول المعمور، خصوصا العريقة في التاريخ مثل المملكة المغربية، وهي دعوة للاهتمام بتحول جذري في المجتمع السعودي باهتمامه بما يجري خارج حدوده واحترامه لعادات وتقاليد الآخرين، بل ومشاركتهم فيها بما يوافق طقوس أهله، وأملنا أن يكون الفن السعودي ممثلا في المهرجان السنوي الرباطي “موازين” الذي جرت العادة أن يقام في الرباط كل فصل ربيع.
وعلى ذكر هذا المهرجان ورباطه، نتطرق للعلاقات بين عاصمتي المملكتين على مستوى أمانة (بلدية) الرياض وجماعة الرباط، فلن نخفي أنها منعدمة تماما بالرغم من جلوس الرياض إلى جانب الرباط في كل المؤتمرات واللقاءات والتجمعات الإقليمية بفضل حرف “الراء” الذي يجمعهما، بل ووجهات نظرهما تكون دائما متطابقة، وقد طلبت الرباط فيما مضى، في عهد أمين العاصمة السابق (1990) تعزيز هذا التطابق باتفاقية تآخي بين العاصمتين، ولا ندري أسباب تأخير هذا التآخي، الذي ربما سيعصف به الانفتاح الذي ارتضاه السعوديون، فيتذكروا الدعوة و”ينفتحون” على أول توأمة وتآخ بين عاصمة مملكتهم وعاصمة مملكتنا، وإن كنا نقدر حجم كل عاصمة، فإن هناك ما يعوض ذلك، وهو أهم وأكبر وأحسن من البنايات والمساحات، فهناك الإنسان الذي يشترك في الدين واللغة ومجموعة من العادات والتقاليد.
ونقر باختلاف الإدارتين، ونعترف بتوجه الثقافتين الجامعيتين كل واحدة تابعة إما لنهج موليير، أو لشكسبير، ولكن الأصل في الفن والتقاليد والأخوة يبقى هو الثابت، وهو الروح التي بها نحيا معا.
لذلك، فنحن نحث منتخبينا على فتح حوار مع زملائهم في الرياض، لعقد اتفاقيات بين العاصمتين، خصوصا والرباط في المدة الأخيرة اتجهت نحو إعادة تشييد دبلوماسية الشعوب، واختارت أعظم العواصم الأوروبية والأمريكية اللاتينية، فلتفتح أول علاقة أخوية مع أكبر عاصمة في الخليج العربي، لتحيي بذلك أخوة وتعاونا بين سكان العاصمتين، وتفتح الأبواب للسياحة هناك وهنا بدلا من الاكتفاء بالواجب الديني حتى لا نقول السياحة الدينية.
وننشر صورة للمحطة الطرقية المنتظرة للعاصمة، لنؤكد بأن الرباط صارت أيقونة العواصم الإفريقية، وندعو الإخوة السعوديين لزيارتها للوقوف على نهضتها الجديدة، والتأكد من مكانة العاصمة الرياض في اهتمامنا، فالحي الذي يحمل اسمها “حي الرياض” هو مكان المحطة الطرقية الجديدة موضوع الصورة، بينما هناك شارع الرباط في قلب مدينة الرياض، وهذه مبادرة من الرباط للإخوة في الرياض.