في التفاتة طيبة، تبعث روح الأمل في نفوسنا كمغاربة، ونحن نواجه هذا الوباء العالمي، بصمود ومعنويات عالية وتفان منقطع النظير للسلطات والأمن والجيش والأطقم الطبية، طلعت علينا أخبار وقصاصات جميلة، من كبرى الصحف العالمية، كصحيفة ” الواشنطن بوست”، وجريدة “آلباييس” الاسبانية، وإشادات دولية أثلجت صدورنا أيضا، عقب الإجراءات الاحترازية الاستباقية التي اتخذها صاحب الجلالة نصره الله، لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، معتبرة بلدنا الحبيب، بأنه يعد في طليعة دول العالم فيما يتعلق بتدابير محاصرة هذا الوباء، مشيدة بحكمة وتبصر وإنسانية جلالته، في مواجهة هذا الفيروس، لأنه فضل شعبه على الاقتصاد، حيث لقي صدى هذه القرارات الملكية المستنيرة استحسانا وإشادة عبر العالم، وعبرت وسائل إعلام أجنبية عن إعجابها بما يقوم به ملك المغرب، لأن ما قامت به المملكة يعد نموذجا للبلد المتيقظ، الذكي والمهتم بسلامة شعبه، أكثر من اهتمامه والتداعيات الاقتصادية المحتملة لهذا الوباء.
صحيفة “الواشنطن بوست”، تطرقت إلى إعجاب العالم وإشادته بما يقوم به الملك محمد السادس، معتبرينه نموذجا لحكمة وتبصر قائد دولة في التعاطي مع الجائحة. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الملك محمد السادس فضل شعبه على الاقتصاد، وذلك حينما اتخذ قرارات صارمة، مؤكدة في ذات الوقت تأخر بلدان أخرى عن القيام بالتدابير الاحترازية اللازمة في وقتها المناسب قبل تفشي الفيروس على أراضيه.
في المغرب، تقول “الباييس” هي الأخرى، على الرغم من الأرقام الرسمية التي أفادت مساء السبت الماضي 21 مارس 2020، أنه تم تسجيل 96 إصابة و 3 حالات وفاة فقط من فيروس كورونا، لم تتردد السلطات المغربية في تطبيق تدابير جذرية بين سكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة.
وخلصت الصحيفة الإسبانية، إلى أن المغرب الذي يعتمد في ناتجه الداخلي الخام على السياحة بنسبة 7 في المائة مقابل 15 في اسبانيا، اتخذ منذ البداية إجراء حازما واغلق حدوده، والمغرب الذي يفترض أن منظومة حمايتة الاجتماعية أقل عشر مرات من متوسط دول الاتحاد الأوروبي، أعلن على حزمة من التدابير الاجتماعية. مؤكدة، أن المغرب أفضل بكثير من اسبانيا، إذ تجاوز في حزمة الإجراءات التي اتخذها حتى ما قامت به الصين في بداية الأزمة.
عندما نريد أن نكتشف سر هذه الإشادة العالمية بالجهود الاستباقية لمواجهة هذا المرض سنجد أن القرارات الملكية الحكيمة، انطلقت منذ الوهلة الأولى لانتشار بوادر المرض في بؤرته الأولى القادمة أخبارها من الصين. ملكنا حفظه الله، كان سباقا باتخاذ أربعة قرارات كبرى، رسمت خارطة الطريق للإجراءات الاستباقية التي تأكدت فيما بعد نجاعتها وحظيت بهذه الإشادة الدولية من طرف دول وشعوب ومنابر إعلامية ذات صيت عالمي.
فمنذ الوهلة الأولى، بادر الملك محمد السادس، نصره الله، فأمر بإجلاء 100 مواطن معظمهم من الطلاب، من مدينة ووهان الصينية التي كانت توصف بأنها بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، واتخاذ الإجراءات اللازمة على مستوى المطارات والموانئ لمنع تفشي هذا المرض في المملكة، مستجيبا على وجه السرعة أيده الله، إلى النداءات المستعجلة من المغاربة في ووهان وعدد من المراكز الحقوقية، فانعقدت على إثرها جلسة عمل جمعت الملك بعدد من الوزراء والمسؤولين من أجل ضمان عودة هؤلاء الطلبة إلى عائلاتهم. بعدها بأيام سيتخذ صاحب الجلالة أوامره بإحداث الحكومة للصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا، حيث بادر حفظه الله شخصيا، إلى جانب عدد من الشركات والمؤسسات المالية والدستورية وكذا هيئات حكومية، إلى المساهمة في هذا الصندوق، وهي المساهمات والتبرعات التي لازالت مستمرة إلى الآن مكنت المغرب أن يجمع ما يفوق 15 مليار درهم، بفضل روح التضامن والتماسك الاجتماعي القوي بين المغاربة الأحرار.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بادر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الثلاثاء الماضي بالقصر الملكي بالدار البيضاء، بترأس جلسة عمل خصصت لتتبع تدبير انتشار وباء فيروس كورونا ببلادنا، ومواصلة اتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة أي تطور، في إطار المتابعة المستمرة من طرف جلالته حفظه الله لتطورات هذا الوباء عن كثب، منذ بداية انتشاره على الصعيد العالمي، ومباشرة بعد ظهور الحالات الأولى على التراب الوطني. مستفسرا جلالته في هذا اللقاء عن آخر تطورات الوضعية الصحية ببلادنا، والطاقة الاستيعابية للمستشفيات والوحدات الصحية، بمختلف جهات المملكة، وكذا توفير جميع مستلزمات السلامة الصحية، بما في ذلك مواد التعقيم والأدوية.
وبناء على المعطيات التي قدمت بين يدي جلالته وحرصا منه، حفظه الله، على الرفع من قدرات المنظومة الصحية الوطنية في مواجهة هذا الوباء، أصدر جلالة الملك، حفظه الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته السامية للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قصد وضع المراكز الطبية المجهزة، التي سبق لجلالته أن أمر بإحداثها لهذا الغرض، بمختلف جهات المملكة، رهن إشارة المنظومة الصحية بكل مكوناتها، إن اقتضى الحال وعند الحاجة.
كان جلالة الملك حفظه منذ الوهلة الأولى، حريصا على تتبع مدى تنفيذ الإجراءات التي تم اتخاذها، بتوجيهات سامية من جلالته، والتي تهم إغلاق المجال الجوي والبحري المغربي أمام المسافرين، وإلغاء التجمعات والتظاهرات الرياضية والثقافية والفنية، وإحداث صندوق خاص بتدبير جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، وتوقيف الدراسة بالمدارس والجامعات، والإغلاق المؤقت للمساجد، وتعليق الجلسات بمختلف محاكم المملكة، إضافة إلى مجموعة من الإجراءات التي بادرت لاتخاذها السلطات المختصة، في مجالات النقل العمومي، وإغلاق المحلات العمومية غير الضرورية.
موجها جلالة الملك، نصره الله، تعليماته إلى السلطات المختصة للسهر على حسن تطبيق التدابير الناجعة المتخذة في مجال ضمان تزويد الأسواق عبر التراب الوطني، بجميع المواد الغذائية والاستهلاكية، ومواد أخرى أساسية، بصفة منتظمة ومتواصلة، ومحاربة مختلف أشكال الاحتكار والزيادة في الأسعار. بعد ذلك سوف يعطي جلالته باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته السامية للجنرال دو كوردارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كوردارمي محمد حرمو قائد الدرك الملكي، ومفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية الجنرال دو بريغاد محمد العبار، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد19.
وبهدف التغلب على بعض أشكال الخصاص الذي تمت معاينته، في محاربة هذا الوباء، وتسهيل نقل وتبادل المعلومات بين مختلف المصالح المعنية، أعطى صاحب الجلالة تعليماته السامية لتعبئة وسائل الطب العسكري لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير هذا الوباء ، من خلال الطاقم الطبي وشبه الطبي للقوات المسلحة الملكية، وذلك ابتداء من يومه الاثنين 23 مارس 2020.
كما حث حفظه الله على تعبئة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي في هذه العملية.
داعيا الأطباء المدنيين والعسكريين على العمل في إطار من التعاون و التفاهم التامين ، كما هو معهود فيهم، لأن الأمر يتعلق بصحة المغاربة والأجانب المتواجدين بالمغرب.
محمد السادس
المملكة المغربية
جميعا ضد كورونا
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية