يستعد المغرب لتنظيم الانتخابات 2021 هي الثالثة من نوعها منذ إقرار الدستور الحالي للبلاد في العام 2011.
غير أن كل هذه المستجدات لم تذوّب مخاوفَ تتجدد مع كل انتخابات من عزوف المغاربة عن الإدلاء بأصواتهم.
إن ما يعرف محلياً بـ”أصحاب الشكارة” ، الذين يترشحون للانتخابات بدون سجل نضالي، هم حقيقة أكبر تهدد يتربص بانتخابات المغرب سواء البلدية أو التشريعية المرتقبة بعد عام. هم أيضاً معاول تهدم كل الجهود التي بذلت لتحفيز المواطنين، خاصة الشباب، على الانخراط في السياسة.
غير أن الإفراط في تقييم حجم “أصحاب الشكارة” من إجمالي المرشحين في حد ذاته ضربة لهذه الانتخابات. في تضخيم حجم حضورهم ضرب للعملية الانتخابية برمتها. لن يجد الناخب فائدة في الإدلاء بصوته عندما يقتنع بأن الغلبة لا محالة “لمن يدفع”.
تبدو الحاجة ماسة إلى قرارات وإجراءات رادعة تطمئن الناخبين عن قيمة أصواتهم وتحفظ للعملية الانتخابية شفافيتها ونزاهتها لتشجيع المغاربة على المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات. في مثل هذه الحالات، تصير المشاركة أكبر رادع لكل من سولت له نفسه إفساد هذا المسار الانتخابي.
وفي هذا الصدد خلقت عودة الاستقلالين حميد شباط ، وكريم غلاب للمشهد السياسي المغربي، في انتظار ظهور ياسمينة بادو ، بعد الغياب دام ثلاث سنوات، الحدث لدى الرأي العام الوطني، حيث تساءلت الرآي العام عن أسباب هذه الخطوة، فيما اختار آخرون التندر، خاصة وأنها تأتي بعد أقل من عام على الانتخابات التشريعية.
ويبدو أن علاقة غلاب بنزار البركة تمر من مرحلة انفراج بعد أن كادت علاقتهم تصل إلى الطلاق السياسي، ويواجه غلاب في مقاطعة اسباتة منافسة قوية من طرف “البيجيدي” الذي يترأس كشاني مجلسها، وأيضا القيادية التجمعية نبيلة الرميلي، المندوبة الجهوية للصحة.
وكان غلاب تكردع في الانتخابات الأخيرة سواء البرلمانية أو الجماعية بحيت لم يتمكن الفوز لا بمقعد برلماني ولا بمقعد بمجلس مدينة الدار البيضاء واكتفى بعضوية مجلس مقاطعة اسباتة.
وقد حافظ على مكانه داخل حزب الاستقلال، كما حافظ على تواصله في بعض اللقاءات الكبرى حول النموذج التنموي، ما دفع البعض إلى ترشيحه لمنصب كبير إذا لم تكن هناك عودة سياسية.