قال المؤرخ والمفكر المغربي حسن أوريد، إن “هناك ثلاثة سيناريوهات في أزمة العلاقات المغربية الجزائرية: يتمثل الأول في بقاء الوضع على ما هو عليه، والثاني في مواجهة ستكون مُدمرة، والثالث يتجسد في النظرة العقلانية، من خلال احترام مكونات كل بلد المُتمثلة في وحدته الترابية، وفي نظامه، وخياراته الاستراتيجية، مع تغليب المصلحة المشتركة”.
أضاف أوريد، في مقابلة خاصة مع “عربي بوست”: “نحن في مفترق طرق، وأتمنى أن تسود الحكمة والتبصر والهدوء في التعاطي مع هذا الملف خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين، وأتمنى أن يسهم هذا الحوار الذي أجريه معكم في تغليب السيناريو الثالث الذي يعوّل عليه الكثيرون في المغرب والجزائر”.
فيما تطرق أوريد إلى الأسباب والجذور التاريخية للأزمة بين المغرب والجزائر، مؤكداً أن قضية الصحراء المغربية ليست هي جوهر المشكلة بين البلدين، لأنها من وجهة نظره مجرد “عَرَض”، خاصة أنه كانت هناك مشكلات أخرى قبل وجودها، لافتاً إلى أن “جوهر المشكلة هو انعدام الثقة (بين الطرفين)، وهو الأمر الذي يتم التستر عليه من خلال توظيف أحداث، أو تأويل أحداث واهية”.
وفي الوقت الذي كشف فيه المفكر المغربي عن وجود وساطات مستترة من قِبل مصر والسعودية وجامعة الدول العربية لإنهاء الأزمة بين البلدين، استبعد قيام فرنسا بلعب دور ما في هذه الوساطة، لأنها “غير مخولة أو مؤهلة لهذا الدور، بسبب ماضيها الاستعماري، وسيكون ذلك تبريراً ضمنياً للاستعمار”.
بينما أوضح أنه لا يستطيع التكهن بنتائج الوساطات الجارية؛ فكل عمل دبلوماسي تكتنفه السرية، مضيفاً: “أي وساطة لن تكلل بالنجاح إذا رفضها أحد الأطراف، والمغرب مد يد الحوار في أكثر من مناسبة، لكن لا يمكنني التحدث فيما يخص الطرف الجزائري، وأي وساطة تقتضي موافقة الطرفين”.