تعطي التعريفاتُ قيمةً تقنية وعملية للقنصلية أكثر من السفارة، إذ إن الأخيرة ذات بعد دبلوماسي تمثيلي فيما الأولى تهدف إلى الدفاع عن مصالح الدولة وتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة، وتعمل على تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولتين، وتشرف على إصدار جوازات ووثائق سفر والتأشيرات والمستندات اللازمة وتقديم العون والمساعدة لرعاياها.
وبحسب ما أشار إليه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بمناسبة الافتتاح، فهذه الدول تمثل كل جهات القارة الإفريقية. ومالاوي هي البلد الخامس العضو بمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية الذي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية، بعد جمهورية الكونغو الديموقراطية، وزامبيا، وإسواتيني، ومدغشقر.
ويدل افتتاح قنصلية مالاوي على الحضور الكبير للبلدان الإفريقية التي تمثل قنصلياتها 80% من التمثيليات الدبلوماسية الموجودة حاليا في الصحراء المغربية، وهو تأكيد على رؤية جلالة الملك القائمة على جعل الأقاليم الجنوبية للمملكة صلة وصل بين المغرب وإفريقيا، كما أكد بوريطة، الذي قال إن افتتاح قنصليات الدول الإفريقية في الأقاليم الجنوبية هو نتيجة للرؤية المستنيرة لجلالة الملك ولسياسته الإفريقية التي دعت إلى الانفتاح على مختلف الدول من جميع المناطق في القارة الإفريقية.
ويمثل ثلث القنصليات التي افتتحت إلى حد الآن جميع جهات القارة، ومن المنتظر أن تفتح دول إفريقية تمثيليات لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة كما عبرت عن ذلك، كما أكد بوريطة.
وكانت الدول الإفريقية أول المدشنين لسلسة الافتتاحات، قبل أن تسير على منوالها الإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى خارج القارة الإفريقية. إذ في 4 نونبر 2020 كانت أول دولة عربية تدشن قنصلية لها في مدينة العيون، وفي 19 من الشهر نفسه أعلنت مملكة الأردن نيتها فتح قُنصلية، ففتحتها هي وهايتي، أياما قليلة بعد قرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
وقبل فتح هذه القنصليات العربية جرت اتصالات بين جلالة الملك محمد السادس مع قادة هاته البلدان، الذين أكدوا أن هذه التمثيليات تعكس مستوى آخر يثبت مواقفهم الداعمة للوحدة الوطنية.
وسرعان ما جنت الأقاليم الجنوبية ثمار هذه الدبلوماسية، إذ لم يقتصر الأمر على الحمولة السياسية لهذه القنصليات، بل تجاوزه إلى بُعدٍ تنموي اقتصادي، باستقطاب المدينتين كبريات الشركات العالمية، حتى تحولت المنطقة إلى أوراش مفتوحة، خصوصا بعد إعلان افتتاح قنصلية أمريكية وتخصيص شركات أمريكية ميزانيات للاستثمار فوق الصحراء المغربية.
“الرهان الحقيقي بدأ عندما نجح المغرب أمام الاستفزازات المتعددة للمؤسسة العسكرية الجزائرية عبر +البوليساريو+ (…)،في الحفاظ على هدوئه وتجاهل الدعوات إلى المغامرة العسكرية التي أطلقتها ما أضحت تسميه المعارضة والشارع الجزائري بعصابة الجزائر، التسمية التي تناسب تماما نظام المافيا الحالي الذي يسير الزمرة الحاكمة المتهالكة”.