ما علاقة كوب 22 في مراكش المغربية و54 سنة من الانتصارات والأمجاد الجزائرية الوهمية ؟ … من الغباء والسذاجة بل من التفاهة الفكرية أن لا نستحضر – عفويا وتلقائيا – صورة الجزائر اليوم وهي في الحضيض السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي الغنية جدا بغازها ونفطها ومساحتها الشاسعة ، من التفاهة الفكرية أن لا نستحضر الجزائر اليوم مقارنة مع المغرب الذي لا يتوفر على مقدرات غازية ولا نفطية وقد قفز قفزة نوعية غير نمطية ( الصورة النمطية هي أن كل دولة نفطية وغازية فهي غنية ومتقدمة اقتصاديا واجتماعيا ) قفز المغرب قفزة نوعية أي أبدع حلولا لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية بفضل عقول أفراد من الشعب المغربي ، لا يدعي المغرب أبدا ولن يدعي أنه قد وصل ، بل دائما يردد أنه في أول بداية الطريق وأنه يقف بين الفينة والأخرى لتقويم مسارات اختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، من التفاهة الفكرية أن لا نتواضع ونعترف أن الجزائر كل الجزائر من أقصاها إلى أقصاها لن تستطيع اليوم وفي هذه اللحظة بالذات ( نوفمبر 2016 ) أن تتوفر على عُـشُرِ ما تتوفر عليه مدينة مغربية واحدة هي مدينة مراكش البهيجة والفريدة من نوعها بشهادة العالم …إذن لقد ضاعت 54 سنة من استقلال الجزائر في نشر أكاذيب الانتصارات والأمجاد الوهمية … لقد ضاعت آلاف الملايير من الدولارات طيلة 54 سنة من عمر الجزائر في المصاريف على المبادئ البالية والإيديولوجيات الخاوية واستجداء التصفيقات للزيادة في نفخ الذات المريضة أصلا بتضخم الأنا …
أولا : حكام الجزائر الشيوخ أوقفوا عقارب الساعة في زمنهم فقط :
لا يحكم الجزائر سوى شيوخ من الجنرالات ومافيا المال وكثير من الشياتة ، هؤلاء يمتصون خيرات البلاد ودماء العباد بأسطوانة وحيدة ” إنهم هم الذين حرروا البلاد من أكبر قوة في العالم ” … ألم يصدق الشعب الجزائري نفسه بأنه قد تحرر حتى يبقى سيف أسطوانة التحرير تذبحه كل ساعة طيلة 54 سنة ؟ ألا يزال الشعب الجزائري في حاجة لتذكيره بأن هؤلاء الشيوخ العجزة قد حرروه من الاستعمار ؟ أم إنهم يَـمُنُّونَ عليهم بذلك ، هؤلاء الشيوخ الحاكمين في الجزائر يطالبون الشعب الجزائري بالمقابل أي يحسبون على الشعب أنهم هم الذين خلصوهم من الاستعمار أي يطالبونهم بالخضوع لهم مقابل أنهم حرروهم من الاستعمار بمعنى : نحن حررناكم أيها الجزائريون وما عليكم إلا الخضوع لنا برضاكم أو بالقوة إلى الأبد … وبقيت الجزائر متخلفة وستبقى كذلك لإرضاء شهوانية الحكام في تعذيب الشعب الجزائري إلى الأبد لأن الحكام الشيوخ في الجزائر أوقفوا عقارب الزمن في جويلية 1962 يوم سرقوا الجزائر وثورتها وثروتها … بل فعلوا ذلك قبل ذلك التاريخ أي في 15 جويلية 1961 تاريخ انقلاب بومدين على الحكومة المدنية واختار نظاما عسكريا لايزال يجثم على صدر الشعب الجزائري …
ثانيا : حال الجزائر اليوم : نوفمبر 2016 :
في الوقت الذي نسمع فيه :
(1) انتقال بوتفليقة إلى فرنسا للعلاج ..
(2) ذبح جنديين جزائريين وسائقهما في حاجز وهمي في عين الدفلة بالجزائر ..
(3) وذهاب عبد المالك سلال إلى السعودية لاستجدائها الرحمة حتى تقبل بتخفيض إنتاج النفط ، بل واستجداء رضى دول الخليج عموما ..
(4) في نفس الوقت أيضا لاتزال وسائل البروباغاندا المخابراتية الجزائرية برئاسة بنت رمطان لعمامرة نسرين لعمامرة ، لاتزال تنتج الأفلام الكارطونية لدائرة الاستعلام والأمن في جهاز الأمن العسكري الجزائري المختص في صناعة الأكاذيب ، لاتزال تنتج الأكاذيب والأوهام ومن أحدث أفلامها الوهمية صور بضعة شباب يحملون كلاشينكوف على إحدى الشواطئ البحرية على أنه جيش عرمرم من البوليساريو قد احتل شواطئ المحيط الأطلسي من طنجة إلى لكويرة !!!!
دلالات هذه الحوادث والأكاذيب :
(1) الجزائر دولة بلا رئيس ورئيس مشلول ذهنيا وجسديا يصر أعداؤه المحيطون به أن يُمْعِنُوا في تعذيبه والتنكيل به وبسمعته داخليا وخارجيا بلا شفقة ولا رحمة ..
(2) ذبح جنديين جزائريين وسائقهما في حاجز وهمي في عين الدفلة بالجزائر تطرح سؤالا عريضا : هل عادت الجزائر إلى رعب العشرية السوداء التي تميزت بالذبح والتقتيل ؟ الجزائر لم تهدأ قط رغم ما يسمى بالوئام المدني الذي تبجح به بوتفليقة ، وها قد تربع بوتفليقة على عرش الجزائر في أربع عهدات والخامسة في الطريق و لازلنا نسمع دائما بعمليات تقتيل هنا وهناك في ربوع الجزائر ووسائل الإعلام الرسمية لاتذكر إلا ما انفضح منها ، الجزائر كانت ولاتزال ميدانا لإرهاب الدولة بامتياز .
(3) سلال في السعودية ، أي شيء أوصل الجزائر لهذا الذل والهوان ، إنه السطو على خيرات الجزائر من طرف مافيات الجنرالات ومافيات المال …بالأمس أطلق حكام الجزائر سيولا من السباب والشتم في حق السعودية وحكام السعودية ونعتوهم بأقذع الصفات ( آل سعود يهود من بني قينقاع – الملوك أعداء للشعوب العربية سواء في الخليج أو في المغرب– آل سعود يدافعون عن إسرائيل – مهلكة آل سعود الكلاب الخ الخ ) من النعوت التي تعبر عن الكراهية الشديدة لحكام الجزائر لدول الخليج وخاصة للمملكة العربية السعودية هذه الأخيرة لم تتخذ مسافة من حكام الجزائر اعتباطيا لكن بسبب السياسة الخارجية الصبيانية لحكام الجزائر ، ففي الوقت الذي يسير العالم نحو تهميش بشار السفاح كانت الجزائر تدعمه كما تدعم موقف إيران في جميع المحافل الدولية ضدا على السعودية ، فماذا حصل اليوم ليذهب سلال إلى السعودية ؟ … لقد أصبحت كل الأبواب مغلقة في وجه حكام الجزائر ، كراهية كل دول المنطقة المغاربية لحكام الجزائر ، فرنسا تعتبر الجزائر دولة فاشلة وفي طريق الانهيار، أمريكا وبعد فوز ترامب أصبحت إيران مرشحة للعزلة الدولية مرة أخرى ولم يبق للجزائر ما تتبجح به بمساندتها إيران التي كانت تستفيد من مساندة أوباما القوية لتتمدد في العراق وسوريا واليمن ..
(1) انهيار أكاذيب البروباغاندا الجزائرية برئاسة بنت لعمامرة المتخصصة في نشر خرافة البوليساريو وتخاريف إنجازاتهم الخارقة للعادة ، ظهر انهيار تخاريف البوليساريو التي تنشرها البروباغاندا الجزائرية من خلال عدم اهتمام العالم بالقضية الوطنية الجزائرية الأولى قضية الصحراء الغربية لأن العالم فتح عينيه على الحقائق شيئا فشيئا وبدا للعالم تورط حكام الجزائر في مستنقع الأزبال الصحراوية ضدا في المغرب لا حبا في الدفاع عن مبادئ تقرير مصائر الشعوب … يبدو أن الجزائر قد رمت بجمرة البوليساريو في حجر موريتانيا – مؤقتا – لتكتوي بنارها قليلا ، ويظهر ذلك من خلال اهتمام الصحافة الموريتانية بالبوليساريو أكثر مما مضى ، وقد جاء هذا الاهتمام بعد ما يسمى بمؤتمر قمة الدول العربية الفاشل الذي انعقد في نواكشوط والذي كان من أهم نتائجه الكشف عن قزمية دويلة موريتانيا وتخلفها الفظيع بين الدول العربية وهيمنة جنرالات الجزائر على إرادة الشعب الموريتاني بتحالف عسكر الجزائر مع عسكر موريتانيا لقمع الشعبين الجزائري والموريتاني .
ثالثا : الخزي والعار يتبع عورة حكام الجزائر في مراكش المغربية :
يحمد الله عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري ( أو رمطان لعمامرة ) أنه لم يلق مصير المدعو روبيرت موغابي ( 92 سنة ) رئيس زيمبابوي من إهانة وهو يهم بمصافحة ملك المغرب حيث جابت صورة تلك الإهانة الشديدة كل بقاع الدنيا ، طبعا ملك المغرب يعرف هذا العجوز موغابي وأنه مثل العجائز الحاكمين في الجزائر ، كلهم لا يزالون يحكمون شعوبهم بالإيديولوجيات وأكاذيب الديماغوجية التي أكل عليها الدهر وبال ، لم يكن للجزائر حضور في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ كوب 22 المنعقد طيلة 12 يوم بمراكش المغربية ، لم نسمع للجزائر صوتا في مراكش لأنها لا شيء ، سمعنا بان كي مون وهو يمدح الروح القيادية لملك المغرب الذي استطاع أن يجمع دول العالم في هذا المؤتمر ، سمعنا الكويت والسعودية والسنيغال وكوت ديفوار وغينيا كوناكري وغيرهم ، ولم نسمع القوة الإقليمية المتخصة في الأكاذيب والتخاريف والخزعبلات التي يحصد شعبها اليوم الهزائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب ثقته في أكاذيب حكامه ونام 54 سنة ولايزال مطمئنا ، فهل استيقظ على شفا حفرة الانهيار التام للدولة الجزائرية ؟ كوب 22 في مراكش عرى عورة القوة الإقليمية في الأكاذيب وكشفها للعالم الحاضر في مراكش ..
رابعا : تسونامي المغرب يضرب إفريقيا وسلال يتمرغ أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين :
لا شك أن تسونامي المغرب قد ضرب عموم إفريقيا من أقصاها إلى أقصاها ، فقد كانت صورة رئيس نيجيريا محمد بخاري أحد أركان ثلاثي الشر ( الجزائر نيجيريا جنوب إفريقيا ) وهو يتشرف باستقباله من طرف ملك المغرب في البداية أمام عموم القادة الحاضرين في كوب 22 وبعد ذلك في الاجتماع به رأسا لرأس ، لقد كان تعبير ( رأسا لرأس ) مصيبة نزلت على حكام الجزائر ، لقد روع هذا اللقاء مصارين حكام الجزائر التي لن تهدأ بعده أبدا خاصة وأن ملك المغرب قد برمج زيارة لنيجيريا بعد زيارة إثيوبيا ، فحينما وصل تسونامي المغرب إلى نيجيريا فلن يهدأ لحكام الجزائر بال لأن ركنا من أركان الشر في إفريقيا سينهار أمام الواقعية المغربية الضاربة ، أقنع المغرب دول شرق إفريقيا كما سبق له أن أقنع دول غرب إفريقيا ، أقنعهم بأطروحته السياسية والاقتصادية ورأى العالم عدد الاتفاقيات الموقعة بين المغرب من جهة ورواندا وتانزانيا والسنيغال من جهة أخرى في الزيارات الأخيرة لملك المغرب لهذه الدول ، كلها اتفاقيات اقتصادية ومالية و مشاريع موجهة للطبقات الهشة كما في النموذج المغربي ( هل تعلمون أن 2 مليون من نساء المغرب يستفدن من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاصة بزيت أركان فقط لا غير وقس على ذلك بقية المشاريع التي تستهدف نساء وشباب مغاربة في عموم المغرب ) .. لا يحمل المغرب مؤامرات أو مشاريع انفصالية للدول الإفريقية كما هي فلسفة الحكم في النظام الجزائري المبنية على المكر والخداع والغدر والتذاكي …المغرب بلد فقير من حيث الموارد الطبيعية لكنه غني بثقته في شبابه وإبداعاتهم الاقتصادية لمواجهة الفقر …
في نفس الوقت هناك في الحجاز بلاد يحكمها حسب حكام الجزائر ( يهود بني قينقاع كما وصفهم حكام الجزائر ) يقضي بومرميطة عبد المالك سلال أوقاتا عصيبة يتمرغ فيها أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين ويُقَبِّلُ الأكتاف والأيادي لتتعطف وتتكرم السعودية بتخفيظ بضعة براميل من النفط سنويا حتى تجمع الجزائر بضعة سنتيمات لعلها تفيدها في الاستمرار في نشر الأكاذيب أو قنابل البرقوق والمقروط : من مثل تصاريح بومرميطة سلال ” يقول بومرميطة نحن قوة مصدرة للأمن والاستقرار ونسي المسكين مذبحة عين الدفلة التي تركها خلفه ، وقال: سنبني أكبر ميناء في إفريقيا على البحر المتوسط زكارة في المغرب صاحب الميناء المتوسطي في طنجة المغربية موووووت يا حمار حسب تعبير إخواننا في مصر ، وهذه الكذبة هي على غرار ما قال بوتفليقة : الجزائر تستطيع أن تنظم 2 كأس العالم وهي لن تستطيع تنظيم مجرد كأس فرق الأطفال في المداشير والأحياء الجزائرية … وزاد سلال قائلا : سنصبح دولة مصدرة للإسمنت في العالم زكارة في المغرب الذي ساهم في بناء مصانع للإسمنت في دول غرب إفريقيا ، المغرب لم يتبجح بأنه يصدر الإسمنت بل وضع – عمليا وإجرائيا – بتواضع تجربته في صناعة الإسمنت رهن إشارة الدول الإفريقية التي أرادت أن تبني مساكن اقتصادية لشعوبها كالمغرب .. عبد المالك سلال أكبر كذاب بعد بوتفليقة .. ولا يكذب إلا الذي يشعر بالدونية وانعدام الثقة في النفس …
خامسا : سيعود المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ويدخله دخول الفاتحين :
أمام سلسلة الهزائم النكراء التي حصدها النظام الجزائري على جميع المستويات و لايزال ، وأمام انكشاف الوهم الكبير الذي عاش فيه الشعب الجزائري طيلة 54 سنة ولاتزال أجهزة الأكاذيب الجزائرية تستحمر الشعب وتنشر تخاريفها وخزعبلاتها التي تدور حول تحرير الجزائر التي أصبحت قوة إقليمية عظمى وأمام تمادي كراكيز قصر المرادية في القفز على الحقائق المؤلمة التي تفقأ العيون : حقائق عن ضياع آلاف ملايير الدولارات وتبخرها وغموض مصيرها وأين ذهبت ، حقائق عن درجة التخلف الذي بلغته الجزائر في أربع عهدات لبوتفليقة ، حقائق عن عزلة الجزائر الدولية لأن تخاريفها لم تعد تقنع سوى جيل روبيرت موغابي ( 92 سنة ) رئيس زيمبابوي والشيوخ الحاكمين في الجزائر ومن يجيط بهم من الشياتة الذين يقتاتون من فتات موائد جنرالات فرنسا الحاكمين في الجزائر ، وأمام العمى السياسي والاقتصادي الذي يغرق فيه حكام الجزائر ، وأمام القحط الفكري والسياسي الذي نشره النظام الحاكم في الجزائر ، أمام كل ذلك كان المغرب يسير ببطء وصمت لكن بثبات ورصانة وثقة في النفس ، حتى انبجس كالنبع الزلال وسط صحراء المنطقة المغاربية بثورته السياسية الهادئة ( دستور 2011 – حكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع ) وثورته الاقتصادية الصاعدة وفي الطريق السليم حيث تخلص من عقدة فقره في ميدان الطالقة الأحفورية المتسخة الملوثة للبيئة ودفعته الحاجة إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة فوجدها في الشمس والرياح حتى أصبحت خطوة نور 1 في ورززات أول خطوة لقطع مسافة 42 % من حاجياته في الطاقة في أفق 2030 وهكذا وبذلك ومثله بعشرات الأمثلة الاقتصادية والمالية والتجارية فرض المغرب نفسه كنموذج جديد يتحدث بلغة جديدة لغة الواقعية وفلسفة العلاقة جنوب جنوب المبنية على الصدق والصراحة والواقعية ورابح رابح وبدون استجداء التصفيقات ، وبالعمل الدؤوب والشاق بعيدا عن أضواء الصحافة التي كان حكام الجزائر بارعون فيها بل كانوا أول دولة في كل شيء بالبروباغندا الإعلامية الفاقعة لدرجة القرف والغثيان … لا تفوتنا ملاحظة مهمة وهي ما يتصف به ملك المغرب من الابتعاد التام عن أضواء الصحافة لأنه يعلم جيدا أنها سلاح الكذابين والمنافقين وأعداء الشعوب والإنسانية …
بهذه الخطوات الرصينة أصبح الاتحاد الإفريقي ليس غاية في ذاته بالنسبة للمغرب بل أصبحت فلسفة ملك المغرب وشخصيته الوازنة في القيادة التي انبهر بها بان كي مون واعترف له بها رغم أنفه لأن من رأى ليس كمن سمع ، فقد رأى عشرات الآلاف من الحاضرين لقمة كوب 22 في مراكش لم يشتكي أحد من الأجانب من نقص في أي شيء ، وقد سمعت ذات يوم جزائريا في إحدى القنوات يقول ( لا تستطيع الجزائر تنظيم أي تظاهرة كبيرة لأننا لا نملك حتى المراحيض ليقضي فيها ضيوفنا حاجاتهم الضروية ) .. هذا ما أبهر بان كي مون وليس استجداء التصريحات الفقاعية …بهذه الصورة وبهذه الخطوات فرض المغرب نفسه على الاتحاد الإفريقي الذي أصبح كراكيزه أضحوكة للعالم ( بوتفليقة 79 سنة مشلول – روبيرت موغابي ( 92 سنة ) رئيس زيمبابوي يمشي وكأنه يلبس حفاظات الأطفال – جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا 74 سنة وفضائحه أمام القضاء في جنوب إفريقيا ) من يستطيع أن يرد علي حول هؤلاء الرؤساء الثلاثة ؟ هؤلاء هم كراكيز الاتحاد الإفريقي لم يبق سوى رئيس نيجيريا محمد بخاري الذي أراد أن يصحح صورة بلاده التي تركها ريسها السابق جوناثان كودلاك الذي كذب كذبته الشهيرة عندما ادعى أنه اتصل هاتفيا بملك المغرب مما جعل الديوان الملكي المغربي يصر بلاغا يُكَذِّبُ فيه هذا الادعاء ، لم يبق سوى محمد بخاري وهو جنرال انقلابي سابق جرب العودة للحكم عن طريق الاقتراع المباشر ، مع هذا البخاري يمكن للمغرب أن يثق في عزل نيجيريا من ثلاثي الشر المعروف وبه وبغيره من قادة دول غرب إفريقيا وشرقها سيعود المغرب إلى احتلال مقعده ويدخل الاتحاد الإفريقي دخول الفاتحين ، فأين سيدفن حكام الجزائر والبوليساريو عوراتهم ؟؟؟
عود على بدء :
من أغرب ما قرأت مؤخرا : أن الجزائر لم تعد قادرة على فعل كذا وكذا وكذا… ووجه الغرابة هو السؤال التالي : متى كانت الجزائر قادرة على فعل أي شيء ؟ لقد كانت الجزائر وما تزال أكبر أكذوبة في تاريخ البشرية .. كيف يعقل أن يستسيغ عقل بشر أن تتبخر في الجزائر آلاف الملايير في الهواء طيلة 54 سنة وغيرهم لا يملك عُشُرَ مِعْشَار ذلك وأصبح عنصرا مؤثرا في محيطه بل وفي العالم ؟ إنه الجنون بعينه !!!.. إن السبب المباشر لهذه الكارثة البشرية في الجزائر هي انبطاح الشعب وتصديق أكاذيب البروباغندا التي تصنعها دائرة الاستعلام والأمن في جهاز الأمن العسكري الجزائري المختص في صناعة الأكاذيب ، الكل يعرف ذلك ومع ذلك لا زلنا نسمع من يقول لم تعد الجزائر قادرة على فعل كذا وكذا !!! ففي هذا القول أكبر دليل على درجة الغباء المستحكم فيمن يروج لهذه الأكذوبة : أكذوبة أن الجزائر كانت وكانت وكانت ، لأن الحقيقة المؤلمة أنها لم تكن قط شيئا يذكر بل كانت مجرد بوق كبير جدا يصنع الأكاذيب وينشرها ، يصنع الانتصارات الوهمية وينشرها عبر أبواقه ، يصنع الأمجاد الوهمية وينشرها … كثيرا ما يفكر عقلاء ويطرحون السؤال التالي : هل الشهداء والأبطال الذين طردوا الاستعمار الفرنسي جاءوا من المريخ لأن ما نرى اليوم في الجزائر مجرد كراكيز وبطانة من الشياتين وشعب منبطح ؟ فمتى كانت الجزائر قادرة على فعل أي شيء ولايزال الشعب يبحث عن شكارة حليب وحبة بطاطا … أين كنتم يا من يدعي أن الجزائر كانت قادرة ؟ قطعا لم تكن قادرة على شيء ، كانت أجهزة الدولة الجزائرية لا هَمَّ لها سوى استحمار الشعب الجزائري وقمعه وذبحه وإغراقه في أوهام الأكاذيب وأكاذيب الأوهام ذلك ما كانت الجزائر قادرة عليه ، وها هي أكاذيبها تنهار مثل قصور الرمال على شاطئ البحر …
على سبيل الختم :
من المفارقات الغريبة جدا التي كشفها كوب 22 الذي انعقد في مراكش المغربية بين 7 و 18 نوفمبر وهي أن محمد السادس وصل للحكم في المغرب في نفس الوقت مع بوتفليقة تقريبا … بوتفليقة في أبريل 1999 ومحمد السادس في أواخر يوليوز 1999 ..فانظروا اليوم أين وصلت الجزائر وأين وصل المغرب … بعد 16 سنة من حكم بوتفليقة أصبحت الجزائر على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وها هي اليوم تتوسل السعودية المحسوبة على أعداء الجزائر ، بعد 16 سنة عادت الجزائر للاستدانة بعد أن تبخرت من خزينة الدولة الجزائرية في عصر بوتفليقة وحده أكثر من 900 مليار دولار ، بعد 16 سنة من حكم بوتفليقة لا يزال الرعب يسكن عموم الجزائر كما لا يزال مصير النظام الجزائري برمته غامضا … في حين لايمكن اختصار منجزات محمد السادس في مظاهر الازدهاز الواضحة للعيان في مدينة واحدة اسمها مراكش الحمراء ، بل في المنجزات الداخلية الكبيرة جدا وفي غزو إفريقيا من شرقها إلى غربها… وفي العودة المظفرة للاتحاد الإفريقي قريبا هذا في الوقت الذي ضاقت الأرض بما رحبت على رئيس البوليساريو ابراهيم الرخيص حينما علم باستدعاء القاضي الاسباني للمثول أمامه في مدريد لمحاكمته على جرائمه ضد الإنسانية … فمتى يحاكم طغاة حكام الجزائر على مذابحهم في العشرية السوداء ؟؟؟
سمير كرم خاص للحزائر تايمز