منذ تاريخ 18 مارس لسنة 2022 الذي غيرت فيه إسبانيا موقفها من حل مشكل الصحراء المغربية، وتبنت فيه الإقتراح المغربي المبني على مبادرة الحكم الذاتي لحل المشكل بشكل فعال ونهائي ، ونحن نسمع الجزائر الرسمية، بمختلف وسائل إعلامها تولول، وتبكي ، وتندب حضها العاثر ، وتصف ما قامت به إسبانيا بالخيانة التي لا تغتفر، وتصف قرارها بتشغيل انبوب الغاز المغرب أوروبا ، الدي اوقفته الجزائر ، لمد المغرب بحاجته منه بالطعنة في الظهر ، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو: هل فعلا للجزائر الحق في اتهام إسبانيا بالخيانة على تغيير موقفها من حل مشكل الصحراء؟ وهل كانت على صواب عندما إتهمت إسبانيا بطعنها في الظهر بعدما قررت الأخيرة إعادة تشغيل الانبوب الذي أوقفته الجزائر ، ومد المغرب عبره بحاجته من الغاز ؟
إذا تساءلتم مثلي هاذين السؤالين ، وأردتم معرفة رأي صديقكم نبيل هرباز ،فجوابي الصريح بكل صدق وموضوعية هو كالتالي :
أجل ، الجزائر معها حق في وصف ما حصل لها مع إسبانيا بالخيانة للأسباب التالية:
1) لا أحد منا يخفى عليه أن الجزائر كانت دائما ، ولا زالت تستثمر في معاكسة أي مصلحة مهما كانت بسيطة تتعلق بالمغرب ، وقد سمعتم وزيرها الأول سلال، وهو يحاكم يصرح بعضمة لسانه للمحكمة، عندما سألته عن مصير أموال ضيعها بالملايير اثناء إدارته لشأن البلاد ، وقال بصريح العبارة التي لا تقبل أي لبس او جدل ، إنها اموال كانت تهدى لشركات أجنبية ، لضرب وإفشال صناعة السيارات بالمغرب…. ،
2) لا شك ان لا أحد منكم يجهل أن الجزائر تستثمر أكثر، وتضيع اضعاف أضعاف تلك الملايير إذا كان الأمر يتعلق بضرب ومعاكسة وحدة المغرب الترابية وواستقرار أمن صحرائه، وتعلمون أيضا كم من الاموال هدرت بهذا الخصوص، لشراء الأسلحة للمرتزقة ، ولتدفع لبعض الإنفصاليين داخل المغرب، وكرشاوى لبعض مسؤولي الدول كجنوب إفريقيا ، لكسب المواقف ، وللإعلام ، واللوبيات، والجمعيات الحقوقية بين قوسين، ولكل الإنتهازيين والطفيليين للشوشرة على المغرب، من أجل فقط الدعاية للبوليزاريو،
لكن مباشرة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب قصر المرادية بالجزائر، وهز أركان قواعدها العسكرية، وزعزع قيادات أركانها ،عندما اعترفت أكبر قوة في العالم والمتحكمة فيه: الولايات المتحدة الأمريكية، بمغربية الصحراء، لم تجد الجزائر من يمسح دموعها ،ويضمد جراحها , أويبرد نيران قلبها ، أكثر من الموقف الإسباني الذي تجرأ كثيرا ، لدرجة أنه دعى علنا، و صراحة، أمريكا للتراجع عن قرار إعترافها بمغربية الصحراء ، مما جعل الجزائر تطمئن وتفرح، وتزغرد ، أن هناك دولة مهمة لا زالت تدعم خرافتها ، مهمة لأن إسبانيا بالذات كانت البلد المستعمر السابق للصحراء ، قبل أن يسترجعها المغرب، إذا فهي من تملك الوثائق والحجج لوضع الصحراء ، ولذلك فإن أي مبعوث أممي لا بد ان يستمع لإسبانيا و ولرأيها قبل ان يكتب تقريره ، وكذلك لان ثقافة أبناء المغرب الصحراويين ، تميل للإسبانية أكثر بحكم الإستعمار ، ويتأثرون بإعلامها، ونسبة مهمة منهم حاملة لجنسيتها ، ومقيمة بديارها، ويلقون الدعم والتأطير والمساندة من جمعياتها …وما إلى ذلك ، هذا بالإضافة إلى وجود رغبة ومصلحة ثابتة لإسبانيا في عدم ترك المغرب يهنأ بحل مشكل الصحراء ، حتى لا يطالبها بحل مشاكل أخرى… ، هي في غنى عنها….لذلك إرتمت الجزائر في أحضان إسبانيا بلا حدود ، ووثقت بها ، خصوصا بعدما رأت علاقة إسبانيا بالمغرب، تتوتر يوما بعد يوم بسبب مشكل بنبطوش، وأعراضه الجانبية ، …استغلال الجزائر للتوتر المغربي الإسباني جعل الجزائر تفكر بذكاء عقلية الكابران الذي يحكم ولا يفهم شيئا في السياسة، إذ عملت على صب الزيت على النار، لإيصال القطيعة بين الدولتين إلى خط اللا رجعة ، وظنت أنها إن هي استطاعت أن توقف العمل بأنبوب الغاز المغرب إسبانيا، ستضرب عصفورين بحجر واحدة
أ) ستسحب ورقة مهمة من يد المغرب يمسكها على إسبانيا ورقة الغاز ، لانه مهما كان الحال فإن إسبانيا تحتاجه كثيرا، وحتى وإن كان مصدره جزائريا ، فإسبانيا لا تخرج من حساباتها أنها لا تتوصل به إلا عن طريق أرض المغرب وبرضاءه ، وتفكر كثيرا أنها يمكن ان تعاني من الحرمان من الغاز ، فيما إذا رفض المغرب فجأة، تمديد اتفاقية تمرير الغاز عبر أراضيه، إضرارا بها
ب ) ستضرب مصالح المغرب مباشرة في مقتل بهذا التوقيف ، لأنها ستحرمه من كمية مهمة من الغاز يأخذها مجانا ، ويستغلها في الإنارة ، وكذلك ستحرمه من مداخل مهمة من العملة الصعبة ، نظير حق المرور على أراضيه، والجزائر ليس أحب إلى قلبها وماتتمناه أكثر، من جعل المغرب يعيش جحيم البؤس والتمزق ، والتأزم المالي ،
صحيح أن قيام الجزائر بايقاف العمل بأنبوب الغاز ستكون له عواقب وخيمة على الجزائر، ويضر اقتصادها مباشرة، لكن ذلك كله لا يهم إن نجحت و حققت المكسبين المذكورين أعلاه، لأنها لن تأبه لقيمة نا دفعته من أجل تحقيق ذلك ، مادام عندها تحقيق غاية إداء المغرب، فوق كل إعتبار ، وهذه الغاية عندها تبرر أية وسيلةكانت ، …….ولأجل ذلك قامت الجزائر بايقاف أنبوب غاز المغرب أوربا بقرار انفرادي، وحتى ترضي إسبانيا وتعوضها عن تضررها من جراء هذا الإجراء ، أهدتها عقدا تورد لها بمقتضاه غاز الجزائر بثمن رمزي، شبه مجاني و لمدة طويلة، ولتزداد التقرب منها أكثر ، بدأت تدللها ، وتهديها أي شيء تطلبه ، لدرجة رخصت فيها الجزائر نفسها كثيرا عندما سمع العالم بوقادوم ، يعطي إسبانيا الضوء الأخضر ، في التحدث باسم الجزائر، ولدرجة أيضا شقت معها الجزائر الإجماع العربي باجتماع البرلمان العربي بمصر وعينت نفسها صوتا لإسبانيا بهذا البرلمان ، لتعارض أي قرار من شأنه أن يضر حبيبتها إسبانيا، أو يضرب مصالحها ، وكل هذاالإلتزام والإخلاص والمجهود الخرافي والتضحية من أجل عيون إسبانيا يثبت لي أنا شخصيا، أنه بالفعل من حق الجزائر أن تصف تبني إسبانيا لمبادرة عدوها المغرب لحل مشكل الصحراء، بخيانة الجزائر ،وليست أية خيانة، بل هي بمثابة خيانة زوجية أو أشد ، ما دامت الجزائر يربطها بإسبانيا عقد بيع غاز مجاني ، لا يشبه باقي العقود التجارية المتعارف عليها، و التي تكون غايتها تحقيق الربح للبائع، وضمان مصلحته المالية ، لان الجزائر خسرت مالا كثيرا جراء هذا العقد ، وخسرت شرفها أمام العالم والعرب، لتجد بين يديها فقط عقد نكاح فاسد يربطها بإسبانيا، نكحتها بمقتضاه إسبانيا بثمن بخس، لذلك فعندما نرى الجزائر تصف الأمر بالخيانة، أقول بالفعل هي خيانة زوجية بعقد غير شرعي ، وعندما أراها تصف إعادة تصدير إسبانيا لغازها للمغرب ، بالطعنة في الظهر أوافقها الوصف تماما ، وإن كان وصفها الطعنة في الظهر غير دقيق تماما ، لأن الطعنة في نظري، وأكيد نظر الكل ، جاءت في مكان تحت الظهر ،أي في المنطقة الحساسة ، لكن مع ذلك اللوم ليس على إسبانيا لطعنها و خيانتها للجزائر ، اللوم على الجزائر التي مكنتها من نكحها بعقد تجاري غير شرعي، لا يشبه باقي العقود ، واللوم على الجزائر التي أدارت لها الظهر وعرت لها المنطقة الحساسة وانحنت قليلا لكي تتبين إسبانيا جيدا أين تغرز خنجرها ليدخل بسلاسة ، ويحقق لها نشوتها، وهناك مثل مغربي ربما عملت به إسبانيا يقول ( اللي لقا شي ضحكة ومضحكش عليها يستاهل عقوبة ، والجزائر ضحكة إسبانيا التي لا تستحق على خيانتها أية عقوبة ، وانتهى الكلام %
كاريكاتير: بابا حميد