داء الكلب ،أو السعار، أو ما يصطلح عليه باللغة الفرنسة ب (La rage) هو مرض فيروسي قاتل، قد ينتقل من الحيوانات للبشر بالعدوى بعد العض، ليهاجم نظام جسمه العصبي ، ويخربه تماما ، مما يؤدي إلى حتمية هلاكه ، وفيروسات هذا الداء تنتشر بكثرة في لعاب الحيوانات المسعورة، ومن بين الحيوانات التي تظهر على جماعاتها أعراض هذا الداء الكلبي بشكل ملفت ، حيوانات ثعالب الصحراء، حيث ترصد ، على شكل انحرافات غير طبيعية في سلوكاتها، تجعلها غير سوية، وغير متزنة بالمرة، ويصعب التعامل معها بعد ذلك ، لأنها تصبح عدوانية بشكل لا يطاق ، ومجنونة حتى العته ، وميالة للتكشير عن أنيابها في وجه كل من تراه عن بعد ، لتهديده ، ولا تتأخر أو تتردد في عضه إن هو اقترب منها، لإيدائه حتى وإن لم يكن لها أي مبرر أو سبب يدعو لذلك
لذا فالأطباء المختصون، ينصحون كل من يجد نفسه مضطرا لسبب من الأسباب، للمغامرة بالإقتراب من هذه الثعالب ، بأن ينتبه جيدا لخطورة ذلك على صحته، وحياته ، وأن لا يتراخى او يتهاون ، في أخذ احتياطاته وحذره منها ، وأن لا يأمن أبدا جانب مكرها وشرها ، مهما ابتسمت في وجهه، وتوددت له ، لأن الغدر من شيمها، و التربص بالضحايا، لتحين فرص عضهم من غرائزها، التي لا يمكن ابدا أن تتخلى عنها،
و ما على المغامر المضطر لمخالطتها إلا أن يعمل بما يلي :
1) أن يأخذ جرعة تلقيح موصى به طبيا ضد سعارها،
2) أن يتسلح بعصى غليضة قوية، ليعالجها عند مهاجمته بضربة قوية ، يهوى بها إما على رأسها ، أو على مؤخرتها ، حسب الوضع الذي يناسبه ، لأن الضربة لكي تكون فعالة ، يجب أن تستهدف دماغها الذي تفكر به، والذي لا يعرف أحد لحد الساعة أين يوجد بالضبط عندها هل في رأسها، او في مؤخرتها ، ولأن كل التجارب المخبرية التي أجريت عليها بعد مراقبة تصرفاتها ، لا زالت ترجح أن يكون ، هذا النوع من الثعالب يفكر بدماغ يقع على مستوى مؤخرته، أكثر مما يفكر كسائر الحيوانات بدماغ يوجد برأسه، كما أثبتت التجارب أيضا بعد شق الثعالب ، أنها لا تتوفر على دماغ عادي مثل سائر المخلوقات، وان الضربة التي تتلقاها على مؤخرتها فعالة أكثر من تلك التي تتلقاها على رأسها، إذ تجعلها تسقط بسرعة على الارض، وتترنح، وتتلوى ، لتغيب عن الوعي من شدة الألم ، وتصمت لمدة زمنية طويلة، ليرتاح الضارب بالعصى من كلبناتها ، إلى ان تستعيد وعيها شيئا فشيئا ، وتستفيق من غيبوبتها ،وتبدأ من جديد في نشر عويلها الذي لا ينتهي ابدا ،….
وسياسة ضرب الثعالب بالعصى على مؤخرتها هذه ، وسيلة ردع كافية ، تستعملها معها حتى الأسود الهواصر ،عندما تتقزز، وتشمئز وتترفع عن اللجوء إلى غرس انيابها ، ونشب مخالبها في اجسامها المتسخة المتعفنة لتفتك بها بعدما تضجر من حماقاتها ، وكمثال على ذلك رأينا مؤخرا ، أسدا إسمه عمر هلال، مختص في الضرب بالعصى على مؤخرة ثعلب الصحراء بالأمم المتحدة ، ليشل حركته ، ويحد من قباحته، رغم كثرة عويله، وعويل عائلته ، كما رأينا أسدا آخر، إسمه ناصر بوريطة أبدع أسلوبا آخر لتأديبها ، حيث اختار اللجوء إلى جراحة إخصائها بمقصه الذهبي ، والتي لا يجيدها في العالم كله غيره ، يخصي بها ثعالب الصحراء ، بصحراء المغرب في كل من العيون و الداخلة، وهذه العمليات يشهد القاصي والداني بنجاحها ، خصوصا الدول التي تحضر وتشارك فيها مباشرة ، وتساعد الجراح بقاعة العمليات، بحمل المقص الذهبي، لمعاينة عن قرب كيف تتم عمليات الإخصاء الناجحة لثعالب الصحراء،
وأنا أرى هذه الثعالب في أيامنا هذه تتكالب على نسر قرطاج الجريح مؤقتا : (سياسيا ، واقتصاديا، ) وأرى كبير الثعالب المخنن الملقب بثعلبة ، الذي سبق له أن كشر في وجه النسر ، وهاجمه بلعابه المسموم من تخوم إيطاليا، ووصفه بأنه يعيش أزمة ، ومنحرف عن التحليق الديموقراطي ، ولم يتردد ثعلبة في إضافة القول بكل وقاحة بأنه قرر أن يتدخل ،ويدخل معه إيطاليا ، ليرسما معا للنسر، ويعلمانه كيف يحلق ويطير بشكل ديموقراطي لائق ، في تدخل سافر في الشؤون الداخلية التي تهم عش النسور ، وهو الأمر الذي أراد ثعلبة بأن يظهر من خلاله ، بمظهر من يعطي الدروس في الأخلاق والديموقراطية ، هو الذي يوصف من طرف ثعالب بلاده بالمزور، وأن حكمه فرض عليهم بقوة العسكر، و يجهر الكل في الحراك بماضيه، واسمه ، الملطخ في قضايا رشاوى ، واختلاسات ، وتجارة الكوكايين ، وأن ثعلبة الذي لم يستحيي ، ويتبجح من إيطاليا، بأنه سيعلم نسر قرطاج أصول العدل، وديموقراطية الطيران ،لم يستطع ان يربي حتى إبنه الثعيلب (خالد تبون ) الذي كان الأولى باهتمامه، وتعليمه ، وتربيته، وواجب من أهم واجباته ، و مع ذلك أهمله و قصر في حقه ، حتى انحرف، وعاشر تجار الكوكايين ، وأصحاب السوابق، ودخل السجون ليتخذها سكنا له،جاور فيها كل أخطر المجرمين ، من منحرفي دولة الثعالب، ورواد السجون، اصحاب السوابق الإجرامية ، ليشرف ثعلبة بفعله هذا ،وبقي مخلص لهذا السكن ، وعشرته ، حتى عين ثعلبة رئيسا لدولة ثعالب الصحراء من طرف العسكر ، وهب لإخراجه من السجن،……
وعلى الرغم من أن سيرة ثعيلب الذاتية ، ( C.V)مشرفة جدا ، تقول بأنه خريج سجون جزائرية ، وليس مدارس عليا، أو جامعات مرموقة ، فقد وظفه ثعلبة مؤخرا بمنصب مهم جدا بشركة صوناطراك الغنية ، التي تتحكم في تصدير ، و بيع محروقات الجزائر، وتتصرف في ثرواتها ، ….
انا لا تهمني علاقة الجزائريين بالتونسيين، الذين أذلهم ثعلبة مؤخرا ، عندما جاء بنسرهم الاول من تونس للجزائر، بمناسبة عيد اسقلال هذه الأخيرة الستين ، ليوقفه أمامه ، وأمام أعين كاميرات شاشات التلفزيون، ويتحدث كرئيس له ، بفخر واعتزاز ، في صورة من يتصدق عليه بهدايا ، ويمن على تونس ،ويتكرم عليها ، بموافقته أخيرا ، على فتح حدود بلاده البرية مع عش النسر ، في وجه حركة تنقل الأفراد، لتظهر الكاميرات نسر تونس الأول فرحان بهذا الكرم ، و هو يسلم عليه ويشكره ، على الرغم من أن هذا الأمر عادي جدا جدا ، ويقع بين كل الدول الجارة في العالم ، التي تجمعهما حدودا جغرافية، لهذا أقول للساسة التونسيين، وانتم تتعاملون مع النظام الجزائري تذكروا جيدا ، انه نظام متسلط، وانتهازي بلا حدود ، سيستغل أية نقطة ضعف لديكم، ليأمركم باتباع اوامر سياسته الشمطاء ، والتي قد تدخلكم في صراعات داخلية، وخارجية ،انتم في غنى عنها ، لقحوا أنفسكم ضد سعار الجزائر، واعملوا على ان تعيشوا في استقلال تام عن عطاياها ، ومساعداتها ، لتأمنوا شرور ها ، وتحفظوا كرامتكم ، لان مرافقة الأشرار لن تعود عليكم إلا بالخراب والدمار، ولا تنسوا أن تتسلحوا بعصى غليضة لأنكم، ستحتاجونها إن عاجلا او آجلا لرد العدوان ، لأن ثعلبة لا يقدم أي شيء لوجه الله، ولا يردع إلا بالضرب المحكم على مؤخرته ، ألا قد بلغت ..ألا قد بلغت ، اللهم اشهد أنني قد بلغت ، والأيام بيننا وستثبت للنسر أنني كنت على صواب ، وإن كنت أتمنى أن يفهم ذلك، قبل أن يقع في المحضور ، أي قبل أن يفاجئه ثعلبة بنزع عكازته الإقتصادية التي يمده بها ليقبض توازنه في ضل مرضه ، ليجعله يسقط أرضا و ينتف ريشه %
كاريكاتير: بابا حميد