تعيش كرة القدم النسوية المغربية نهضة حقيقية في السنة الحالية، بعد الإنجازات التي تحققت، وأبرزها تأهل المنتخب الوطني المغربي، لأول مرة في تاريخه، إلى نهائيات كأس العالم، وبلوغه المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا، إضافة إلى تأهل منتخب أقل من 17 سنة، لنهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخه، أيضا، ناهيك عن تألق فريق الجيش الملكي للنسخة الأولى لدوري أبطال إفريقيا للسيدات، وفوزه بالميدالية البرونزية في هذه التظاهرة شهر نونبر 2021.
ولم يأت بروز كرة القدم النسوية، في السنة الحالية، من فراغ، بل نتيجة لرغبة أكيدة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تطويرها والرقي بها إلى المكانة التي تستحقها، استجابة لتوجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وأيضا، تماشيا مع سياسة المكتب الجامعي في تطوير كرة القدم الوطنية في جميع فئاتها.
خارطة الطريق
يوم الخميس 6 غشت 2020، كشفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومعها العصبة الاحترافية لكرة القدم النسوية، خارطة طريق احتراف كرة القدم للسيدات، عبارة عن “اتفاقية عقد الأهداف”، تم تسطير برنامجها والإعداد لها على مدار السنتين الأخيرتين.
ووقعت الجامعة الملكية المغربية “اتفاقية عقد الأهداف” مع كل من العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية، والعصب الجهوية، والإدارة التقنية الوطنية، للنهوض بكرة القدم النسوية.
وتضمن الشق الرياضي، لهذه الاتفاقية، حسب ما جاء في بلاغ مشترك بين المؤسستين، “إطلاق بطولة احترافية بقسميها الأول والثاني، بداية من الموسم الكروي الحالي 2020/2021″، و”تأسيس بطولة وطنية لفئة أقل من 17 سنة وبطولات جهوية للفئات الصغرى”.
وفي الشق المالي، تضمن عقد الأهداف، بين الجامعة والعصبة، الرفع من قيمة المنحة السنوية المخصصة لأندية كرة القدم النسوية من 20 مليون سنتيم إلى 120 مليون لأندية القسم الوطني الأول، ومن 10 ملايين سنتيم إلى 80 مليون سنتيم لأندية القسم الوطني الثاني، وتخصيص مبلغ 10 ملايين سنتيم لكل عصبة جهوية (11 عصبة) للنهوض بكرة القدم النسوية.
وإضافة إلى ذلك، يتضمن عقد الأهداف، في شقه التقني، مواكبة تدبير الأندية إداريا وماليا من طرف الإدارة التقنية الوطنية والمديرية المالية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والرفع من عدد ممارسات كرة القدم لـ90 ألف لاعبة في أفق سنة 2024، وتكوين 1000 إطار تقني خاص بأندية كرة القدم النسوية.
وحرصا على تنزيل جميع أهدف الاتفاقية على أرض الواقع، اشترطت الجامعة الملكية المغربية على الأندية الالتزام التام بجميع بنودها، من أجل الاستمرار في التوصل بمنح الدعم السنوي.
أرضية الاحتراف
قبل انطلاق الموسم الرياضي الماضي 2020/2021، توصلت جميع الفرق المنتمية إلى القسمين الأول والثاني، بـ30 حافلة من النوع الصغير (14 حافلة لأندية القسم الأول و16 حافلة لأندية القسم الثاني)، من أجل حل مشاكل تنقلها، كما تعهدت الجامعة بالتكفل بمصاريف التنقلات الطويلة، في حال استعمال الطائرة.
ووضعت الجامعة على عاتقها، أيضا، في “عقدة الأهداف”، التكفل بتأدية الرواتب الشهرية للاعبات فرق القسمين الأول والثاني، وتحويلها مباشرة إلى حساباتهن البنكية، فضلا عن التكفل بالرواتب الشهرية لـ7 أفراد من الطاقم التقني لكل فريق في القسمين الأول والثاني، كما وضعت الجامعة على عاتقها التكفل بالمعدات الرياضية للأندية، في حدود 50 ألف درهم لكل فريق.
وتؤدي جامعة الكرة مبلغ 3500 درهم شهريا لكل لاعبة في القسم الأول (25 لاعبة في كل فريق)، ومبلغ 2600 درهم شهريا لكل لاعبة في كل فريق في القسم الثاني.
وفي المجموع، تؤدي جامعة الكرة أجور 350 لاعبة في القسم الأول، و400 لاعبة في القسم الثاني، كما تؤدي أجور 98 إطار تقنيا في القسم الأول، 112 إطارا في القسم الثاني.
وارتأت جامعة الكرة، حسب المصدر ، التكفل مباشرة بأجور اللاعبات والأطر التقنية، لعدة اعتبارات، أولها، تفادي تأخر توصلهن بأجورهن من طرف المكاتب المسيرة لفرقهن، كما كان الشأن في المواسم السابقة، وثانيا، من أجل ضمان مصدر دخل لهن من كرة القدم، وثالثا من أجل تشجيع الفتيات الموهوبات على ولوج عالم كرة القدم، وبالتالي توسيع قاعدة ممارسة كرة القدم النسوية في المغرب.
وحسب المصدر ذاته، فإنه في المواسم السابقة، كانت أجور اللاعبات، في بعض فرق القسمين الأول والثاني، لا تتعدى 1500 درهم شهريا، ولا يتوصلن بها في موعدها المحدد، بل إن بعض اللاعبات، يقول المتحدث ذاته، يتوقفن عن ممارسة كرة القدم بسبب عدم توصلهن بأجورهن.