بينما وصل نادي الوداد الرياضي إلى نهائي كأس العرش، للموسم الرياضي 1956/1957، إثر تغلبه على كل من نادي موظفي وجدة (4/0)، والشرف الرباطي (4/1)، والدفاع الجديدي (3/0)، والكوكب المراكشي (3/0)، فقد وصل منافسه مولودية وجدة إلى النهائي عقب تغلبه على كل من الكوكب البيضاوي (3/1)، والنادس القنيطري (4/3)، واليوسام البيضاوي (1/0)، ثم سطاد المغربي (4/2).
المباراة النهائية، التي جرت بين ناديي الوداد الرياضي ومولودية وجدة بتاريخ 25 نونبر 1956، وأدارها طاقم تحكيم مكون من أبوبكر الأزرق بمساعدة كل من عبدالكريم الزياني وأبوبكر بنشقرون، وحضرها 15 ألف شخص، احتضنها ملعب “مارسيل سيردان” (محمد الخامس بداية من سنة 1983، لمناسبة تنظيم المغرب دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة الدار البيضاء)، بحضور جماهيري كبير، بلغ 15 ألف متفرج، حظي بمشاهدة أب الأمة، الملك الراحل محمد الخامس، الذي كان مرفوقا حينها بكل من الأمير مولاي عبدالله والأميرة للا أمينة، في حين لم يحضر ولي العهد، حينها، الملك الراحل الحسن الثاني، لوجوده في مهمة بالولايات المتحدة الأمريكية (المعطيات من كتاب كأس العرش .. تاريخ لقب ملكي، لصاحبه بلخير سلام).
ودخل الوداد الرياضي المباراة بكل من بن الجيلالي ومسعود والتيباري والحبيب، ومصطفى الصغير، والقدميري، ومصطفى الجندي، وبلحسن، والزهر، وكوميز، ومايي، بقيادة المدرب محمد ماصون، في حين دخل مولودية وجدة المباراة بكل من أحمد أصابان وبوطالب، وروسطوي، وبلخير فرنان، والكعواشي، والعرابي، والصابي، وبلعيد، والمدني، والشارف، وروي بريزات. وأحرز الهدفان كل من روني بريزات لفائدة المولودية الوجدية، في الدقيقة 42، في حين عادل للوداد الرياضي لاعبه بريزات، في الدقيقة 60، من ضربة جزاء.
ما حدث في نهاية المطاف هو أن الكأس الفضية الجميلة ابتسمت للوجديين، الذين شهد لهم الجميع بأداء مباراة كبيرة ومثيرة بالفعل، رغم أن المواجهة لم تحسم عن طريق الأهداف، بما أنها انتهت بالتعادل بين طرفيها (1/1). إذ تواترت الإشارة إلى أن الحسم تم على أثر نقاش فوري وبسيط بين رئيسي الجامعة، عمر بوستة، ووزير الجهاز الوصي على الشأن الرياضي، أحمد بنسودة، في ظل فراغ قانوني يخص مسألة الحسم هذه.
يقول بلخير سلام، في كتابه “كأس العرش .. تاريخ لقب ملكي”، في الصفحة 264:”شكل يوم 25 نونبر لسنة 1956 موعدا تاريخيا، بتنظيم أول مباراة نهائية لكأس العرش في عهد المغرب المستقل، بين فريقين كبيرين من حجم الوداد الرياضي البيضاوي ونادي مولودية وجدة. وتميز هذا اللقاء النهائي بإجراء أطواره تحت أنظار المجاهد وقائد التحرير الوطني، المغفور له جلالة الملك محمد الخامس أكرم الله مثواه، رفقة الأميرين الراحلين مولاي عبدالله وللا أمينة، مقابل غياب المرحوم الملك الحسن الثاني، وليا للعهد أنذلك، بحكم تزامن موعد النهائي مع وجود سموه في مهمة بالولايات المتحدة الأمريكية”، ثم يزيد قائلا:”وحظي فريق المولودية الوجدية بالتتويج بلقب كأس العرش على حساب الوداد البيضاوي، رغم انتهاء المباراة بنتيجة التعادل (1/1)؛ إذ خدم هدف السبق مصالح الوجديين في الظفر باللقب الفضي، بعدما كشف الواقع عن فراغ قانوني جامعي، من شأنه الحسم في هوية الفائز، سواء عن طريق اللجوء إلى الضربات الترجيحية أو إحالة الفريقين على مباراة ثانية فاصلة”.