صحيح أنني أكره نظام الجزائر عن قناعة، لأنني أراه مسؤولا بشكل رئيسي عن أغلب المشاكل السياسية التي يمر بها المغرب، ولا أخف دفاعي عن وطني بشراسة وصرامة ضد ظلم ظالميه وغيهم، لكن مع ذلك يشهد الله أنني أتحرى الصدق في فضحهم، وتعرية مساوئهم، ولا أستثمر في الكذب لتشويه نظامهم الذي وجد وعاش وسيعيش مشوها ما دام على قيد الحياة ،دون حاجة لتدخل مني، ولا من غيري لفعل ذلك .
خرجت بالأمس بمقال على صفحاتي تحدثت فيه، كما تابع البعض منكم ، عن تراجع الحاخام الفرنسي اليهودي حاييم كورسيا عن قرار زيارة الجزائر مع وفد ما كرون ، بعد تلقيه مكالمة من تل أبيب تطلب منه أن لا يفعل ذلك ، وقلت أن الجزائر كانت سعيدة بزيارة حاييم أكثر من فرحتها بزيارة ماكرون، و استعدت للقائه استعداد العروس للقاء عريسها ليلة دخلتها ، فتزينت واختارت أبهى حللها وحليها ، ووقفت كثيرا أمام المرآة تصفف شعرها، وتضبط مكياجها، وتحاور نفسها بكلام فيه غنج وتضحك باستحياء غير مبتدل ، وتحرك عينيها بنظرات مثيرة، لتتدرب كيف تتصرف في حضرة الفارس حاييم ليسقط في حبها ، الجزائر عاشقة حاييم ابن أسرة تل أبيب التي تريد أن ترتبط بها مهما كان ، لتفك عنها عزلتها، ولتعلي من شأنها في سلم أرستقراطية الدول ، لكن جاءت الصدمة ، وجاء ماكرون وحيدا ليعلن لتبون أسفه ويقول له صراحة أن العريس تراجع عن مسعاه ، ولم تعد له رغبة في ملاقات العروس الجزائر أو الإرتباط بها ، وكان حتى آخر لحظة سيفعل ذلك ،لكنه تلقى مكالمة من أهله بتل أبيب ، الذين صرحوا له أنه لا يشرفهم وضع أيديهم في أيادي كابرانات مجانين و متخلفين ، يمثلهم أهبل مخنن بالرئاسة، فصمت تبون من هول الصدمة ولم يجد غير قول بكل أسف الزواج قسمة ونصيب، فيما أجابه ماكرون ب هارد لاك ، المشكل أن الجزائر شعرت بالحزن والخزي والعار، وبأنها بالفعل قبيحة الوجه ، لأن كل من ترتبط به بعلاقة غرامية، بهدف أن تتطور لعلاقة شرعية يتخلى عنها، ويهرب ، رافضا دق باب بيت أهلها .
في السنوات الأخيرة الشاب الإسباني المسيحي بيدرو سا نشيز ارتبط بها أيضا بعلاقة غير شرعية ، وأشغلها بالكلام الجميل، لكن بعد أن أخذ منها أعز ما تملك، تخلى عنها وهرب .
و في الأيام الماضية ، تزينت للسعودي المسلم محمد بن سلمان ولي عهد السعودية ، الذي وعدها بأن يدق باب أهلها ليطور علاقته بها بمجرد إنهاء عمله بفرنسا ، لكنه هو الآخر تخلى عنها وهرب من فرنسا لبلده ، وتركها تنتظر ، دون أن يتكلف عناء إخبارها بتخليه عنها ، واليوم اليهودي حاييم الذي عشقته ، وانتظرت قدومه بالسلامة من فرنسا ليرتبط بها و يفك عنوستها، طفش هو الآخر، انهارت المسكينة ولم تعد تثق في نفسها وتتساءل ما الذي يوقف حالها ، هل أصيبت بالحسد ،أم بلعنة فرنسا؟ أم أن سحر المروك أوقف حالها؟ آه كم تخشى المسكينة إن بقيت على هذه الحال أن تعيش بقية حياتها وحيدة معزولة إلى أن يتوفاها الله .
لنعد إلى الجد المشكل أن الأبواق الجزائرية، ومنه البوق الكبير حفيض الدراجي ، وبعض التعليقات الجزائرية التي هاجمت مقالي بالأمس بشدة، وقالت بأن الجزائر هي من رفضت مرافقة اليهودي حاييم لماكرون ، لكن الصحفي الجزائري عبدو السمار الذي له مصداقية حتى داخل الجزائر ، أنصفني وأكد كلامي، وقال حرفيا بعد عدة ساعات من نشر مقالي ، أنه تحرى الأخبار بفرنسا من مصادر موثوقة جدا ، وذكرت له نفس ما ذكرت ، وأن الجزائر كانت مرحبة جدا بفكرة استقبال حاييم اليهودي، وأعدت للعمل معه ،أانه هو شخصيا من تراجع عن مرافقة ماكرون للجزائر في آخر لحظة ، ليس لأنه أصيب بكوفيد كما إدعى لحفظ كرامة الجزائر ، ولكن لأنه تعرض لضغوطات قوية تمنعه من ذلك ، وأن الجزائر فوجئت، وصدمت من هول بهذا القرار .
وختاما ، أين هي مصداقية السكليس والدراجي اللذان ذكرا أن الجزائر هي التي رفضتت مجيء الحاخام حاييم ؟ وبذلك يتأكد للجميع أن الدراجي ليس إلا بوق مجرد بوق كبير للكابرانات العجزة .