وجدت الجزائر نفسها أمس في موقف لا تحسد عليه ، وخارج عن المألوف الذي عهدته فيها الدول العربية ، عندما وقعت بصفتها عضوا باللجنة الوزارية العربية المكلفة بتسليط الضوء على الخروقات الإسرائيلية بفلسطين ، على غرار كل أعضاء اللجنة الوزارية كبار العرب وهم : السعودية ، والإمارات، وقطر ، الاردن ، مصر ، وتونس ، وقعوا تحية شكر وتقدير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على المجهودات التي قام بها ، ونوهوا كلهم ودون استثناء، بدوره في الوساطة الفعالة التي قادها شخصيا، بصفته رئيسا للجنة القدس إلى جانب رئيس الولايات المتحدة بايدن، لدى إسرائيل لدفعها لفتح بشكل مستدام ودون انقطاع المعبر الحدودي (النبي /الملك حسين) الذي يربط الضفة الغربية بالاردن، دفاعا عن المدينة الفلسطينية، لفك عزلتها ومحاصرتها ، المشكل أن الجزائر التي كانت دائما ترفض ان يمدح العرب جلالة الملك محمد السادس عن أي دور يقوم به دفاعا عن فلسطين ، بل وتطلب دائما مدح تبونها عن المجهودات الخيالية التي يقوم بها من أجل القضية الفلسطينة في محاولة يائسة ، ان تضع تبونها في مستوى ومقام جلالة الملك ولا تجد من يجاريها في حمقها هذا لان الرجال مقامات ، تنازلت هذه المرة ولم تعترض عن شكر الملك وتقدير عمله ، والسؤال الذي اطرحه اليوم ،هو هل عادت الجزائر إلى رشدها واعترفت أخيرا بقيمة جلالة الملك وما يبذله من أجل نصرة فلسطين، وشكرته عن طواعية على ذلك ؟ و أقرت أن كل ما يفعله تبونها لا يساوي شيئا أمام ما يقدمه محمد السادس لفلسطين ، ام أن أنفها كسر أمام العرب العقلاء ، وأصبحت من ضعفها لا تتجرأ حتى عن إعلان اعتراضها وتحفضها عن تمرير باسمها وتوقيعها ما لا يعجبها ؟ ، والكشف على ما يجول بخاطرها خوفا من العرب ، التساؤل الأول إن صدق فهو يثبت أن الجزائر كانت على ضلال وهي تهاجم محمد السادس، ويجب ان تراجع كل سياساتها اتجاه المغرب لانها ضلال في ضلال ، والتساؤل الثاني، إن صدق : فهو يقول بما لا يدع مجالا للشك : أن الجزائر منافقة ، وان لا قيمة لها، ورايها ودورها لا يساوي جناح بعوضة عند العرب ، وانها في حضرتهم لا تملك إلا أن تلجم فمها صاغرة صامتة حتى عن الإفصاح عما يخالج صدرها ، أرايتم يا سادة ، كيف هي الجزائر القوة الضاربة ؟