ارتأت عبقرية النظام الجزائري الحاكم ان يغطي على عجزه وفشله في القدرة على التخطيط وتسيير شؤون البلاد، والقيام بأدنى واجب من واجباته الملزم بها بصفته المتحكم ، في رقاب العباد ،وامر البلاد وهو توفير المواد الغذائية، والأساسيات للشعب الجزائري ، لإبعاده عن العيش بلا كرامة ، وتجنيبه عناء الفقر، والمجاعة، والحاجة، قلت إرتأت أن تلقي بلائمة فشلها، وانعدام كفاءتها على عاتق تجار البلاد، أي على الشعب الذي لا يمتل تجاره إلا افرادا عاديين من أبناءه ، بعدما عزز النظام ترسانته القانونية بقوانين ما انزل الله بها من سلطان في كل دول العالم غير الجزائر،تدين التجار بدعوى احتكار السلع والمضاربة فيها بثلاثين سنة سجنا!!!!، تصوروا ثلاثين سنة سجنا !!! لتاجر كل ذنبه انه كد وأجتهد ونجح في تجارته ، وتوسع فيها اكثر بأن اصبح يملك كما يفعل جميع التجار في دول العالم ، يملك مخزنا منعزلا لتخزين السلع المطلوبة من كثرة رواجها ،حتى لا تتوقف تجارته بمجرد ما ينفذ ما هو معروض بمحل البيع ، وهذا هو العرف الجاري به العمل في التجارة، وعند التجار في كل دول العالم، فمثلا هناك تجارة الخضر والفواكه، التي لا بد للتاجر الذي يشتريها بالضرورة بالجملة وبكثرة لطبيعة التجارة لا غير ، لابد له أن يخزنها في مبردات للحفاظ عليها من الفساد ،إن لم يفعل ذلك، ويكتري من اصحاب المبردات ، مساحة ليضع فيها مخزونه ،الذي يزود منه محل البيع كلما نفذ المعروض ، نفس الشيء يقوم به كل التجار والشركات الكبرى في كل أنواع التجارة، بل نذهب متلا للدول كدول قائمة بذاتها ، ونسمع انها دائما تتوفر على مخزون احتياط استراتيجي الذي يجنبها الخصاص من هذه المواد ،يكفيها لستة اشهر على الأقل من الإستهلاك ، حتى تتمكن من الإستيراد إن شحت المواد من السوق … الجزائر الجديدة ونظامها ، لم تعد له القدرة على شراء المواد الأساسية من الخارج لتدهور حالة إقتصاد البلاد ، ونفاذ العملة الصعبة، ويتوقع أن تضرب المجاعة والغلاء شعب الجزائر، وحتى يمتص غضب الشارع يقوم بتوجيه أنظاره إلى عدو جديد صنعه، وألصق بظهره جريمة الغلاء والخصاص، وكأن هذا العدو هو من يحكم ويخطط ويسير البلاد، ويتصرف في اموالها و ينفقها على البوليساريو، ورئيسها وموظفوها وشعبها بتندوف الذين لا تجني وراءهم الجزائر غير الإنفاق، وضياع قوت الجزائريين في رشوة من يناصر قضيتها، والباقي في شراء الأسلحة بالملايير ونهب عمولاتها رغم ان الجزائر لم تدخل حربا ، وفجأة أصبح العدو الجزائري المسؤول عن مشاكل البلاد هم التجار ، .. على الجزائريين إن يعالجوا نظام دولتهم الخطير على بلادهم ،بإزاحته … و أن يأتوا بنظام يقطع مع مهزلة النظام القائم ، الذي لم يجنوا من ورائه منذ الإستقلال رغم خيرات البلاد غير الخراب، يأتوا بنظام تكون أهم اولوياته الجزائر وشعبها ، ولا يهتم بغيرها، وان يمد يده للشراكة مع محيطه للتنمية ، ساعتها فقط …لن تعرف لا الجزائر ولا جوارها خصاصا، وسيعش شعوب المغرب الكبير حلم اجدادهم : الإتحاد من أجل الكرامة والرفاهية والإخاء، عندها فقط يمكن وصف الجزائر بالجزائر الجديدة.