وُشِّح مصطفى أمدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل، بوسام الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية من درجة ضابط، الذي مُنح له من طرف العاهل الإسباني خلال حفل أقيم بمقّر السفارة الإسبانية وترأسه السفير الإسباني بالرباط.
وعبّر أمدجار، في كلمة له بالمناسبة، عن امتنانه لهذا “التشريف الكبير” الذي حظي به، مشيرا إلى أنه منذ بداية اقترابه، قبل أكثر من عشرين عاما، من “العالم الإسباني بمفهومه الثقافي والإنساني، من خلال اللغة والثقافة والإعلام”، وقف على “الغنى الكبير للعلاقات بين المغرب وإسبانيا، ليس فقط بسبب التعاون الواسع في المجالات التقليدية السياسية والاقتصادية ومجالات إستراتيجية أخرى، بل أيضًا بسبب مستوى التبادل الثقافي والإنساني الذي يتقاسمه الإسبان والمغاربة كل يوم”.
وقال المتحدث ذاته: “إن وسائل الإعلام في بلدينا تساهم، وبنشاط كبير، في هذا التبادل الثري، من خلال ما تتيحه من تدفق المعلومات والأخبار بين الضفتين. وهكذا ينعكس اهتمام الصحافة الإسبانية بالمغرب في كم الأخبار والتحاليل التي تنشرها حول ما يحدث به، بقدر اهتمامها، في استعارة من أحد الكتاب، بتتبع وتغطية الشأن الداخلي في إحدى الجهات الإدارية الإسبانية”.
وأضاف مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل أن “الصحافة المغربية، وانطلاقا من موقعها، تولي اهتماما دائمًا ومستمرا بكل ما يتعلق بإسبانيا، ما تعتبره من أولويات أجندتها التحريرية، وهو الاهتمام الذي كان دائما حاضرا في المشهد الإعلامي من خلال إصدار منابر باللغة الإسبانية، وتتم ترجمته اليوم من خلال اتساع هذه التجربة في الصحافة الرقمية المغربية المتخصصة والناطقة بلغة سيرفانتس، التي باتت تحتل يوما بعد آخر مكانة مهمة كمصادر للأخبار بين البلدين”.
وعلى المستوى الشخصي، قال أمدجار: “هذه الوضعية ساهمت في تشكيل قناعة لدي والتزام بضرورة العمل على جعل مجالات الإعلام أداة من أدوات التقارب بين بلدينا. وخلال مسيرتي في الوزارة، ارتكز جزء كبير من عملنا على كيفية الدفع بتقوية وتطوير فضاءات للتواصل، وكيف أنه لأسباب بديهية يجب أن تكون الأولوية في ذلك لإسبانيا ولوسائل الإعلام في هذا البلد”.
وذكّر المتحدث ذاته بـ”الفكرة التي ارتكزت على تعزيز كل عمل ومبادرة تكمل دور الدبلوماسية التقليدية بين الدولتين، وتسعى إلى التواصل المباشر مع الفاعلين غير الحكوميين أو ما يمكن أن نسميها الدبلوماسية العامة التي تلعب فيها الصحافة ووسائل الإعلام دورًا رائدًا”، مضيفا: “عملنا في إطار هذا النهج المشترك مكّن وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية من تغطية وتتبع علاقات التعاون بين بلدينا بروح إيجابية وبناءة، تمكن من تعزيز فرص كبيرة للتقارب بينهما، ومن أجل فهم مشترك وأفضل لواقعيهما”.
كما أكد أمدجار أنه “إذا كانت وسائط الاتصال التقليدية جزءًا أساسيًا ومهما في العلاقات بين البلدين، التي تتميز بعوامل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا، فإن السياق الجديد والمفتوح الذي أفرزته الثورة الرقمية وازدياد الترابط الهائل بين المجتمعات لا يمكن إلا أن يكون مفيدًا في تعزيز التعارف المتبادل بين المملكتين، وجعله يستجيب لمتطلبات الجغرافيا، التي يجب أن تعلو على بعض الجوانب من تجاربنا التاريخية المشتركة”.
وعن الوسام الممنوح له، قال مصطفى أمدجار إن “هذا الوسام هو تكريم للعمل المهم الذي نقوم به، وكذا للتعاون المثمر بين الوزارة والسفارة الإسبانية في الرباط”، مضيفا أن “الاعتراف بهذا العمل هو دعوة إلى المضي قدمًا خطوة أخرى، مع آفاق أوسع، وتوجيه نشاطنا نحو مشاريع مهمة في مجال الإعلام والتواصل والثقافة، التي نحن في حاجة إليها لتقوية علاقاتنا”.
وختم مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل كلمته بالقول: “إن منحي هذا التكريم من مملكة عظيمة وصديقة وقريبة من المغرب لا يجب أن يمر دون التعبير عن خالص امتناني وشكري للملك فيليب السادس، وحكومة إسبانيا، وكذلك جميع المسؤولين في السفارة الإسبانية الذين جعلوا هذا الوسام والاحتفال ممكناً”.