هيئة التحرير
لم يسلم اهل المغرب الاقصى قديما وحديثا من سرقة تراثه وحضارته ونسب تاريخه العظيم للمشرق العربي، ولم تسلم الامانة العلمية لترجمة الكتب التاريخية من التزوير والتدليس من طرف بعض المشارقة. وان افترضنا جدلا ان بنو امية بعتت الحرفيين والجنود والقبائل والعتاد لدخول الاندلس، هل كان سكان شمال افريقيا عموما يلعبون دور المتفرج؟ وان افترضنا جدلا ان من بنى تلك الحضارة هم المشارقة، لماذا لا نراها في بيوتهم وبنيانهم ولماذا لا يتباكون على حضارة سمرقند واسيا الوسطى التي حكمها ايضا الامويين كما يفعلون على الاندلس وينسبون حضارتها اليهم؟ ولماذا يطمسون عمدا دور المغاربة في الاندلس؟ لماذا لا يوجد تطابق في الهندسة المعمارية و شكل زخارفها بين ما يسمونه الاصل الشرق الاوسط والمغرب والاندلس المغربية ودول ستان؟ ببساطة انه ابداع اهل الارض.
الابداع الذي تركه الحرفيون “المور” المغاربة هناك يجعل المرء في ذهول، ومازال الذهول نفسه في العصر الحديث لدى السائح عند زيارته للمغرب، انه السحر المغربي الذي كان يخشاه حكام العسكر في الشرق ان يصل الى شعوبهم خوفا من المقارانات، لم يفهم المشارقة بعد ان ابداع الانسان هو اساس الحضارة وليس الارتماء على مجهود الغير ونسبها اليه. لم يفهم المشارقة بعد ان من سرق ودمر حضارتهم هم الاتراك وليس المغاربة؟ لم يستوعب المشارقة بعد ان العثمانيين الزموهم لبس الطربوش الفاسي لجماله ورونقه ولم يكن ابدا عثمانيا. في مصر والازهر هناك اثار للمغاربة، في سوريا والجولان هناك شهداء مغاربة، في القدس هناك حارة للمغاربة، في ايطاليا هناك بصمة مغربية، في اوروبا الغربية هناك بصمة مغاربة، في الهند هناك بصمة مغربية، في اليابان هناك بصمة مغربية، في الفيتنام هناك باب المغاربة، اينما ذهبت في العالم ستجد بصمة مغربية، كما لكل شخص بصمته الخاصة كذلك لكل شعب بصمته الخاصة .وعلى العرب جميعا ان يستوعبوا ان اقدم الجماجم البشرية وجدت بافريقيا ومن اقدمها يوجد بالمغرب ومادامت افريقيا مهد البشرية فهي مبعث الحضارة الانسانية القديمة كانت عاقلة او غير عاقلة لا يهم، واكتشاف وجود اقدم ابرة وحلي في المغرب دليل على ان الانسان الموري القديم كان مبدعا ولا زال
دخول بعض دول الخليج على خط سرقة التراث المغربي
القفطان المغربي كان سبب جدال عميق وقع مؤخرا في السعودية حول حضور اميرات حفل زفاف امير بروناي بلباس دولة اخرى، المثير في قصة هذا الجدل القائم هو رد احدى الاميرات على ان اصل القفطان من مدينة ينبع لم نصدق خبرا لنبحث عن مدينة ينبع وماهو تاريخها القديم وماذا يوجد بها لكن محركات البحث تقول انها مدينة ساحلية حديثة والمكان التاريخي الوحيد هو متحف رضوى به مقتنيات سعودية قديمة و لم نجد دار الدباغة الجلود او اماكن الخياطة التقليدية او اماكن بيع مستلزمات خياطة القفطان او صور لنساء تطرز القفطان بالخيط او العقيق كما يوجد بالمغرب ولا قصبة قديمة ولا احياء شعبية لها الاف السنين. هنا.لا بد للتاريخ ان يتحدث قليل ويقول ان اليمن اقدم من السعودية بكثير وحضارتها ضاربة في التاريخ البشري ولباسهم مازال الى يومنا هذا ولم نسمع منهم ان القفطان المغربي اصله من اليمن ولتذكير الاميرة بماجاء به القران فقد اتى ابراهيم عليه السلام بابنه اسماعيل وزوجه الى البيت الحرام اي ان السعودية الحالية كانت قفار وبدخول اسماعيل عليه السلام وامه دخلت الحضارة الانسانية الى السعودية فعن اي لباس تتحدثون؟ وفي باب تاريخ الجزيرة العربية الشيء الكثير اهمها ان بعد ان نودي للحج جاء الناس من كل فج عميق لتلبية النداء ولا نظنهم يأتون حفاة عراة حتى يلبسوا ماكانت تنتجه ينبع في معامل النسيج القديم بل ان الحجاج من احضروا الى السعودية التنوع الثقافي والعرقي بعد استقرارهم هناك لكن للاسف كانت الضلالية والظلامية باسم الدين من خربت الثقافة.فلا ذنب لنا ان خربتم ثراتكم بايديكم او ربما لم يكن هناك تراث منبثق اصلا من اهل الارض لان كل شيء يستورد ومن قدم الزمان، حتى الاملو المغربي لم يسلم من شر السرقة واصبح بقدرة قادر سعودي، نحن المغاربة نريد ان نفهم هل الانسان الخليجي ينقصه الابداع وليس له ذراع للعمل والعقل عنده متوقف عند البيع والشراء؟ ندرك يقينا ان المال يشتري كل شيء في العالم لكنه لا يصنع الانسان. هل سنرى السعودية تقول ان شجرة الاركان سعودية تنبت هي ايضا في ينبع فليستوعب اهلنا في الخليج انهم هم من استقدموا افواجا من الحرفيين من المغرب ليزينوا قصورهم وفيلاتهم ومساجدهم ومعمار بنيانهم ويبدعوا لهم في العباءة كلباس ولنذكر اهل الخليج لعل الذكرى تنفع المومنين انه في العهد القريب كان اللبنانيون يلبسونهم ويتفننون في حياكة فساتين عصرية لنساءهم ولا ننسى مافعلته قطر لتسويق تراث المملكة الشريفة على انه قطري حدث كل هذا ومازال يحدث والبحث جاري عن اين هي وزارة الشباب و الثقافة و التواصل ؟