بقلم : سهام العلوي الفيلالي
تحل الذكرى الخامس والعشرون لعيد العرش المجيد، والذي يتزامن مع مرور ربع قرن لتولي صاحب الجلالة والمهابة عرش أسلافه الميامين، وتأتي هذه الذكرى المجيدة يوم 30 يوليوز من كل سنة لتبين قوة ومتانة الالتحام بين الشعب المغربي وملكه الهمام، رمز الأمة وجامعها والناهض بتطويرها وازدهارها برؤيته الحكيمة في التدبير وديناميته السديدة في الإصلاح والتجديد، الذي أفرز لنا مغربا جديدا نافعا يافعا و حداثيا جامعا بين خصوصية وتقاليد وطننا العريق وحدود ديننا الحنيف.
وفي غمرة الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية المجيدة، نسترجع أول خطاب لجلالته عند اعتلائه لعرش أسلافه المنعمين سنة 1999، والذي أكد فيه على ”أن كل المغاربة هم إخوة من رحم واحد وأبناء بررة متساوون تشدهم إلينا روابط التعلق والولاء …”
واليوم وبعد مرور ربع قرن من الشغف والعمل الجاد والمتواصل لجلالته في خدمة الوطن والمواطنين المغاربة بتبصر وحكمة، يخلد الشعب المغربي هذه الذكرى الحافلة بالإنجازات والحمولات التاريخية التي تأكد على متانة رابطة البيعة الشرعية بكل ثقة وفخر واعتزاز.
وتأتي هذه الذكرى العظيمة لتسلط الضوء على جملة من الإصلاحات البنيوية والتحولات السياسية المهمة التي ساهمت لا محال في تلميع صورة المغرب. هنا نخص بالذكر مجال حقوق الإنسان الذي بادر جلالته منذ توليه العرش إلى الاهتمام بهذا المجال وتعزيزه بمجموعة من الإصلاحات الرامية للنهوض بهذا المجال بشتى مستوياته والذي توج بإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة.
وليس بعيدا عن المجال الحقوقي والقانوني، في سنة 2004 انخرط المغرب تحت القيادة السامية لجلالة الملك في إصلاح شامل لقانون الأسرة الذي أسفر عن خلق حماية للمرأة باعتبارها الحلقة الأضعف في الأسرة إلى جانب مجموعة من المستجدات طالت أنداك الزواج والطلاق والحضانة وغيرها… والتي يجري مراجعتها حالية لمواكبة المستجدات والتحولات الراهنة.
ثم لا نغفل عن مرحلة ولادة الدستور الجديد (دستور 2011) الذي جاء أنداك بمجموعة من الأوراش كتنزيل الجهوية المتقدمة واستقلال السلطة القضائية والدفاع عن التسامح الديني والحوار بين الأديان وغيرها من الأوراش الهامة…
إلى جانب التطورات الإيجابية التي عرفتها قضية الصحراء المغربية المتمثل في ازدياد الدعم الدولي لإقرار هذا الحق الوطني، تحت الموقف الصارم لصاحب الجلالة الذي أعلن عنه في خطاب غشت 2022 بأن ”ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم والمعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. فقد عزز المغرب روابطه الدبلوماسية وعلاقاته السياسية عبر خمس قارات. فرجوع المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي وفتح أزيد من 30 دولة لقنصليات لها بالأقاليم الجنوبية كانت نقطة فارقة للسياسة الخارجية في بلادنا.
أما على المستوى الصناعي فيعتبر اليوم المغرب من أكبر المستثمرين في الطاقات المتجددة، ويعتبر مركب نور ورزازات للطاقة المتجددة أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم.
وفي المجال الاجتماعي، كان جلالة الملك حريصا على الاهتمام الكامل بالفئات الضعيفة ذات الدخل المحدود بإحداث خطة المساعدة الطبية الرميد في سنة 2012 نحو التغطية الصحية الكاملة…
فإنجازات جلالته خلال الخمسة والعشرون سنة لا تنحصر فيما تم ذكره، فقد كان ربع قرن مليء بالعمل والشغف والجدية لخدمة الوطن والمواطنين، وما علينا كمغاربة أحرار إلا أن نفخر بالانتماء إلى هذا الوطن الغني بشرفائه و ملكه وشعبه، وكلنا أمل بتحقيق المزيد والوصول إلى المراد بثقتنا الكاملة بالقيادة الحكيمة والرؤية السديدة لملكنا الهمام محمد السادس نصره الله وأيده.
وبهذه المناسبة الجليلة نجدد بيعتنا لملكنا وولي أمرنا على السمع والطاعة، سائلين المولى عز وجل أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية وعلى بلدنا الأمن والأمان.