عز الدين السريفي
تمكّنت شركة “SOS NDD” المغربية المختصة في معالجة النفايات والتثمين الطاقي لصاحبها رجل الأعمال عبد الوافي سعيد الفكيكي، من انتزاع صفقة نظافة عاصمة موريتانيا (نواكشوط) التى تبلغ أكثر من 7 ملايير ونصف مليار أوقية سنويا على مدى 10 سنوات.
ووفق المعطيات من مصادر موريتانية، فقد عانت العاصمة نواكشوط لسنوات من فوضى بيئية خانقة، نتيجة عجز العديد من الشركات المحلية والدولية عن الارتقاء بمستوى خدمات النظافة إلى المعايير المطلوبة، لعلّ من أبرزها “بيزورنو” الفرنسية، إلى جانب شركات أسسها اتحاد أرباب العمل الموريتاني.
ووفق المعطيات ورغم حصول بعض هذه الشركات في فترات سابقة على صفقات لتنظيف أجزاء من العاصمة، إلا أن تقاسمها للمسؤوليات بين مقاطع متفرقة حال دون تحقيق أي نتائج ملموسة، وبالتالي تفاقمت الأزمة مع عدم التزام تلك الشركات بتنفيذ تعهداتها، مما دفع بالسلطات إلى إعادة النظر في النهج المتبع وإطلاق صفقة شاملة وموحدة لتنظيف العاصمة قبل بضعة أشهر.
هذه الصفقة، التي أثارت اهتمام كبرى الشركات الدولية والمحلية، شهدت منافسة شرسة بين ست شركات بارزة، كان من ضمنها شركة “بيزورنو” الفرنسية نفسها التي تُعد واحدة من أكبر الأسماء في هذا القطاع، ومع ذلك، لم تتمكن أي من هذه الشركات من تقديم رؤية مقنعة تتماشى مع متطلبات المشروع، باستثناء شركة “SOS NDD” المغربية.
ووفق ما أكدته المصادر ذاتها، فإن الشركة المغربية، بقيادة رجل الأعمال عبد الوافي سعيد الفكيكي، أظهرت تفوقًا ملحوظًا سواء من حيث الكفاءة الفنية أو تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لإدارة أزمة النظافة في نواكشوط، وذلك بفضل قدرتها على صياغة استراتيجية متكاملة تلبي احتياجات العاصمة الموريتانية، وبالتالي تمكنت من انتزاع الصفقة التي تبلغ قيمتها أكثر من 7.5 مليارات أوقية سنويًا، على مدى عشر سنوات.
والشركة المغربية، التي يقع مقرها وسط مدينة الدار البيضاء، تحمل إرثًا يمتد لأكثر من أربعة عقود في قطاع النظافة، حيث تنشط في مدن مغربية مثل المحمدية، تيفلت، الدريوش، ووجدة، فيما ورغم هذا التاريخ، فإن انتقالها إلى سوق خارجي بحجم وتعقيد نواكشوط يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على التكيف مع تحديات جديدة تختلف تمامًا عن البيئة المغربية.
هذا الإنجاز ليس فقط دليلاً على جدارة الشركة، بل يعكس أيضًا ثقة السلطات الموريتانية في الخبرات المغربية وقدرتها على التعامل مع التحديات البيئية الكبرى، مما يرسخ مكانة “SOS NDD” كأحد أبرز اللاعبين الإقليميين في مجال إدارة النفايات والتنمية البيئية.
وعبد الوافي سعيد الفكيكي ليس مجرد رجل أعمال، فهو شخصية متعددة الأدوار، جمع بين المهام المهنية والجمعوية والسياسية، وقد شغل سابقًا رئاسة الجمعية المغربية لمهنيي الكنس وجمع النفايات، كما تولى مهمة أمين مالية الائتلاف المغربي للتثمين الطاقي، و الان يركز على مشاريعه البيئية والاستثمارية والتمدد أكثر في أفريقيا عبر مشروع إنساني توارثه عن والده.
وخلال تقصّينا حول سيرة الرجل الذي يقود هذا المشروع، تبيّن لها أن توسع شركة SOS-NDD خارج الحدود المغربية لم يكن وليد الصدفة، بل استراتيجية استطاعت من خلالها الشركة ذاتها وضع بصمتها داخل المغرب عبر مشاريعها في مدن كبرى مثل المحمدية، ، الدريوش، وجدة، وتيفلت، التي انتقلت إلى الساحة الإفريقية في إطار سياسة شاملة تستند إلى رؤية التعاون جنوب-جنوب التي دعا إليها الملك محمد السادس، وفق ما أكده المعني بالأمر شخصيا في حوار صحافي سابق.
وانطلاقًا من هذا التوجه، نجحت الشركة بالفعل في اختراق الأسواق الإفريقية، حيث قدمت خبراتها في مجال إدارة النفايات ومعالجة التحديات البيئية، ولتعزيز حضورها، قدمت دراسات تقنية ومساعدات مجانية لعدد من المؤسسات الحكومية الإفريقية، بما يعكس التزامها بمسؤوليتها الاجتماعية والاقتصادية.