شدد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، على حاجة المغرب للاستثمارات الوطنية والأجنبية، وكذا استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج، مبرزًا أن “مغاربة العالم يحبون وطنهم، وهذا ليس مزايدة على مغاربة الداخل بل هي حقيقة مثبتة”.
وأضاف زيدان في لقاء صحفي، أن “مغاربة الخارج لديهم ارتباط كبير بوطنهم الأم ويراودهم دائمًا حلم بأن يكونوا طرفًا في التقدم والتنمية التي يشهدها”، موردا أن “مغاربة العالم لديهم قدرات مهمة مكنتهم من تحقيق ذواتهم في بلدان إقامتهم، إذ نجدهم يشغلون مناصب كبيرة في الشركات العالمية والحكومات وفي مراكز صنع القرار في هذه الدول. وبالتالي، فإن هذه القدرات لا بد أن يتم توظيفها في المغرب”.
على مستوى استثمارات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أوضح زيدان، الذي قضى جزءًا كبيرًا من حياته في ألمانيا قبل حصوله على الثقة الملكية بالانضمام إلى حكومة عزيز أخنوش في صيغتها الثانية في أكتوبر الماضي، أن “خاصية المستثمرين من مغاربة العالم، خلافًا للمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن الربح، وهذا أمر عادي، (هي) أن مغاربة العالم يُفضلون الاستثمار في مناطقهم وفي مسقط رأسهم بالمغرب”.
واعتبر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية أن “هذا الاختيار يعد تجسيدًا للحنين إلى الوطن والأرض، ويعكس الحس بالمسؤولية تجاه مسقط الرأس والمحيط الاجتماعي، الشيء الذي يساهم في تنمية هذه المناطق وفي الرفع من المستوى المعيشي لساكنتها”.
وذكر المسؤول الحكومي ذاته أن “مغاربة العالم صبورون ويغامرون أكثر من المستثمرين الأجانب لأن ارتباطهم بالوطن وحبهم له يدفعهم نحو هذه المغامرة… غير أن ما يجب أن نقوم به، ونحن نشتغل عليه في الوقت الحالي، هو أن نوفر لهم المعلومة بلغة بلدان إقامتهم، لأن هناك مجموعة من المستثمرين من أبناء الجالية الذين يريدون الحصول على معلومات بشأن الاستثمار في المغرب وطبيعة الدعم الذي يحظى به المستثمرون باللغات التي يتقنونها ويتمكنون منها”.
وأكد زيدان، في اللقاء نفسه، أن “العمل يجري على إنشاء منصة معلوماتية تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي للتجاوب مع تساؤلات المستثمرين من مغاربة العالم وبشكل مجاني”، لافتًا إلى أن “جميع الحملات الترويجية التي نقوم بها في الخارج من أجل التعريف بفرص الاستثمار وتحفيزاته في المغرب، تتضمن شقًا موجّهًا لفائدة مغاربة الخارج”.
وشدّد على أن “الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وكذا الوكالات الجهوية للاستثمار بجهات المملكة الاثنتي عشر، معبّأة لاستقبال ومواكبة هؤلاء المغاربة والتعاون معهم إلى غاية تحقيق مشاريعهم”.
