الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
سأستطرد ما تخالجني من أمور لأنثرها كما هي حساسة,,نقيه,,بريئة,,دون تكلف أو خوف…حين يسدل الليل جفونه ويتغشى السكون ويغرد الهدوء جناحيه على أعتاب القمر,,سيكون هذا قلمي المتمرد مفتوحا على مصراعيه لباقي أوراقي…نلوح بالوداع لحب جمعنا ونحزن ألما على من فارقنا وننسى بأننا من قرر الرحيل…
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو موضوع آخر من سلسلة مواضيع “تحية المساء” التي بدأت بتوفيق من الله كتابتها خلال هذا الشهر والتي تنشر أساسا على موقع الجريدة الالكترونية #جسر_بريس .
تعلمون أن ما يصيب الناس من المصائب فيها فوائد وعظات للمتعظين، قيل لي يوما: نراكِ مستقيمة في أمرك مسددة في حالك، قلت: رأيت السيئ فاجتنبت إساءته. فمن يتابع تصريحات الباشا و مسؤولينا الأمنيين الكرام ( المحسوبين على شعبنا سهواً لأنهم في وادي والشعب في وادي أخر، هذا ما تبرهنه وتثبته الأيام ) سيكتشف حقيقة نواياهم ويتأكد بأنه كان – ولا يزال – مخدوعاً بأقوال وكلمات رنانة كبيرة في المعنى وبعيدة عن التطبيق، فالمواطن الذي عانى – ولا يزال يعاني – أصبح رقماً يضاف إلى الأرقام الحسابية، فلا يهم إذا قتل فلان أو ذبح علان أمام عائلته على مرأى و مسمع من الناس ، ولا يهم أيضا إذا اغتصبت عشرات البنات من أخواتنا أو اختطفن واجبرن على الدعارة أو الزواج من الجهلاء ولا يهم أيضاً ان انتحر طفل او شاب او شابة بسبب صعوبة الحياة أو الفقر و القهر … ، نعم كل هذا لا يهم ما دام السادة المسؤولين محتفظين بكراسيهم وهانئين بمكاسبهم المادية وكلامهم ينقل هنا وهناك وصورهم تتصدر صفحات جرائدهم الحزبية على أساس كونهم الممثلين الوحيدين للمواطن ولولاهم لكنا الان في خبر كان!.
حال بلدنا يشبه كثيراً حال الأم التي جوعت أطفالها لتشبع أخوها المتملق، فشعبنا الذي خُدع من قبل رؤسائه وممثليه ظل خائفا جائعا ليشبع هؤلاء ( لكي لا نحرق الأخضر مع اليابس ونضع الأخيار والأشرار في سلة واحدة، ولكي لا نعمم فكرة الانتهازية على الجميع دون وجه حق، لا بد من القول أن الكثير من أبناء الوطن يحاولون دفع القضية والتقدم بها خطوة إلى الأمام بدلاً من إرجاعها ألاف الخطوات كما يفعل المستفيدين من وضعنا الحالي و مصائبنا )، فالفساد والجريمة التي تسود بلدنا سببها عيش هؤلاء على أتعابنا ومعاناتنا، فكم واحد من هؤلاء ضحى بشيء تافه وصغير؟، عدا الكلام المنمق والتافه الذي يخدعوننا به، في سبيل مستقبل ومصير أهل البلد الذي أصبح على حافة الانقراض في وطن هو أصله!!!، وكم واحد تنازل عن كرسيه ومنصبه ولم يتعنت برأيه التّدميري لأنه كان بعيداً عن مركز القرار!!! أليسوا ممثلينا في البرلمان والمحافل الوطنية ( كل واحد منهم يعتبر نفسه ممثلاً، لهذا ضِعنا وتلاشى صراخنا في أوراق البنوك وأُعلن موتنا على الشيكات والصكوك )، أم أن ذلك مجرد منصب يتفاخرون به ووظيفة يعتاشون منها !!!.
فأين نحن من كل هذا؟؟
✒#عائشة_العمراني
📝#جسر_بريس