أيها الأفاضل و القراء الأعزاء مع بروز القمر هذا المساء و مع سكون الليل و هدوئه أبدأ و إياكم تحيتنا المسائية بموضوع جديد و حساس… ألا و هو “المظاهر”
ليس من الجديد أن نقول أن النظرة المادية باتت تطغى على العالم، و أن التسابق على المظاهر يبرز في الكثير من المجتمعات إذا لم يكن في كلها بشكل أو بآخر و إن كانت وتيرة هذا التسابق وشكله قد اختلفا من فترة إلى أخرى. و ربما تكون لعصر انفتاح العالم على بعضه مساهمة في دفع الناس نحو الاستهلاك والاهتمام بالمظاهر. ويبدو أن الماديات والمظاهر هي أمور أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية بشكل عام وان اختلفت إمكانياتنا المادية.
المظاهر اليوم أصبحت من أهم الأشياء في عقولنا نحن الشباب وذلك على حساب الثقافة و العلم.
و مظلوم الإنسان الذي لا يملك مالا أو لا يعرف كيف يظهر بمظهر جيد لأنه في نظر الناس سيكون إنسان مكروه على الرغم من انه قد يكون في داخله إنسان جيد ..
و للأسف في هذا العصر “شحال عندك فلوس شحال كتسوى” ,يعني الغني هو اللي كيتحكم بباقي البشر وأكثر دليل ( أمريكا) كيفاش كتحكم بالحكام العرب وبباقي العالم ولكن المادة وحدها ما كتنفع..
كيف أصبحنا نعيش عصر الماديات و نتعايش معه؟ وهل افقدنا عصر الماديات قيما وأخلاقيات كنا قد تناقلنها جيلا بعد جيل؟ وكيف أثرت وتؤثر حياة المظاهر على الشباب في مجتمعنا العربي وهل أفقدتهم اتزانهم وتواضعهم؟ وهل للمظاهر فوائد تعود بها على المجتمع؟
برأيي أنا و بما لا يقبل الشك أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر مادي لأن القوة والسلطة يمتلكها أصحاب الأموال الطائلة ولأن الحياة لن تكون مريحة وسعيدة لشخص لا يملك بيتاً وسيارة وراتب جيد عدا كونه بهذه الماديات سيكون قادر على نيل ما يريد بسهولة حتى لو كان ذلك الشيء غير مادي.. قلب امرأة مثلاً!!
أما عن كوننا نتعايش مع المظاهر فالأمر صحيح أيضاً لأننا حتى لو لم نكن نمتلك شيئاً سنخجل من ذلك وسنضطر للتضييق على أنفسنا بغية الظهور بشكل لائق أمام الآخرين..
أما بخصوص ما إن كان عصر الماديات قد افقدنا قيمنا وأخلاقياتنا فهذا واضح جدا في عصر انقرضت فيه القناعة و الصبر لن أعمم طبعا و لن أقول بأنه لا يوجد أشخاص قانعين وأشخاص صابرين ولكن قلة..
و للأسف باتت المظاهر تؤثر على الشباب بشكل كبير فهم يقلدون فلان وفلان بغض النظر عن قدرتهم أساساً على التقليد سواء من حيث القدرة المادية أو حتى قدرتهم المعنوية فقد لا يكون ما يسعون لتقليده مناسباً لهم .(الله يخلينا على صباغتنا)
يا إخوتي لا أعتقد أن للمظاهر فوائد تعود بها على المجتمع لأن الشيء المزيف لا قيمة له وحتى لو كانت فقيمته أيضاً مزيفة… دعونا لا ننساق خلف مظاهر و ماديات حقيرة و لا ننسى ما هو أساسي و أخلاقي لماذا لا نجعل المظاهر أشياء ثانوية بعد الدين و الأخلاق لماذا نجعل من دار الدنيا مادة علما أننا سنترك يوما ما سنترك كل شيء وراءنا ولا نأخذ معنا سوى تلك الأخلاق و الأعمال…
✒#عائشة العمراني
📝#جسر_بريس
صحيح ، لقد اصبحنا نعيش عصر النفاق الاجتماعي ، وكل علاقاتنا الاجتماعية مبنية على المظاهر المادية ، لا يمكن انكار دور المادة في حياتنا اليومية لكن ان تصبح هي المعيار والمؤسس لكل علاقة اجتماعية او .. او… فذاك مؤشر قوي على ان هناك اختلالات كبيرة وجب الوقوف عندها ، بدءا بالتربية المنزلية مرورا بالمدرسة والاعلام بمختلف مشاربه .