احترت كيف أمسي عليكم مساء الورد الأبيض مثل قلوبكم؟ مساء العود والبخور وهو طيبكم؟ مساء الشهد يا أحلى الزهور وهذا زينكم؟ مساء الابتسامات الرائعة و الضحكات البريئة….
جلست البارحة مع عائلتي في إحدى المقاهي العائلية كانت المقهى تعج بالناس و العائلات، ضجيج و ضحكات عالية و أفراح عارمة بدأت أتأمل تلك الضوضاء و أسئلة عديدة تراود خاطري…
هل أصبح الضحك حقا قناعا نرتديه لمواجهة الآخرين؟ نلبسه كل صباح ونخلعه كل مساء مثقلا بالابتسامات المزيفة ؟
ترى هل نحاول خداع أنفسنا أم خداع الآخرين؟
هل أصبح زماننا الذي نعيشه يفرض علينا التحايل حتى بالابتسامة والضحك؟
هل تعايشنا مع قناع الضحك كي لا نشعر الآخرين بمآسينا؟ أم أنه الحل كي نستطيع التعايش مع الآخرين ويتقبلونا كنوع من المجاملات؟
أم أننا اعتدنا هذا القناع حتى خيل لنا أنه جلدة وجهنا ولم نعد نميز ابتسامتنا الحقيقية من تلك المزيفة ؟هل فعلا الناس الأكثر ضحكا هم الأكثر حزنا ؟
كيف لي أن أجد إجابات لكل هذه الأسئلة ربما الدموع تختفي ويحل محلها الابتسام لأننا نحتاج إلى إخفاء الحزن والمآسي في كثير من مواقف الحياة نضحك في وجوه البشر لكي لا يشاهدوا ضعفنا وهنا تأتي القوة والتفنن في إسعاد من حولنا. فأحيانا أمامك أم لا تريدها تتوجع لدمعك، أو قد يكون ابن فلا تريد له الألم فمن يضحك وهو يحمل آلاما وأحزانا ويخفي دموعه وآهاته عن الآخرين يظهر القوة وما بين أضلاعه أنين وألم وهذا هو الصابر والصابرين هم من يفوزون بالدنيا والآخرة فهنيئا لمن ضحك وأضحك وهو يحمل ألمه ودموعه بينه وبين نفسه ليسعد من حوله.
أما بخصوص رأيي : فَالضحكةُ عندي مفتاح فرج الكروب، وصدقوني يا إخوتي برغم الضحكات الخبيثة هكذا أسميها. إلا أنها دوما تسقط الأقنعة عن مرتديه…
فما أجمل الضحكة بوجه مريض…
و ما أنصعها بوجه طفْل…
و ما أنصفها بوجه زوجة…
اضحك لـتنثُر عبير الحق*
و لـنبكىِ على فساد أخلاقي وفساد دولي
أسأَل الله لكم أجمعين فرحةٌ صادقه لا تفارق سننونكم قط.
مساؤكم أجمل الضحكات.
✒#عائشة العمراني
📝#جسر_بريس