جسر بريس. الرباط
افصح الرئيس التوتسي الاسبق الدكتور منصف المرزوقي في خرجته الاعلامية عبر قناة “جسر بريس” ، انه حزين لتوقف مشروع الوحدة المغاربية الذي عمل من اجل إحيائه، وحمل النظام الجزائري الذي خلق كذبة وصدقها مسؤولية اجهاض هذا المشروع حيث قال:( مغاربيتنا ان صح التعبير في دمنا لوجود تصاهر العائلات بين بلدان المنطقة فهي ليست فقط نظرية شخصية، أيضا على الصعيد السياسي وكل البلدان عبر التاريخ تتجه نحو خلق منظمات إقليمية تندمج مع بعضها البعض وان الدولة القطرية التي ورثت حدودها من الاستعمار لم تعد قادرة على إعالة ناسها بنفسها. لابد ان تفتح هذه الفضاءات على بعضها البعض وهذا مافهمه الأوروبيون حتى يكون التكامل الاقتصادي والاجتماعي، لكن نحن رغم كل مايجمعنا، هناك أنظمة سياسية لا تقبل التاريخ لاتقبل مصالح المغاربيين، فنحن قرابة 120 مليون مغاربي هو سوق للصناعة المغربية والجزائريةوالتونسية……والذي يفرضه المنطق والعقل والمصلحة والذي يفرضه كذلك الدين ان يكون فضاءا واحداً كل هذا ضربوه بعرض الحائط بعض السياسيين الفاشلين الذين يتعلقون بسردية لا اساس لها من الصحة وخلقوا كيان وهمي، بكل وضوح اعتبر من يتحمل المسؤولية في هي الكارثة هم القيادات الجزائرية وهم يعلمون هذا ويحاربون عليه من قديم الزمان….)
وأكد المرزوقي في لقاءه مع قناة “جسر بريس” التي يديرها الزميل نبيل هرباز بألمانيا، ان من يدفع الثمن من هذا الصراع المفتعل هو الفضاء المغاربي ككل لانه لن تقوم جمهورية مزعومة الا على انقاض حرب قد تدمر كل البلدان المغاربية، ليس المغرب والجزائر فقط وعليه فالشعب الصحراوي في الأصل مغاربة وهم من بنو مراكش، وان الأسطوانة المشروخة لاستعمار المغرب لجزء من أراضيه اصلا هو ضرب من الجنون، الا ان الحكم الذاتي تحت ظل السيادة المغربية حل مناسب ينهي هذا النزاع ويعطي بادرة امل من اجل المغرب الكبير.
وجاء على لسانه: ( انه في سنة 2012 عملت زيارة لأربع عواصم مغاربية: الرباط، نواكشوط، طرابلس، والجزائر وطرحت عليهم هذا الموضوع (الحريات 5) من اجل إعطاء دفعة جديدة لإحياء المغرب الكبير للحقيقة وجدت الترحاب من جميع الدول المغاربية الا الجزائر قلت ياسيدي نحن الان لا نستطيع حل كل المشاكل فلنتدارس موضوع الحريات الخمس حرية (التنقل والتملك والانتخاب البلدية والعمل والاستقرار ) ونترك المسألة السياسية تأتي في وقتها فكان الرفض التام من قبل نظام الجزائر… ادعو ان يطرح هذا المقترح في البرلمانات المغاربية الاخرى )
وأشار الدكتور منصف المرزوقي على ان دور تونس كان دائما وأبداً هو ان تقف مع الشقيقين وان تكون الطرف الذي يسعى الى تقريب وجهات النظر وان لا تميل لدولة على حساب الاخرى، لكن الخطير كما جاء في تصريحه هو انزلاق هذا المنقلب قيس سعيد نحو الاطروحة الجزائرية والذي يُعتبر جاهلا لدواليب السياسة وبذلك يجر تونس الى الهاوية مع العلم ان اقتصاد تونس هش جدا، لان الانقلابات عادة تفاقم ربع الاقتصاد باعتبار المكينات الاقتصادية لا تتماشى مع التغييرات السياسية والاستقرار السياسي. وعن الاعلام التونسي الذي اصبح بعضه يتبنى خطاب الكراهية اتجاه المملكة فقد اوضح ان هناك إعلام مرتزق ومرتشي فقد مصداقيته بسب الثورة وسب المناضلين في تونس (إعلام العار) وهذا يزيد الطين بلة لانه ليس خطاب الشعب التونسي ومؤسساته الفعلية.
وأوضح على انه لم يعتزل السياسة بل اعتزل الصراع الدائر في تونس حول السلطة وان السياسة هي التزام بمشاكل شعب وان عودته لممارسة السياسة كان بسبب انقلاب قيس سعيد على الدستور وعلى ثورة الياسمين وعلى كل الأحلام موضحا ذلك بقوله: (رجعت للالتزام السياسي وقلت منذ اللحظة الاولى ان هذا انقلاب، يجب محاربته وانا الان أتصدى لهذا الشخص المنقلب والذي حرم التونسيون من ثمار الثورة والدليل انهم حكموا علي بالسجن لأربع سنوات بتهمة الخيانة العظمى تصور بدون دليل يذكر هي مسخرة التاريخ وهي لن تدوم..) ( فالثورة في الأساس قامت ضد الحكم الفردي الذي يتحكم في كل السلطات والمؤسسات ويتحكم في الشعب باكمله وعليه فتونس عادت 50 سنة الى الوراء …. انه مجرد حادث طريق وسوف نتغلب عليه ويختفي ونعود الى دستور الدولة الذي يظل دستور قانون ومؤسسات). وبالنسبة لنظرته المستقبلية لتونس وبلدان المغرب الكبير فانه متفائل وكله امل في المستقبل مؤمن ان الانحطاط لن يدوم وسيأتي يوم لابد للقيد ان ينكسر و يعلو صوت الحق والقانون.
واعرب الزعيم السياسي التونسي عن سعادته بما حققه المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر 2022 فبفضله ظهرت محبة الشعوب وتقارب بعضها البعض مما يدل على ان الحلم المغاربي لم يمت وان هناك امل كبير في ان يكون فضاءا واحداً متكاملا.