في يناير من كل عام، تعمل فنادق لاس فيغاس الفاخرة بولاية نيفادا الأميركية ومراكز المؤتمرات المترامية الأطراف بهذه المدينة كموطن لاستضافة CES، أكبر مؤتمر لصناعة التكنولوجيا.
مؤتمر CES، والمعروف سابقاً باسم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، هو المكان حيث الشركات الكبيرة والصغيرة في قطاعات التكنولوجيا، والسيارات، والصحة، والأجهزة المنزلية، تتجمع لعرض أحدث تقنياتها.
وتشمل بعض أبرز التقنيات الكبرى في الأعوام الماضية طائرة دون طيار كبيرة بما فيه الكفاية لنقل الركاب، وأنظمة السيارات ذات الذكاء الاصطناعي، وثلاجات التكنولوجيا الفائقة التي تفتح أبوابها تلقائياً عند الاقتراب منها للبحث عن وجبة خفيفة في منتصف الليل.
هذا العام، يبدأ المؤتمر رسميا يوم 9 يناير ويمتد حتى 12 يناير، ولكن بائعين كباراً مثل LG وسامسونج ونفيديا، من بين آخرين، سيقومون بإعلانات كبيرة خلال مؤتمرات صحفية يومي 7 و8 يناير.
رغم تفويت شركات تكنولوجيا كبرى مثل آبل وجوجل الحدث بعد أن أعلنتا عن أهم تقنياتهما في مؤتمرين خاصين بهما، إذ إن بعض مما سيظهر في هذا المؤتمر يكون مفاجئاً وغريباً، مثلما تم الإعلان سابقاً عن التلفاز ثلاثي الأبعاد.
ولكن مع أسماء أكبر شركات التكنولوجيا الأخرى، فإن هذا المؤتمر سيعطي مجموعة واسعة من الشركات فرصة للتألق. وحتى في غياب آبل وجوجل، يمنح هذا الحدث المعجبين بمجال التكنولوجيا لمحة عما سيأتي في عامي 2018 و2019 وما بعدهما.
السيارات الذكية وإنترنت الأشياء
سرق المساعد الظاهري لشركة أمازون، “أليكسا-Alexa”، الأضواء في معرض عام 2017، خصوصاً مع العلامات التجارية بما في ذلك Ford، وWhirlpool، وGE، وDish، التي أضافت هذا المساعد إلى العديد من الأجهزة لتفعيلها وإطفائها عبر الصوت، مثل المصابيح والغسالات وغيرها من الأجهزة.
وكانت الأجهزة المنزلية الذكية والسيارات الذكية من أبرز الموضوعات المهيمنة في مؤتمرات CES في السنوات الأخيرة، وبالتالي سيكون الأمر نفسه متوقعاً مرة أخرى خلال معرض 2018. لا نحتاج إلى النظر أبعد من جدول أعمال المؤتمر لإثبات ذلك، والذي يتضمن موائد نقاش حول منصات المنزل الذكي، ومسألة المسؤولية فيما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة، وغيرها من الموضوعات المماثلة.
كما أن وجود الرئيس التنفيذي لشركة فورد كأحد المتحدثين الرئيسيين للمؤتمر، وضع علامة أخرى على أن صناعة السيارات هي أيضاً حاسمة لأكبر معرض تكنولوجيا في العالم يتعلق بوادي السيليكون.
ويتوقع المتابعون من شركات السيارات أن تظهر بعض التحسينات الإضافية في القيادة الذاتية، وأنظمة السلامة، والسيارات الكهربائية. ولكن لا تتوقع تطورات تغير اللعبة بشكل كامل عندما يتعلق الأمر بإنترنت الأشياء، وهي فئة واسعة تشمل جزئياً الأجهزة المنزلية “الذكية”، بحسب موقع CNBC الاقتصادي الأميركي.
أيضاً، من المرجح أن نرى دفعة جديدة من المصابيح، وأقفال الأبواب، وأدوات المطبخ، والأدوات المنزلية الأخرى المرتبطة بالإنترنت، والتي يمكن تفعيلها ورصدها من هاتفك في أي وقت وأي مكان.
هناك تغيير واحد يمكن أن نراه هذا العام: المزيد من الشركات سترمي بثقلها فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتعلم الذاتي، وهما المجالان المفضلان في صناعة التكنولوجيا، وسط كل هذا المزيج. وتتوقع مديرة جودة البحوث وتطوير المنتجات في شركة Parks Associates، جينيفر كينت، أن ترى هذه التقنيات تظهر في منتجات مثل كاميرات الأمن، والتي قد تستخدم في نهاية المطاف الذكاء الاصطناعي للتمييز بين لص وبين رجل بريد يقترب من منزلك.
وبعد تقنيات مضخة الثدي المصنوعة من الصفصاف والقمصان التي يمكن أن تقيس معدل ضربات القلب والحركة التي شاهدناها العام الماضي، أصبحت الصحة جزءاً متزايد الأهمية لهذا الحدث.
إذ سيكون هناك بالطبع قسم مخصص للصحة وأدوات المساعدة على النوم بحسب موقع Business Insider الأميركي لكن سيتم التركيز أكثر على المنتجات المتخصصة مثل جهاز مراقبة نسبة الجلوكوز الذي ترتديه في المعصم بدلاً من تقنيات متابعة اللياقة البدنية العامة.
الشاشات الذكية
لن يكون هذا المؤتمر بهذه الأهمية دون شركات مثل LG، وسامسونغ، وSony التي تقدم لنا تليفزيوناتها المبهرة الجديدة كل عام.
هذا العام، يتوقع المتابعون أن يستمر دعم تقنية High Dynamic Range أو HDR، والتي ستصبح أكثر شيوعاً في الشاشات وبأسعار معقولة. هذه التقنية تعزز درجة التباين والألوان، ما يجعل الصور أكثر بروزاً وتمنحنا تجربة مشاهدة أفضل، بحسب ما أشار له الموقع التكنولوجي Tech Radar.
ويعتقد الخبراء أن الأمر لن يقتصر على هذا، بل سوف يستمر تحسين البرمجيات في أجهزة التلفاز الذكية الجديدة، والتي يمكن أن تساعد صناع التلفزيون في السيطرة على تجربة المشاهدة بأكملها.
الواقع المعزز
المساعدون الذين يتم تنشيطهم بالصوت، وبفضل شعبية مساعد أمازون الشخصي “أليكسا-Alexa”، قد يجعل من تلك التقنية نجم مؤتمر العام الجاري أيضاً.
ولكن الواقع الافتراضي كان ثاني التقنيات أهميةً، خصوصاً بعدما أقامت إنتل-Intel مؤتمراً صحفياً كاملاً حول الواقع الافتراضي، وتقديم سامسونغ القدرة على ركوب الأفعوانيات بصورة افتراضية.
لكن العارضين في مؤتمر هذا العام ربما يركزون على الواقع المعزز (Augmented Reality) بدلاً من الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، وذلك بفضل برمجية Apple’s ARKit software، التي ساعدت المطورين على بناء تطبيقات لأجهزة iOS التي تقوم بتركيب الرسومات فوق العالم الحقيقي.
يعتقد المتابعون أن يقدم البائعون المزيد من التطبيقات والخدمات الجديدة التي ستستفيد من Apple’s ARKit software الخاص بآبل.
وبمتابعة هذا المؤتمر، تستطيع تفسير كيف استولت شركات التكنولوجيا تلك على العالم، وتخمين نظرة مستقبلية عن حياتنا في السنوات القادمة.