قالت مديرة تطوير الأعمال في “الشركة الملكية لتشجيع الفرس” (أو ما يعرف بـ Sorec) ميا بنغلون، إن مساهمة قطاع الخيول في الناتج القومي المغربي تضاعفت من 3.4 مليار درهم في سنة 2007 إلى 6 مليارات درهم في 2015، ناهيك عن ارتفاع عدد نوادي الفروسية وحلبات السباق في أرجاء البلاد.
ووفق تقارير إعلامية مغربية، ساهم سوق الخيول في سنة 2015 بنسبة 0.61% (أي ما يعادل 0.6 مليار يورو) من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فاتحاً المجال أمام 30 ألف فرصة عمل. ولا توجد إحصائية عن العامين التاليين.
وتتميز الخيول المغربية -البربرية والعربية- بخصال يشهد لها خبراء الخيول وعشاقها، ناهيك عن قوتها وجمالها وقدرتها على المقاومة. الأمر الذي دفع المغرب إلى تعزيز ودعم القطاع في السنوات الاخيرة، في محاولة لإحياء هذا المكوّن الأساسي من الهوية المغربية.
قطاع يستحق الاستثمار
ومؤسسة Sorec هيئة عمومية أُنشئت سنة 2003 تحت إشراف وزارة الصناعة والزراعة والصيد البحري. ووفقاً لما أفادت به الصحيفة الأسبوعية المغربية “Challenge“، يتمثل هدف المؤسسة في “توظيف الجهود الكاملة لدعم سلالات الخيول، وتوفير تقييم مستدام لدور صناعة الخيول في الاقتصاد الوطني”.
ومع ولادة 6300 خيل من جميع السلالات، برزت إستراتيجية تجديد وتجهيز مراكز التدريب (في بوزنيقة خلال سنة 2017)، ونوادي الفروسية وحلبات السباق (وعددها 7 وهي موزعة في جميع أنحاء المملكة، إلى جانب افتتاح مضمار مراكش) بالمعدات الضرورية. الأمر الذي وضع المغرب اليوم في موقع منافس لرواد هذا القطاع، على غرار ألمانيا وإنكلترا وفرنسا.
كما أوضحت صحيفة “لوفيغارو” أن المغرب حالياً يشهد تنظيم 2400 سباق سنوياً، أي بزيادة قدرها 30% مقارنة بسنة 2011 (وقد يبلغ هذا العدد 3000 سباق في سنة 2020). وتوفر الدولة حالياً 560 موقعاً محدداً للمراهنة على الخيول.
خطة عشرية لتنشيط السلالة
بدوره شرح المدير العام لشركة Sorec عمر الصقلي الخطط والآليات التي تم اعتمادها لإنعاش القطاع والترويج له. وشرح في تصريحات لصحيفة “Cheval du Maroc” محاور مهمته عبر تطوير الاستخدام التقليدي والحديث للخيول، وحماية الحصان البربري، إلى جانب إضفاء الطابع الاحترافي على تنظيم السباقات. وتنفذ الشركة خطة عشرية تمتد إلى سنة 2020، تمثل فيها حلبة السباق الركيزة الأساسية.
ومنذ عام 2009 حتى اليوم، تقدّمت مرتبة المغرب في هذا المجال، وأصبح يحتل المرتبة 12 على قائمة العاملين العالميين في مجال الرهان المتبادل، وفقا للأرقام التي نُشرت في مارس سنة 2016 في صحيفة Geopolis.
وشهد مضمار الفروسية دخول أول فارسة مغربية، بشرى مارمول، التي أعربت عن افتخارها بهذا الإنجاز، تؤيدها الفارسة زينب برويل، التي ستحمل المشعل من بعدها. فمارمول وبرويل اقتحمتا ميدان الرجال من أجل المساهمة في إحياء قطاع الخيول المغربية، علماً أنه يضم 277 فارساً مقابل 3200 مالك أحصنة.
العربي والبربري نخبة السلالة
جدير بالذكر أن المغرب يضم سلالات خيول عدة من بينها الخيل العربي الأصيل والبربري والهجين بينهما، والخيول الإنكليزية الأصيلة والهجين بينهما وخيول الرياضة. ويتوفر لكل صنف صفات تميزه عن غيره.
أما الفرس العربي فهو الوحيد القادر على تحسين صفات باقي الأنواع والسلالات الأخرى. ويمتاز الحصان العربي الأصيل بجماله ومؤهلاته كالقوة والرشاقة والفخر. ولعل أكثر ما يميزه ارتفاع مستوى ذيله فضلاً عن جاذبيته الكبيرة.
من المعارك إلى التراث
وتشير المعلومات إلى أن الخيول دخلت المغرب قبل نحو 3 آلاف سنة، بينما دخلت الخيول العربية مع دخول الإسلام. واتخذ الاحتفال بالخيول طابعاً فولكلورياً فروسياً منذ القرن الخامس عشر تمثل في تراث “التبوريدة”، الذي يرمز للكفاح والمقاومة ضد الغزاة.