شكل موضوع “ذكرى 62 انطلاق جيش التحرير من الخميسات ومنطقة زمور ومكانتها في معارك التحرير” محور ندوة فكرية نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، زوال اليوم الثلاثاء 17 ابريل 2018 بمقر عمالة اقليم الخميسات.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين على توثيق وتدوين وصيانة الذاكرة الوطنية والمحلية ، وإشاعة رسالة الوطنية والمواطنة الحقة في أوساط الناشئة والأجيال الجديدة.
وبهذه المناسبة، استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري بحضور منصور قرطاح عامل الاقليم، جوانب من إسهامات أبناء إقليم الخميسات ومنطقة زمور في ملحمة الحرية والاستقلال وحضورهم الوازن والمتميز فيها والمشاركة الفعالة في كل المحطات النضالية التي خاضها المغرب ضد التواجد الاستعماري، مشيرا إلى المقاومة العنيفة التي خاضتها قبائل زمور صيف 1911 حينما داهمت الجيوش الفرنسية هذه القبائل لنشر قواتها ونفوذها بالمنطقة، غير أن قوة عزيمة هذه القبائل جعلتهم لا يستسلمون بالرغم من الوسائل البسيطة التي كانوا يستعملونها أمام عساكر مدربة ومدججة بأسلحة متطورة .
من جهة أخرى، اعتبر أن الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة إلى تعريفها بهذا التاريخ النضالي الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد لاستقراء جوانبه واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتتقوى الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه، مبرزا أن ” المكانة العليا لمسارات تاريخ الكفاح الوطني تدفعنا إلى العمل على نشره وإشاعته في أوساط أجيال اليوم والغد ليقفوا على مضامينه وأبعاده ويتعرفوا على أمجاده”.
وتمحورت باقي المداخلات التي أطرها ثلة من الأساتذة حول المقاومة والوحدة الوطنية عبر التاريخ.
وعلى هامش هذه الندوة الفكرية بمراسم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومنح لوحات تقديرية لهم، عددهم 12، في التفاتة إشادة وعرفان بخدماتهم الجلى وأدوارهم الرائدة ومناقبهم الحميدة، دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وكذا توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على اسرة المقاومة بمبلغ اجمالي 85000 درهم سنتيم عددهم 70، وإسعافات على عدد من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، وذلك في نطاق حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عل تلبية الطلبات المقدمة لها في هذا الشأن من مرتفقيها.
وبعد الندوة الفكرية، كانت لمندوب السامي وعامل الاقليم والنائبة الاقليمية، زيارة تفقدية لمعاينة ورش بناء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالخميسات، وذلك في سياق الجهود الموصولة التي تضطلع بها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أجل توسيع الشبكة الوطنية للفضاءات الحاضنة للذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية المفتوحة عبر التراب الوطني والبالغ تعدادها 70.
ومن جانب آخر، حل المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير رفقة فوزية بوكريان النائبة الاقليمية بمنزل المقاوم والمناضل العربي الركيك.