أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين، وأعضاء جيش “التحرير”، وعائلتي الفقيدين، مساء الجمعة 20 ابريل 2018، بمدينة تيفلت، لقاءا تأبينيًا، بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة المقاومين والمجاهدين عبد اللطيف اقسو وعبد الرحمن بن ادريس قفساوي، أحد أقطاب ورموز الكفاح الوطني الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق الوحدة الترابية للمملكة، وتثبيت المكاسب الوطنية.
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، اوضح مصطفى الكثيري السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمة بالمناسبة، أن “إحياء أربعينية الفقيدين، يجسد لحظة تقدير لقيم الجهاد وشمائل الفداء، والتفاتة إجلال لمساعي الوفاء والالتزام والتضحية والتفاني في سبيل الذود عن حمى الوطن”، مؤكّدًا أن “إحياء أربعينية المقاومين، والغيورين على وطنهم، هي لحظة للتدبر والتأمل في المسيرة الحياتية والنضالية للمقاومين فسخة للتذكير، واستذكار جليل الأعمال، والاعتراف بالفضل للفقيد المبرور، وسواه من رموز المقاومة وجيش التحرير”، مبرزًا أن “هذا التكريم يشكل لمسة روحية وإنسانية سامية يهتدي إليها السالكون إلى المدرسة الوطنية والمواطنة الإيجابية، القائمة على مبادئ وقيم الالتزام والوفاء والولاء لمقدسات الأمة المغربية وثوابتها”، لافتًا إلى أن “هذا التكريم يشكل أيضًا مناسبة لترسيخ ثقافة الذاكرة التاريخية الوطنية، التي تواصل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مجهود التعريف بها، وإشاعة فصولها، وأطوارها، لتظل منارة مشعة للناشئة والشباب وأجيال الوطن الصاعدة”.
واضاف مناضلين غيورين سمحين ومتسامحين صادقين مع محيطه العائلي والاجتماعي والإنساني، أسدى خدمات جلى وكبرى، في سبيل الدين والعرش والوطن، مؤكدا على واجب البرور بأفضاله وشمائله وبتاريخه وبسيرته ومسيرته، والاهتداء به وبأمثاله من المجاهدين للعمل الوطني والمناضلين والمقاومين وأبطال التحرير.
وعبر المندوب السامي، خلال زيارته عن سعادته جراء انهاء الاشغال بالمقر الجديد للفضاء الذكراة التاريخية للمقاومة و أعضاء جيش التحرير بمدينة تيفلت، مشيدا بالمجهودات المبذولة من طرف النائبة الإقليمية فوزية بوكريان و باقي الفاعلين في سبيل السير العادي لإخراج هدا المشروع الجدير بالاهتمام نحو الوجود.
وقالت النائبة بالخصال الحميدة التي كان يتحلا بها الفقيدين ودورهما في المساهمة في الدفاع عن الوطن، وما ترك ذلك من أثر ايجابي على نفوس الكل، معبرة عن امتنانها لما قدمته المنطقة من رجالات ضحوا بأنفسهم من أجل حماية واستقلال الوطن.
من جانبهم أعرب كل من نجل عبد الرحمن بن ادريس قفساوي و زوجة نجل عبد اللطيف اوقسو عن موصول شكر وتقدير للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وللسلطات الإقليمية المحلية والمجلسين البلدي والعلمي وكل من ساهم في إحياء هذه الأربعينية، استحضارا لأمجاد وبطولات المقاوم المرحوم قفساوي التي ستبقى نموذجا خالدا يستهدي به الشباب المغربي كأسمى عنوان للتضحية من أجل بناء مغرب حداثي ديمقراطي متماسك البنيان.
واختتم المحفل التأبيني بتلاوة الفاتحة ترحما على الأرواح الطاهرة لشهداء الحرية والاستقلال، وفي طليعتهم جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحيهما.