«لقد فعلها الرجال…»
بهذه العبارة علَّق آلاف الناشطين الجزائريين، بعد مشاهدتهم لجمع من المواطنين من ولاية ورقلة جنوبي الجزائر، وهم يؤدون صلاة الجماعة، في مسرح كان مخصصاً لحفلة غنائية، في إطار برنامج وزارة الثقافة للسهرات الصيفية. واستطاع سكان ورقلة، المدينة الغنية بالنفط والغاز، منع تنظيم الحفل ليلة 27 يوليوز 2018، وبصموا على ما أطلق عليه فيما بعد «الطريقة الورقلية»، لمنع الحفلات الفنية في ولايات أخرى، على غرار ولاية سيدي بلعباس غربي البلاد، حيث تم إلغاء مهرجان أغنية الراي، بعدما أقدم عدد من المواطنين على الصلاة مكان الحفل. هذه السلوكيات، وبحسب أصحابها طريقة احتجاج «سلمي حضاري»، على صرف الملايير على حفلات راقصة بدل التنمية الاقتصادية، لكنها أثارت غضب وحنق شريحة أخرى من المجتمع الجزائري، رأت فيها استدعاء للتطرف والغلو الديني، وحذرت من تكرار سيناريو سنوات العشرية السوداء في التسعينات.
يطالبون بالخبز بدل الفن
ما قام بها سكان ورقلة، لقي إشادة واسعة من قبل الجزائريين، الذين انخرطوا على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة سميت «خليه يغني وحده» (اتركه يغني وحيداً)»، واعتبرت بادرة وعي لانطلاق الاحتجاجات الاجتماعية والاقتصادية.
و قال مصطفى، إنه يدعم بقوة تصرف سكان ورقلة «وأتمنى أن تعمم على كافة الولايات لمقاطعة الحفلات الغنائية، لأننا بحاجة إلى تلك المليارات التي تصرف على فنانين في أمور معيشية». وبالنسبة للرجل الأربعيني المنحدر من ولاية ساحلية، فإن هؤلاء المغنين لا يستحقون ألقاب فنانين؛ لأن «مستواهم رديء ولا يستحقون كل تلك الأموال، لذلك أنا أدعم حملة خليه ينبح». وامتدت احتجاجات الصلاة إلى ولاية سيدي بلعباس، التي كانت قديماً عاصمة لأغنية الراي (فن شعبي جزائري)، حيث تجمع حوالي 30 شخصاً أمام دار الثقافة، وصلّوا جماعة، كتعبير منهم عن رفض إقامة حفل فني لأغنية الراي، متحججين بـ «إضاعة أموال الشعب في الترفيه بدل التنمية وخلق مناصب الشغل للشباب».
مطالب أم تدين
النائب البرلماني عن ولاية ورقلة محمد الداوي يعتبر أن الحراك ليس وليد اليوم، وعمره أكثر من 15 سنة، ربما كان غير منظم في السابق وهو في مجمله متعلق بمطالب اجتماعية في الصحة خصوصاً، والتشغيل والبنية التحتية كالمياه الصالحة للشرب وتصريف المياه المستعملة والطرقات والتغطية بالغاز الطبيعي وفاتورة الكهرباء الغالية في شهور الصيف عموماً.