في لقاء بجسر بريس، أعرب عدد من سكان فاس عن استيائهم من الأوضاع بسبب ركود اقتصاد غير مسبوق، الأمر الذي تسبب في تشرد عدد من الأسر وزاد من تفاقم المشاكل الاجتماعية.
غياب فرص العمل بالمدينة دفع بعض المواطنين إلى التسول لضمان قوت أطفالهم، كما تسبب في تشرد الكثير من الأسر التي افترشت ساحات المدينة والتحفت بسمائها، جراء عدم تمكنها من سداد ثمن إيجار غرف مهترئة، وفق ما أكد عليه مواطن قادم من مدينة سيدي حرازم بضواحي مدينة فاس.
أحلامه كانت كبيرة فهجر مدينته متوجها إلى مدينة فاس على أمل الحصول على عمل قار، لكنه سرعان ما اصطدم بواقع ندرة فرص الشغل هناك، واضطر إلى بيع الخضر بالشارع قبل أن تصادر السلطة عربته.
وفِي السياق ذاته، حكى مواطن في خريف عمره في لقائه بجسر بريس عن قصة معاناته قائلا: “لا نملك أي شيء، حرمنا من أبسط الحقوق. المدينة لا تتوفر على فرص شغل تمكننا من سداد إيجار البيت”، مضيفا: “كنت أملك بقعة أرضية ضواحي مدينة وجدة لكن رجال القبيلة استولوا عليها. وبالرغم من تقديمي شكايات عدة، لم أتوصل إلى أي حل. واليوم أصبحت عالة على المجتمع، والتجأت إلى التسول لكسب قوت يومي”.
وقال ابنه في تصريح لجسر بريس: “كنت أبيع الخبز، لكن السلطات صادرت كل العربات التي اشتريتها. انسقت وراء طيش الشباب وارتكبت جرائم سرقة حوكمت على إثرها بسنة حبسا نافدا”، وأضاف: “نطالب بخلق فرص عمل لضمان عيش كريم وسط المدينة المقهورة”.
وأجمع المتدخلون على أن أبرز مشكل تعاني منه الساكنة هو توفير فرص عمل تضمن عيشا كريما للإنسان، فيما أضاف مواطن آخر أن عاصمة الاسماعلية “لا تتوفر على شركات ومعامل تساهم في خلق فرص شغل لشبابها، فكل المعامل أغلقت بعد إفلاسها؛ الأمر الذي زاد من نسب البطالة هناك”.
وأشار متحدث آخر في عقده الرابع إلى أن المعمل الخاص بالنسيج الذي أغلق تسبب في زيادة نسب البطالة من نفس المدينة وتأزيم الوضع الاجتماعي هناك، بعدما قام بتسريح أزيد من 700 عامل وعاملة دون منحهم أجورهم؛ الأمر الذي تسبب في ترك عدد من الأطفال لدراستهم بسبب الحاجة والفقر، ناهيك عن القروض التي أصبحت بمثابة كابوس حقيقي يسلب النوم من جفونهم.