طفى على السطح هذه الأيام شيء يصعب على المرء تصنيفه.. فهو يبدو أمرا عاديا و غريبا في آن واحد، فليس في التناقض شيء من حتى…
فالأمر ببساطة يتعلق بصور لبعض المقررات الدراسية لمادة اللغة العربية لهذه السنة الدراسية و التي أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي و انتقادات كثيرة بسبب ما تتضمنه من تناقضات إجتماعية و أخلاقية و مفاهيم مغلوطة كما سماها البعض و كذلك إدراج الدارجة أو العامية فيها، الأمر الذي اعتبره العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي استخفافا و استهزاءا بالتعليم بالمغرب. في حين اعتبرت فئة أخرى الأمر عاديا جدا و لا ضرر فيه متحججين بأن ذلك فيه اعتراف بالهوية المغربية و أن إدراج اللهجة المغربية ”الدارجة” في المقررات الدراسية أمر عادي كان لا بد أن يحصل منذ زمن بعيد.. و كأننا بذلك كنا سنحتل المراكز الأولى في قائمة دول العالم لجودة التعليم.
بين مؤيدين للفكرة و معارضين هناك العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها ، ففي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن مستقبل التعليم بالمغرب و إصلاحه نتفاجأ كل مرة بمستجدات و مشاريع مستفزة تخص نظام التعليم بوطننا الغالي. فأي إصلاح هذا؟ و قد حطمت أسس المنظومة التعليمية بدءا بمشروع خوصصة التعليم مرورا بمشروع الأساتذة المتعاقدين و انتهاءا بإدراج العامية في جل المقررات الدراسية، و لا نظن أن هذه الخطوة هي نهاية التحطيم فربما نتفاجأ بمشروع جديد و تجربة جديدة مستقبلا تقضي على باقي معالم التربية و التعليم ببلادنا..
كثر اللغط و الحديث في هذا الشأن دون جدوى، و يبقى السؤال : هل يا ترى هناك جهات معينة تصر على ضرب اللغة العربية الفصحى في العمق و قص جذورها و بالتالي ضرب التعليم برمته؟؟
للأسف يبدو أن ما نهجه أصحاب “قاموس الدارجة” سائر في المخطط كما أريد له..
✒#عائشة