في سياق تتبعنا لما يجري بمدينة تيفلت، ارتأينا استضافت عبد السلام اسريفي، منسق هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، التي تقدمت بمجموعة من الاقتراحات لمكتب الدراسات، حتى يتم تضمينها ببرنامج عمل الجماعة 2016-2021. فكان لنا معه الحوار التالي :
جسر بريس : السيد عبد السلام اسريفي، باعتبارك منسق هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بتيفلت، هل يمكن أن تضع قراء جسر بريس في صورة هذه الآلية التشاركية؟
اسريفي : كما يعلم الجميع، أن المشرع في سياق إشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي، نص الدستور في بابه الخامس على آليات تشاركية للحوار و التشاور في الباب الخامس، تمكن الجماعة من التواصل المستمر و المباشر مع المواطنات و المواطنين وفعاليات المجتمع المدني من خلال تيسير مساهمة المواطنين و الجمعيات في إعداد برنامج عمل الجماعة وتتبعها، وكذا إحداث هيئة استشارية تسمى هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، إضافة إلى تقديم العرائض للمجلس قصد إدراج نقطة تدخل في اختصاصاته ضمن جدول الأعمال. والغاية من هذه الهيئة هي تكريس ديمقراطية القرب وكذا قيم التضامن والفعالية و النجاعة و الحكامة الجيدة على المستويين الترابي و الوطني.
جسر بريس : ما القيمة التي يمكن أن تضيفها هذه الهيئة بمدينة تيفلت؟
اسريفي: هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع هي آلية تشاركية فعالة تمكن الفئات التي لا تتوفر على الفرص الكافية للبروز الاجتماعي من أسباب المشاركة و بالتالي تساهم في التعبئة الاجتماعية و تعزيز ثقة المتعاملين مع الجماعة الترابية، إذ يلاحظ على المستوى المحلي أن الفئة الفقيرة و المعوزة وكذا فئة النساء هي التي تشارك بكثافة في العملية الانتخابية تعبئة وتصويتا و بالتالي، فمن المنطقي التفكير في الاستجابة لحاجياتها عبر سياسات عمومية تلامس الواقع المعيشي لها. هذا ويمكن إجمال دورها في الآتي:
* دراسة القضايا المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع
* إبداء الرأي عند إعداد برنامج عمل الجماعة باعتباره نشاط ذو نزعة سياسية يقود لبناء لمستقبل الجماعة أخذا بعين الاعتبار إدماج تجارب النساء و الرجال و الفتيان و الفتيات في بلورة وانجاز وتتبع وتقييم البرامج الجماعية حتى يستفيدوا منها بالتساوي.
وبالعودة إلى القانون التنظيمي والى الشق المتعلق بالاختصاصات سنلاحظ أن الهيئة يمكن لها أن تتدخل من اجل ضمان تفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع عبر التشاور و إصدار مجموعة من التوصيات و الملتمسات فيما هو مناط بالجماعة من اختصاصات ذاتية و المشتركة مع الدولة و المنقولة.
جسر بريس: ما الذي قامت به الهيئة منذ إحداثها الى الآن؟
اسريفي : الهيئة كما يعلم القراء الكرام،حديثة النشأة، لكن مكتبها مشكور استطاع أن يحقق بعض النتائج المشجعة،فبعد تنظيم بيته الداخلي، اشتغل على برنامج عمل لا زال في طور الانجاز، ومستقبلا، سيتوفر على برنامج قار، بموجبه سيمكن الاشتغال على قضايا مهمة، ذات صلة بالمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع. وآخرها مشاركته في اقتراح أفكار وبرامج سيتم تضمينها لبرنامج عمل الجماعة 2016-2021.
جسر بريس: طيب، هل يمكن أن تطلعنا وتطلع قراءنا الكرام على مضمون هذه الأفكار؟
اسريفي : بعد الاجتماع الذي جمعنا بمكتب الدراسات يومه الجمعة 23 فبراير الماضي بمعية باقي رؤساء اللجان، اجتمعنا كمكتب يومه الاثنين 26 فبراير بقاعة الاجتماعات، وتم تجميبع الكثير من المعطيات، استخرنا منها أفكارا وبرامج أدرجناها حسب أولوياتها، يمكن أن نذكر منها على وجه الخصوص:
1- بناء مركز صحي بحي السعادة وترميم المركز الموجود بحي الرشاد.
2- بناء وتأهيل مكتبات نموذجية بالمدارس العمومية.
3- بناء مركز استقبال بمشتل تيفلت.
4- تأهيل حديقة وسط المدينة،بشكل يجعلها حديقة نموذجية وموضوعاتية تقوم بدور تثقيفي وبيئي.
5- إحداث محطة لتصفية مياه الصرف الصحي وإعادة استعمالها في أغراض فلاحية.
6- خلق مركز لتدوير النفايات وإعادة استعمالها كبذور زراعية.
7- خلق مركز لمعالجة قضايا المرأة ( العنف،الاغتصاب،…).
8- بناء دار المسنين والمتخلى عنهم.
9- إنشاء مراحيض عمومية وسط المدينة وبالحدائق العمومية.
10- حل مشكل تمركز محطات سيارات الأجرة وسط المدينة، محطة سيدي علال البحراوي نموذجا.
11- تعويض المصابيح الكهربائية بأخرى تعمل بالطاقة الشمسية خاصة بالفضاءات الخضراء وخارج المدينة للاقتصاد في الطاقة.
12- خلق آليات التشوير تراعي خاصيات جميع الفئات ، خاصة ضعاف البصر والأمية.
13- خلق ولوجيات لحاملي الاعاقة بكل المؤسسات والمرافق الموجودة فوق تراب الجماعة.
14- إحداث دار الشباب بحي الرشاد.
15- إحداث دار الصانع التقليدي لترويج المنتوج التقليدي المحلي وتسويقه وطنيا.
16- خلق سوق نموذجي بحي الرشاد يرعي:
– حل مشكل الباعة الجائلين بهذا الحي.
– ضمان حركية اقتصادية ناجحة ومنتظمة.
17- توفير الوعاء العقاري في غرب المدينة من أجل احتضان المشاريع المهيكلة وتشجيع الاستثمارات في القطاع الصناعي لحل مشكل البطالة وتوفير فرص الشغل.
18- إحداث دار المقاول لتشجيع توطين برامج المقاولات والتشغيل الذاتي عبر شراكات مع المجتمع المدني والتعاون الدولي.
جسر بريس: من خلال النقط المقترحة، يلاحظ الاعتماد على ما هو اجتماعي؟
اسريفي : فعلا، فالغاية من السياسات العمومية بشكل عام، هو تدبير الموارد المالية بشكل يخلق الاستقرار والسلامة للمواطن، وهذا لن يتأتى في غياب شروط هذا الاستقرار، ونحن كهيئة ،انصب تفكيرنا على مرافق القرب، التي تستهدف المواطن بشكل مباشر، نفس الشيء لامسناه في مشروع عمل الجماعة المقترح، الذي نراه متكامل ومسطر بشكل علمي دقيق، أكيد اعتمد فيه مكتب الدراسات على معطيات وأرقام دقيقة.
جسر بريس: سؤالي التالي موجه اليك كإعلامي، كيف ترى المستقبل بتيفلت؟
اسريفي : حقيقة هناك مجهودات بذلت ولا زالت تبذل من أجل جعل مدينة تيفلت أولى مدن الجهة، وهي كذلك على ما أعتقد، وهذا بفضل التدبير المعقلن للمجلس ولرئيسه السيد عبد الصمد عرشان، الذي بذل ولا زال مجهودات كبيرة في مجال تأهيل المدينة وتوفير كل مرافق القرب من المواطن، بقي السعي وراء مشاريع مهيكلة تستطيع خلق فرص شغل حقيقية تحد من ثقل البطالة، وحسب علمي، هناك مجهودات تبذل في هذا الباب، الهدف منها جلب استثمارات للمدينة رغم قلة الوعاء العقاري، هذا بالاضافة الى التدخل لدى بعض الشركات لتشغيل اليد العاملة من أبناء المدينة.
جسر بريس: هل هناك برنامج تعتزم الهيئة الاشتغال عليه مستقبلا؟
اسريفي : فعلا، كما أسلفت، هناك برنامح، المكتب بصدد التفاعل معها، تتضمن تكاوين تستهدف المجتمع المدني بشكل خاص، بالاضافة الى لقاءات مع رؤساء المصالح الخارجية، الهدف منها،الحديث عن بعض القطاعات وتجميبع المعطيات بخصوص النواقص على أمل صياغتها ورفعها لرئاسة المجلس على شكل توصيات. وفي السياق ذاته، سبق وأن راسل مكتب الهيئة السيد المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بالخميسات بخصوص عقد لقاء مضمونه الحديث عن بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة التي يرى المكتب أن بها خصاص في بعض المرافق. أضف الى هذا البث في كل ما له صلة بالمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.
في سياق حديثنا عن الاقتراحات، التي تقدمتم بها كمكتب للهيئة، قلت لي أنكم رافقتموها بتوصيات، هل يمكن تقديم البعض منها؟
اسريفي : فعلا، اقترحنا كمكتب مجموعة من النقط التي اعتبرناها من الأولويات، مرفقة بتوصيات أذكر منها :
– اعتماد تصميم التهيئة الحالي في برمجة المشاريع الكبرى.
– تأهيل ما تبقى من أحياء المدينة.
– خلق المزيد من المرافق الاجتماعية الخاصة بالأطفال والشباب.
– تقريب المرافق والمصالح بإحداث ملحقات بالأحياء البعيدة عن المركز.
– فتح مراكز صحية جديدة تخفف الضغط على المراكز الموجودة.
– تهيئة مشتل تيفلت مع الحفاظ على التوازن الايكولوجي الهش.
– الحسم مع الترامي على الملك العام مع ضمان بنيات استقبال تسمح بإدماج الوحدات التقليدية القائمة.
– إصدار نشرة دورية الكترونية للجماعة للتوثيق والتواصل .
– تقوية كفاءات أعضاء الجماعة والاداريين وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع عن طريق التكوين المستمر.
– إحداث خلية داخلية للتواصل مع المواطنين ومكلفة بالتسويق الترابي والترافع.
جسر بريس : حضرت في الاجتماع الذي جمعكم بلجنة المالية، كيف تفاعلت هذا الأخيرة مع اقتراحاتكم؟
اسريفي: كما قلت سابقا، قمنا كمكتب باقتراح مجموعة من الأفكار، قدمها النائب الأول الاخ حسن مسرمان الى اللجنة أمس الجمعة، وحسب علمي، تفاعل أعضاؤها مع اقتراحاتنا بشكل ايجابي، وهذا هو الأهم، تقديم اضافة للمجلس بشكل يساعد على توفير شروط التنمية المستدامة.
جسر بريس: هل لنا بكلمة أخيرة ؟
اسريفي : أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم بالهيئة، كما أشكر كل أعضاء المكتب واللجان الموضوعاتية الذين يبذلون مجهودات جبارة لانجاح التجربة وتقديم اضافة بالمجلس والمدينة، واعتقد، أن تدبير الشأن المحلي لمدينة تيفلت يتم بشكل توافقي تشارك فيه كل الأطياف السياسية، وهذا هو الأهم، وجود رغبة اشراك الآخر والاستماع الى ملاحظاته والعمل على مناقشتها ولما لا تنزيلها على شكل برامج وأوراش. فرئاسة المجلس أظهرت في مناسبات كثيرة انفتاحها على الجميع، واستماعها الى نبضات المواطنين، يكفي أن نقوم بجولة بالمدينة لنرى حجم المجهودات التي بذلت.
فالغاية، هي مستقبل واستقرار المدينة، والواجب يحتم تكاثف الجهود، والاجتهاد في تقديم الحلول حتى من موقع المعارضة، فلم يعد هناك ما يفرق، ما دامت المصلحة العامة هي النتيجة.