على غرار جميع الانتخابات التي شهدتها تركيا في السنوات الأخيرة، يلعب الأكراد دوراً محورياً في خطط ومساعي المعارضة التركية لهزيمة حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب اردوغان في الانتخابات المحلية / البلدية المقررة الأحد المقبل.
ومنذ تحالفه مع حزب الحركة القومية اليميني القومي يتبنى اردوغان خطاباً قومياً متصاعداً ضد أحزاب المعارضة وتحول ذلك إلى مادة أساسية في حملته الانتخابية حيث يعرض في خطاباته اليومية مقاطع فيديو مسجلة لتصريحات يقول إنها تثبت وجود تحالف بين المعارضة والأكراد.
وفي أبرز التصريحات، يقول قيادي كبير في حزب الشعوب الديمقراطي الكردي: «إذا فاز منصور يافاش في أنقرة (مرشح المعارضة بالعاصمة) سيكون فاز بأصوات الأكراد هناك، وإذا فاز أكرم إمام أوغلو (مرشح المعارضة في إسطنبول) سيكون فاز بأصوات 3 مليون كردي يعيشون في إسطنبول»، وفي تصريح آخر يقول قيادي بارز في الحزب: «سنفوز في كردستان (يقصد مناطق الأغلبية الكردية شمال شرقي البلاد) وسنسقط حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة». وفي ظل عدم وجود إحصائيات رسمية تميز وتحدد المواطنين الأتراك من أصول تركية وكردية، لا توجد إحصائيات دقيقة للأكراد في البلاد، لكن مصادر كردية وغيرها ترجح وجود قرابة 20٪ من بين 81 مليون مواطن ينحدرون من أصول كردية.
ويصوت الأكراد بدرجة أولى لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يعتبر رابع أكبر كتلة في البرلمان التركي، وبدرجة ثانية يصوت الأكراد لا سيما المحافظين منهم لحزب العدالة والتنمية، حيث عمل اردوغان طوال السنوات الماضية على تعزيز مكانة الحزب داخل المكون الكردي.
وفي محاولة جديدة لضرب تحالف المعارضة والتقليل من حظوظه في الانتخابات المقبلة، قال اردوغان ووسائل الإعلام التابعة له في حملة ضخمة خلال اليومين الأخيرين إن عشرات المرشحين لتحالف المعارضة ثبت بحقهم تهم بتقديم الدعم والتعاون مع تنظيمات إرهابية وعلى رأسها تنظيم بي كا كا.
ويقول اردوغان: «حزب الشعب الجمهوري، حزب مؤسس الجمهورية، تحول إلى حزب يتحالف يداً بيد مع تنظيم إرهابي، هذا ليس الحزب الذي أسسه أتاتورك»، ويقول أيضاً في خطاباته اليومية: «يقولون سنفوز في كردستان، يريدون تقسيم الوطن، لا يوجد في تركيا شيء اسمه كردستان، كردستان توجد في شمال العراق من يحبها ينصرف ويذهب للعيش هناك».