الدار البيضاء – نظمت الشبيبة الإقليمية التجمعية الفداء مرس السلطان المشور بشراكة مع الفرع الإقليمي لجمعية الحمامة للتربية و التخييم ندوة بعنوان “دور الرياضة في تأطير الشباب” بتأطير من محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، عضو المكتب السياسي و المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار إضافة محمد الناصيري.

وفي اللقاء الذي عرف مشاركة حوالي 500 شابة وشاب، قال بودريقة، أن الرياضة اليوم أصبحت قادرة على لعب أدوارها المتمثلة في تأطير الشباب وتكوينه، وتمكينه من الاندماج في المجتمع، والمشاركة في تدبير وإدارة مؤسساته، عبر الانخراط الجاد في الهياكل الرياضية والمدنية والسياسية أيضا.
وتابع بودريقة أن إنخراط الشباب في الإطار السياسي أو المدني أو الرياضي، هي فرصة للالتقاء، والعيش المشترك والتأقلم داخل مجموعة، وفضاء للتفاعل الاجتماعي، والتعود على المسؤولية والممارسة الديمقراطية.
واعتبر عضو المكتب السياسي، أن الرياضة تمكن الشاب من استثمار وقته الحر، بما يعود عليه بالنفع، من خلال تنمية قدراته ومؤهلاته الشخصية، والتعبير عن أفكاره في فضاء يسوده جو ملائم لتبادل الخبرات والتجارب، كما أن الرياضة ذراع فعال لحماية هذه الفئة من الآفات المؤدية إلى الانحراف والجنوح والتطرف.
وارتباطا بذات السياق، وبالإنتقال إلى الحديث عن القطاع الرياضي في المغرب بانكساراته وانتصاراته، فإنه لا مناص من القول بأنه من القطاعات المؤثرة في الرأي العام المغربي بحيث تعرف الرياضة متابعة جماهيرية واسعة من لدن مختلف الفئات الإجتماعية تتفاعل معها وبها بشكل أصبحت تحتل حيزا مهما في اهتماماتها اليومية، ولعل خرج الشعب المغربي داخل الوطن وخارجه احتفالا بالإنجازات التاريخية الرجاء البيضاوي، فهذا الإهتمام الجماهيري بالرياضة يُـعد من أبرز مقومات الإستثمار الرياضي. لذلك أضحى لزاما على القائمين على الشأن الرياضي ببلادنا الإلتفات إليه بشكل عاجل وممنهج لتشخيص الوضع القائم ووضع الأصابع على مكامن الإختلالات والبحث عن الحلول الناجعة والقابلة للأجراة والتطبيق في أفق استعادة أمجادها واسترجاع ألقها .وهذا لن يتأتى إلا باعتماد استراتيجية هيكلية تنشد الإنتقال بالرياضة الوطنية من طابع الهواية إلى عالم الإحتراف كما دعا إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات. وهذا ما يمكن اعتباره أيضا من شروط استقطاب الإستثمار في المجال الرياضي، وحسب ذات الرؤية فلا مناص من التركيز على البناء القاعدي ورياضة القاعدة باعتبارها الخزان الرئيسي لرياضة النخبة في كل الأنواع الرياضية ومشتل أساسي لتكوين وإعداد جيل المستقبل الرياضي، فبالإضافة إلى ضرورة إعادة الإعتبار للرياضة المدرسية، فإنه بات لزاما إحياء رياضة الأحياء أو رياضة الشارع باعتماد ملاعب القرب التي تسهم في احتضان المواهب وتأطيرها وذلك لتقريب خدمة التأطير الرياضي للممارسين الناشئين والشباب بغرض تعزيز الثقافة الرياضية وتعميمها وتوسيع قاعدة الممارسين وتحقيق تكافؤ الفرص في التأطير والتكوين خصوصا في المناطق التي تعرف خصاصا في البنية التحتية المخصصة للرياضة القاعدية.