في إطار التفعيل الرعاية الاجتماعية والحماية الاجتماعية والتطبيب والعلاج للجميع كما جاء في العديد من الخطب جلالة الملك محمد السادس عاهل البلاد وكمساهمة من التعاضديةالعامة لموظفي الإدارات العمومية الرامية إلى إرساء نموذج تنموي جديد مبني على مقاربة تشاركية تراعي كافة المكونات المجتمع المغربي وتحقق العدالة المجالية وتضمن الكرامة للمواطن المغربي أين ما كان، احتضنت الجماعة الترابية بين الويدان بإقليم أزيلالالجمع العام 71 للتعاضدية العام لموظفي الادارات العمومية أيام 28-29 يونيو تحت شعار”قرن من الوفاء للتعاضد: إنجازات وطموحات”
حضر الجلسة الافتتاحية لهذا العرس التعاضدي وفد رسمي تمثل في عامل إقليم السيد محمد العطفاوي وضم رؤساء المصالح الخارجية وقيادات من الأمن والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية كما ضم بعض رؤساء الجماعات الترابية بالاقليم وبالجهة وطبعا إضافة إلى العديد من المنابر الصحفية المكتوبة والاليكترونية المحلية والوطنية والعديد من الخبراء والمهتمين بالشأن التعاضدي .

في هذا السياق استهل رئيس التعاضدية العامة السيد عبد المولى المومني هذا العرس التعاضدي بكلمة ترحيبية وتأطيريةكانت بمثابة الورقة التأسيسية لهذا الجمع العام ومن أهم ما ورد فيها : “وبإسمكم جميعا أتوجه بعبارات الشكر والتقدير على العناية الفائقة التي حضينا بها والمساعدة القيمة التي قدمت لنا منذ قررت الأجهزة المسيرة أن تنظم جمعها العام بهاته المنطقة وأخص بالذكر سيد والي صاحب الجلالة على جهة بني ملالخنيفرة وعامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال ومن خلالهما كافة المتدخلين المحللين والإقليميين من سلطات محلية ودرك وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية المدنية ومصالح خارجية ومنتخبين ولا يفوتني في هاته المناسبة أن أعرب عن خاص الشكر للضيوف والمدعوين والصحافة ولسكان هاته المناطق التي حباها الله تعالى بطبيعة خلابة تستحق منا جميعا أكثر مما عبرنا عليه من اهتمام وكذلك أتوجه بجزيل التقدير للمساهمين في إغناء الندوة سواء بالعروض أو بالتأطير أو المناقشة ومقارعة الأفكار للخروج بالتوصيات نأمل إن شاء الله تعالى أن تشكل لبنة أساسية في النقاش الوطني حول تفعيل الرعاية الاجتماعية والحماية الاجتماعية والتطبيب والعلاج للجميع كما جاء في العديد من خطب جلالة الملك نصره الله
…ولابد في هذا الإطار من التأكيد كذلك على أن جلالته ما فتئ يؤكد على ضرورة اعتماد مقاربة مبتكرة تعطي الحماية الاجتماعية الأهمية التي تليق بها باعتبارها من الركائز الأساسيةلأي جهد تنموي مستدام ببلادنا.”و من هذا المنطلق أكدرئيس التعاضدية العامة جاءت دعوة التعاضدية لهذه الندوة الدراسية إيمانا منا بالثوابت المتمثلة أولافي كون الحماية الاجتماعية هي حق مرتبط بجوهر مبادئ العدالة الاجتماعية وبأن الحق في الحماية الاجتماعية مرتبط أيضا وأساسا بضرورة مراجعة السياسات الاقتصادية القائمة على اقتصاد السوق وتقليص الاهتمام بالجانب الاجتماعي عوض التركيز على التنمية الشاملة وفي هذا يرى رئيس التعاضديةالعامة هو ما عرض اقتصاديات الدول النامية ومنها المغرب إلى مزيد من الضغوط على منظومة الأجور واعتماد تدابير تحد من مكتسبات العمال والموظفين .
كما لن ينسى الرئيس وقبل إعطاء الفرصة للمتدخلين في هذا العرس التعاضدي بالتذكير بإن الحماية الاجتماعية جاءت في صلب مجموعة كبيرة من الاتفاقات الدولية التي جعلت منها جزءا لا يتجزأ من أي مجهود يرمي إلى اعتماد الحقوق كما جاء في عدة اتفاقيات مكنت المرأة من من القضاء على كافة أشكال التمييز اتجاهها واتفاقية الطفل والاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين والاتفاقية الخاصة بحقوق المعاقين
وقد أنهى رئيس التعاضدية كلمته التوجيهية وجه من خلالها رسالته للجميع بشكل واضح وصريح ومضمونها أنه لا قيمة لأي سياسات عمومية لا تأخذ في اهتماماتها المساواة والعدالة المجالية بين مواطن هذا البلد العزيز ولا تسمح باستفادة المواطنين على قدم المساواة من كل الخدمات وبنفس الجودة ونفس الكلفة و ما عاد ذلك من السياسات فإن مصيرها الفشل .وبهذا التوجه العام والصريح لرئيس التعاضدية العامة عبد المولى المومني عرفت أشغال الجمع العام 71 نقاشات مسؤولةوجادة لجميع المتدخلين وهكذا توج هذا العرس التعاضدي بالعديد من الاتفاقيات والتوصيات تضمنها البيان الختامي ومن أهمها:
المشاركون في الجمع العام ثمنوا عاليا قرار المجلس الوزاري إدراج صندوق المغربي للتأمين الصحي الذي حل محل الصندوق لمنظمات الاحتياط الاجتماعي المعروفة بــ (الكنوبس) ضمن المؤسسات العمومية الاستراتيجية التي يتم تعيين مسؤوليها خلال المجلس الوزاري .
كما أنه وفي سياق متصل أشاد الجمع العام بدعوة صاحب الجلالة محمد السادس في رسالة السامية إلى المشاركين في فعاليات تخليد اليوم العالمي للصحة برسم 2019 إلى اعتماد آليات تعاضدية و تضامنية لمواجهة المخاطر والنفقات الصحية المتزايدة ومطالبة الحكومة الإسراع بقيام بإصلاح عميق وشامل للمنظومة الصحية الوطنية وبهذا الصدد جدد الجمع العام الـتأكيد على ان كافة أجهزة التعاضدية لن تدخر أي جهد منأجل المساهمة الفعالة في الارتقاء بمنظومة الحماية الاجتماعية ومواصلة تقريب وتحسين ولوج المنخرطين ودوي الحقوق للخدمات الاجتماعية والصحية وتعزيز العدالة المجالية بين المستفيدين من هذه الخدمات في إطار الترجمة الفعلية للتوجيهات السامية لجلالة الملك على أرض الواقع .
كما لم يفت المشاركون في هذا الجمع العام بمطالبة كافة الأطراف المتدخلة العمل على المحافظة على ممتلكات ومنقولات صندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي والحيلولة دون الإجهاز على المكتسبات التي راكمتها هذه المؤسسة في مجال الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية منذ سنة 1950 كما جدد الجمع العام في نفس السياق على ضرورة الترافع من أجل تحويل مستحقات الثالث المؤدى التي تراكمت لمدة سنوات بلغت ما يفوق 11 المليار سنتيم ولازال “الكنوبس” لم يؤديها بعد لصالح التعاضدية والإفراج عن طلبات الموافقة القبلية لملفات علاجات الأسنان التي بلغت 4000 ملف والتي المنخرطون ودوي الحقوق ينتظرون التوصل بها من الصندوق وبهذه المناسبة ندد المشاركون بالممارسات الأحادية لمدير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي ضد التعاضدية العامة وقد تميز الجمع العام 71 للتعاضدية العامة بالمصادقة التقريرين الأدبي والمالي وتقرير لجنة المراقبة ومأمور الحسابات المالية لسنة 2018 وهكذا في اختتام هذا العرس التعاضدي الذي احتضنه الجماعة الترابية بين الويدان بإقليم أزيلال تمت تلاوة البرقية التي رفعها رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة السيد عبد المولى المومني باسم المشاركين في الجمع العام إلى جلالة الملك محمد السادس والتي عبر فيها عن أصدق مشاعر الولاء والإخلاص لشخص جلالته الكريم وتعلقه المكين بأهداب العرش العلوي المجيد والأسرة الملكية الشريفة