اسماعيل كايا / اسطنبول
كثفت وحدات حماية الشعب الكردية من هجماتها بالقذائف والصواريخ على الأراضي التركيةبشكل غير مسبوق وسط أنباء متتالية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الأتراك واللاجئين السوريين الذين يقطنون الولايات التركية الحدودية مع سوريا.
ورغم شح المعلومات من المنطقة، وامتناع المصادر الرسمية عن إصدار بيانات تفصيلية عن أعداد الصواريخ، تحدثت وسائل إعلام تركية عن سقوط “مئات” قذائف الهاون والصواريخ على المحافظات التركية الحدودية مع سوريا.
وتركزت الهجمات على منطقة نصيبين في ولاية ماردين المقابلة لمدينة القامشلي السورية، ومنطقة أقجة قلعة التابعة لولاية شانلي أورفا المقابلة لمنطقة تل أبيض، ومنطقة جيلان بينار التابعة لمحافظة شانلي أورفا والمقابلة لمنطقة رأس العين، ومناطق أخرى تابعة لولاية غازي عنتاب، كما أطلقت صواريخ من عين العرب “كوباني” على منطقة سوروج المقابلة لها.
ولا توجد إحصائية رسمية مفصلة، ولكن بيانات منفصلة نشرتها الجهات الرسمية ووكالة الأناضول أحصت قرابة 17 قتيلاً وقرابة 200 جريح.
وسقط أكبر عدد من الضحايا في منطقة نصيبين التابعة لولاية ماردين، حيث أعلنت الولاية في بيان لها، مساء الجمعة، مقتل 8 أشخاص وإصابة 35 آخرين في هجمات بالهاون والقذائف الصاروخية، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عددا من المدنيين وقد نزفوا كميات كبيرة من الدماء ولا يتحركون في أحد أحياء القضاء.
وقبيل هذه الإحصائية، تحدثت وكالة الأناضول الرسمية عن مقتل 9 مدنيين في هجمات متفرقة، الخميس والجمعة، وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين، بينهم رضيع سوري يبلغ من العمر 9 أشهر، وطفلة تركية 10 سنوات، وسيدة وموظف مدني.
وسقطت القذائف في أحياء سكنية ومدارس ومؤسسات حكومية، حيث تجوب البلدات التركية الحدودية سيارات للشرطة تنادي المواطنين بضرورة البقاء في المناطق المحصنة وداخل البيوت وعدم التجول على شكل مجموعة، في محاولة لتقليل الخسائر البشرية، كما جرى تعطيل الدراسة في العديد من البلدات الحدودية.
وتقدر السلطات التركية استمرار هذه الهجمات طوال الأيام المقبلة وذلك في إطار استراتيجية الوحدات الكردية التي هددت بـ”إشعال الحدود التركية بشكل كامل”، في محاولة منها لتحويل العملية العسكرية التركية إلى “معركة استنزاف” طويلة الأمد عبر استمرار توجيه ضربات صاروخية على الأراضي التركية، في ظل صعوبة منع هذه الصواريخ بشكل كامل على طول 480 كيلومتر هي المسافة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية من شرق الفرات وحتى الحدود العراقية.
والجمعة، دفع الجيش التركي والوطني السوري بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى داخل منطقتي رأس العين وتل أبيض في محاولة لتسريع التقديم البري والتمكن من السيطرة على الشريط الحدودي في أسرع وقت ممكن وذلك من أجل إنهاء خطير قذائف الهاون، وإبعاد خطر الصواريخ.
وقالت وسائل إعلام تركية إن الوحدات الكردية تستخدم الأنفاق لتنفيذ الهجمات الصاروخية والقيام بعمليات تسلل قرب الحدود التركية، ورغم تقدم الجيش التركي لقرابة 8 كيلومتر في منطقي رأس العين وتل أبيض إلا أن المدفعية والطائرات الحربية التركية ما زالت تنفذ هجمات في المناطق الملاصقة للحدود، وهو ما يفسر اكتشاف عمليات تسلل وإطلاق صواريخ بالقرب من الحدود باستخدام شبكة الأنفاق الضخمة التي أنشأها التنظيم.