اسماعيل كايا / اسطنبول
عقب أقل من خمسة أيام على بدء الهجوم العسكري التركي والذي أطلق عليه “عملية نبع السلام” انهارت خطوط دفاع وحدات حماية الشعب الكردية بشكل متتالي وسريع، حيث تمكن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية من السيطرة على تل أبيضبعد ساعات من السيطرة على رأس العين والوصول إلى الطريق الدولي M4 وسط توقعات بتوسيع الجيش التركي هجومه خلال الساعات المقبلة ليشمل منطقة عين العرب “كوباني”، ومنطقة عين عيسى التابعة لمحافظة الرقة.
وبعد أن أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، السيطرة على مركز منطقة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، تواصلت الاشتباكات بشكل واسع في بعض أحيائها طوال ساعات صباح الأحد، قبل أن تتمكن من إحكام السيطرة على المنطقة، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظهراً.
ومع ساعات عصر الأحد، أعلنت وكالة الأناضول الرسمية دخول الجيش التركي وقوات المعارضة السورية لمركز منطقة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة بعد ساعات طويلة من اشتباكات عنيفة جداً، وقصف غير مسبوق من قبل الطائرات والمدفعية التركية، ولاحقاً نشرت المعارضة السورية مقاطع فيديو مختلفة تثبت السيطرة على تل أبيض بشكل كامل.
وسبق ذلك بساعات، تأكيد سيطرة القوات التركية والمعارضة السورية على بلدة سلوك التابعة لمدينة تل أبيض شرق نهر الفرات بسوريا، فيما نشر الجيش التركي مقاطع فيديو لقواته وهي تسيطر على الطريق الدولي M4 مؤكدة أن القوات وصلت إلى عمق 30 إلى 35 كيلومتر.
وإلى جانب هذه التطورات المتسارعة، يتوقع أن يتمكن الجيش التركي خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة من إحكام السيطرة على كافة المنطقة الواقعة ما بين رأس العين إلى تل أبيض وبعمق قرابة 35 كيلومتر إلى الطريق الدولي، وذلك بعد السيطرة على كافة المناطق الواقعة بينهما وهي مناطق غير مأهولة يتوقع أن يتم السيطرة عليها بسهولة، وهو ما يعني فعلياً تحقيق أهداف المرحلة الأولى من العملية التركية، في فترة زمنية قياسية.
وخلال الساعات الأخيرة كثف الجيش التركي هجماته الجوية والمدفعية على منطقة عين عيسى الهامة والتابعة لمحافظة الرقة، وسط توقعات بالتقدم برياً نحو مركزها حيث تضم المنطقة مقرات مهمة للوحدات الكردية إلى جانب سجون مخيم لعناصر تنظيم “الدولة” وعائلاتهم.
لكن التحول الأهم، مرتبط بالمؤشرات المتسارعة على احتمال بدء الجيش التركي التقدم برياً نحو عين العرب “كوباني” التي لم تكن ضمن خطط الجيش التركي في المرحلة الأولى للعملية.
أبرز هذه التحولات تمثل في تأكيد مصادر سورية أن القوات الأمريكية في المنطقة بدأت بإخلاء مواقعها هناك عقب دقائق فقط من تأكيد وزير الدفاع الأمريكي أن ترامب أمر بسحب معظم القوات الأمريكية المتبقية في سوريا وهو ما يعني تمهيد الطريق أمام أي عمليات تركية متوقعة في المدينة.
وسبق ذلك أن هاجمت القوات التركية مواقع قريبة من نقاط المراقبة الأمريكية في عين العرب ما زاد من الضغط على الإدارة الأمريكية، كما دفع الجيش التركي بمعدات عسكرية ضخمة وجسور متنقلة إلى جرابلس غربي نهر الفرات لاستخدامها في العبور لشرق النهر من جرابلس نحو عين العرب.