اسماعيل كايا وهبة محمد / اسطنبول . دمشق
دارت اشتباكات عنيفة الأربعاء، بين قوات النظام السوري والميليشيات الكردية من طرف، وفصائل المعارضة والجيش التركي من طرف آخر، شمال سوريا، في مدينة رأس العين في ريف الحسكة، التي شهدت ما يشبه حرب شوارع شرسة، حيث شنت قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء هجوماً معاكساً على قوات الجيش الوطني وحليفها الدولي، ترافق مع قصف مكثف ومتبادل، بين الطرفين، فيما تمكنت فصائل المعارضة من امتصاص الهجوم والتقدم على حساب الوحدات الكردية.
ضباط أمريكيون: الانسحاب لا يشمل دير الزور… وترامب: العمال الكردستاني قد يكون أكثر إرهابا من «داعش»
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف الحمود لـ«القدس العربي»: «قواتنا تقدمت وحررت عدداً من القرى، فيما تدور الاشتباكات داخل مدينة رأس العين والسيطرة الكبيرة لقواتنا».
وأكد المرصد السوري استعار المعارك على جبهات عدة شرق الفرات منذ مساء الثلاثاء، بين القوات التركية والفصائل المعارضة من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية من طرف آخر، حيث «واصل الأول هجومه من 3 محاور، وقُتل 12 من فصائل المعارضة، كما قُتل 14 من قوات سوريا الديمقراطية.
ووثق المرصد السوري قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام المتمركزة في محيط عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، بعد منتصف الليل، على مواقع فصائل المعارضة والجيش التركي.
كما قالت وكالة فرانس برس إن اشتباكات عنيفة اندلعت شمال شرقي عين عيسى بين «القوات النظامية والوحدات الكردية من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، حيث تدور المعارك قرب الطريق الدولي، في المناطق الفاصلة بين مناطق السيطرة الكردية والمناطق التي سيطرت عليها القوات الموالية لأنقرة مؤخرا».
تزاًمنا، يدور سباق محموم للسيطرة على مدينة منبج شرقي مدينة حلب، حيث اندلعت مواجهات متقطعة بين الجيش الوطني والقوات التركية، من جهة، وقوات النظام السوري ومن خلفه موسكو، من جهة ثانية، وذلك أثناء تشديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على رفضه «التفكير في احتمال وجود اتفاق بين النظام السوري و«قسد» حول منبج» لاسيما بعد إبرامه «اتفاقا سابقا مع روسيا حول هذه المنطقة».
جاء ذلك في تصريح لأردوغان للصحافيين عقب اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أمس، حيث قال «عندما نلتقي بالسيد بوتين سنعرض لهم جميع تلك الخرائط التي توجد باللغتين التركية والروسية»، مضيفاً «لا همّ لنا أن نكون في منبج، همّنا الوحيد أن تُخرج روسيا أو النظام تنظيم «ي ب ك/ ب ي د» الإرهابي من هناك، هذا الوعد قطعه لنا السيد ترامب أولًا، حيث قالوا إنهم سيخلون هذه المنطقة من التنظيم الإرهابي خلال 90 يوما… لقد مر عام ونصف العام ولم يخلوها».
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء إن حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد انقرة منذ عقود، يشكل «على الأرجح» تهديدا ارهابيا أكبر من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، وتابع في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض «حزب العمال الكردستاني، الذي هو جزء من الأكراد كما تعلمون، هو على الأرجح اسوأ في الإرهاب ويشكل خطراً إرهابيا أكبر بأوجه عديدة، من داعش»، ومن جهتها تحاول واشنطن إيقاف العملية العسكرية التركية، حسب ما صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، حيث قال إنه ونائب الرئيس مايك بنس يعتزمان منع تركيا من مواصلة هجومها في سوريا عندما يجتمع وفد أمريكي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفترض اليوم.
وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، إن هدف الوفد الأمريكي هو إيجاد حل للوضع في سوريا وليس الإضرار بالعلاقات الأمريكية التركية، مضيفاً «نتوقع الاجتماع مع الرئيس أردوغان».
وأضاف أن «من المهم أن يجري مسؤولون كبار من إدارة ترامب محادثات مباشرة وجهاً لوجه». وتابع «يتعين وقف التوغل في سوريا. نريد منهم التراجع. نريد وقفاً لإطلاق النار كي نتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى».
ويقرأ مراقبون موقف الولايات المتحدة الأمريكية والضغوط على أنقرة حيال عملية «نبع السلام»، بأنها شكل تحدّياً نسبياً أمام تركيا، خاصة أنّها تترافق مع ضغوط أوروبية وعربية ومساعٍ حثيثة من قبل روسيا لتحقيق أكبر استفادة من نتائج العملية العسكرية على حساب المصالح التركية.
وفي هذا الإطار اعتبر مركز جسور للدراسات الاستراتيجية «أنّ مستوى الضغوط ما زال حتى الآن ضمن النطاق القابل للمقاومة التركية، ولا يبدو أمام أنقرة إلّا المضي قدماً لحين انتهاء المرحلة الأولى من العملية قبل أي حديث عن إيقاف المسار العسكري».
من جهة أخرى أفاد ضباط أمريكيون بأن قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا لا يشمل دير الزور، حسب الأناضول.
وأوضحت مصادر مطلعة لمراسل الأناضول، الأربعاء، أن ضباطاً أمريكيين اجتمعوا مع وجهاء عشائر في دير الزور في حقل العمر النفطي الذي تتخذه القوات الأمريكية مقراً لها.
وأشارت المصادر التي رفضت ذكر اسمها لأسباب أمنية، أن الضباط الأمريكيين أكدوا في الاجتماع الذي استمر لنحو ساعة أن قرار الانسحاب من سوريا لا يشمل محافظة دير الزور، وأنهم سيواصلون البقاء فيها.
وتتمركز القوات الأمريكية في مناطق سيطرة منظمة «ي ب ك – بي كا كا» الإرهابية في دير الزور، المحافظة الأغنى بحقول النفط والغاز في سوريا.