بعدما أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار منصة maba3d corona فتح من خلالها نقاشا عموميا حول الاجراءات والتدابير الممكن اتخاذها لتدبير ما بعد كورونا. انخرط عدد من المثقفين والباحثين في تقاسم بعض الأفكار والمقترحات التي من ممكن اعتمادها لتدبير مرحلة ما بعد كورونا.
حنان غزيل، رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة
يلعب قطاع الصحة بالمغرب دورا هاما من أجل حماية المجتمع من مختلف الأمراض والأوبئة، الأمر الذي يجعلنا نستحضر منهجية إعداد وتجويد منظومة الصحة بشكل جذري وفق حكامة جيدة تروم تنزيل المشاريع الكبرى التي أعطى إنطلاقاتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
فالوباء-كوفيد19- الذي ظهر في هذه الظرفية جعل العالم يعيش ظروفا صعبة ومنهمك في إيجاد اللقاح للقضاء عليه ومحاصرته،ومما لا شك فيه أن هناك مشاكل متداخلة في المجال الصحي لهذا يجب أن نعترف بأن البلاد قطعت مراحل مهمة بفضل حكمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي أعطى تعليمات سامية عجلت بتظافر الجهود. واضح بأن المشاكل الصحية يجب أن نتعاطى معها بشكل كبير بعد هذه الأزمة فهناك مشاكل تقنية وأخرى سياسية وقد تكون مرتبطة بسوء الحكامة، فإقتراح طبيب الأسرة يبقى هو المدخل الكبير للإصلاح الشامل والارتقاء بخدمات المراكز الصحية للقرب، وإحداث البطاقة الصحية الذكية وتطوير أساليب الإسعاف الصحي وتوسيع دائرة المستفيدين من التغطية الصحية، ثم الرفع من الميزانية المخصصة للقطاع.

فهذه المؤشرات الإيجابية توحي بشكل جيد بأن المغرب بعد هذا الوباء يجب أن يقوم بتنزيلها في أقل وقت ممكن لأن الموارد البشرية والمالية تمثل القاطرة للنهوض بهذا القطاع،إذ مختلف المشاكل التي تواجه المراكز الصحية للقرب هو قلة الموارد البشرية والامكانات الضرورية اللازمة لمعالجة وتشخيص المرض وهو ما يجعل كل المداشر النائية تنتقل إلى المدن الكبرى لتلقي العلاجات الضرورية في جميع الأحوال.
من جهة يفرض الأمر الاهتمام بشكل كبير بالموارد المالية إذ القطاع الصحي يحتاج إلى دعم مادي حقيقي وملموس على أرض الواقع بل يجب الرفع من الميزانية المرصودة لوزارة الصحة كي يتسنى لها اقتناء مختلف الأجهزة الطبية وتشييد المستشفيات الضرورية بمختلف المداشر النائية والإصلاحات التي تبقى ضامنة لاستمرارية المرافق الصحية.
بالاضافة لهذه الحلول المقدمة يجب أن يكون لكل فرد بطاقة صحية خاصة به،بطاقة ذكية تساعده على تشخيص وضعه الصحي واطلاعه على سلسلة من الاجراءات والتدابير التي يجب أن يتبعها للحفاظ على صحة جيدة تليق به،حيث هذه البطاقة يجب أن تتضمن جميع الفحوصات الطبية التي قام بها، ومختلف البيانات الشخصية المتعلقة به كي يبقى الطبيب على علم بالوضع الصحي الخاص بالفرد.
ولتدارك هذا التأخر الحاصل يجب إستحضار القطاع الصحي كأولوية مهمة بعد هذه الجائحة،وادخاله في أجندة مهمة بالحكومة الوصية والوزارة المسؤولة عن القطاع لأن الصحة أساس المجتمع واليوم يتابع الجميع وضعية الأطر الطبية والمجهودات التي يقومون بها من أجل احتواء الوضع ومكافحة هذا الوباء الذي اجتاح العالم خدمة لوطننا الحبيب.