لغة الحقيقة مرة أخرى
فبعد الديباجة المنهجية التي اعتمدناها في “مسار الثقة”، آثار انتباهنا كلمة تعتبر من أبجديات العمل السياسي الصادق، نطق بها الأخ عزيز أخنوش، حملت معها مفاهيم جديدة للمشهد السياسي ببلادنا، تستنكر جموده وتعلي وتحيي المبادرات، إنها لغة الحقيقة التي تتعاطى مع جميع الإشكالات، وتعرف الأولويات خاصة في مسألة التلاحم الاجتماعي، وهي كذلك كانت تنادي بإصلاح العديد من القطاعات باعتبارها تكشف عن التحديات ذات الأولوية لدى عموم المواطنين كالصحة والتعليم والشغل..
تعددت المبادرات وتنوعت التصورات، واختلفت الرؤى، وتصنفت الأفكار لدى الأحرار، لتصب في خانة واحدة عنوانها المغرب فوق كل إعتبار، فبعد مبادرة تجمعية خالصة متمثلة في مشروع مجتمعي تحت مسمى “مسار الثقة”، ومرورا بالعديد من المبادرات المختلفة التصورات، كحملة “مائة يوم، مائة مدينة”وصلت الآن الفكرة لإنشاء منصة تفاعلية متكاملة لتشارك الرؤى والأفكار والحلول، لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، والتي بالمناسبة ساهم فيها زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش برؤى وأفكار وتصورات في هذا الاطار..
فما إطلاقه اليوم لهذه الرؤية المستشرفة لمستقبل البلاد بما بعد وباء كورونا، دافعها الحب والغيرة النابعة من أصله وفصله المتشبع بقيم تمغرابيت، حيث يؤكد يوما بعد يوم أنه رجل المرحلة التي يستوجب أن يكون فيها رجال أمثاله، يقودون العمل السياسي، رجال يخدمون الوطن، ينافحون عليه في كل الأوقات والظروف، فعلا وقولا.. فهو رجل محب للبلاد، حكيم ضليع في الاقتصاد بامتياز، فحق لنا بأن نفتخر ونعتز بمثل هذا القيادي.. فالنظرة اليوم التي ينظر بها تعتبر استشرافية محضة وفق أسس منهجية لمغرب الغد مغرب ما بعد الكورونا.
إن بمراكمته تجارب في مختلف المجالات سواء كانت إقتصادية إجتماعية… مكنتنا اليوم من أن نستحضر مخطط المغرب الأخضر، بالتوازي مع الأمن الغذائي، برؤية وتوجيهات سامية ملكية خالصة، وسواعد أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ فلا خوف اليوم على المغرب، في هذا المنحى، فالرجل قام ولايزال يقوم بعمله لكي يطمئن المغاربة كلهم وجلهم على أمنهم الغذائي.
رجوعا للنظرة الاستراتيجية التي وضعها أمام أعيننا البارحة، والوصفة المتعددة التوابل التي تستشرف خطوات مستقبلية، سيخطوها المغرب بتباث وعزم قويين، مؤكدة على بلورة وجه مشرق وجديد لمغرب ما بعد كورونا ومعتمدة على أبعاد إستراتيجية مهمة، من أجل بناء مغرب قوي مبني أولا على الثقة في الإمكانات وعلى مؤسسات متينة.
بداية.. فإن هذا التصور يعتبر نضجا في الفكرة، واستباقا في الاستشراف، أكدنا سابقا على أهميته بالنسبة للأحزاب والمجتمع على حد سواء، والمراد هنا هو أساس تلك الفكرة يجب أن تكون مبنية بدعائم قوية، وهذا ما اتضح لنا وما لمسناه البارحة في كلام أخنوش، مثنيا على جلالة الملك حفظه الله، والخطوة الاستباقية التي جعلت المغرب أن يتخذ قرارات حكيمة وصائبة في الوقت المناسب، وبحس إنساني أعطى جلالته الأولوية لحماية أرواح المغاربة واتخذ قرارات اقتصادية حكيمة وشجاعة أبانت عن مقدرة تدبيرية عالية التي ظهرت وقت الأزمة بأولوية تركز على دعم الفئات الهشة قبل كل شيء.
كما أن هذه الدعائم في هذا التصور حسب قوله لم تكن مكتملة الأركان إلا بتواجد الدولة المغربية ومؤسساتها والاستمرار في الاشتغال بشكل طبيعي، في خضم وضعية مضطربة لم يشهد التاريخ الحديث سابقة لها، مساهمين فيها الكفاءات الوطنية من رجال ونساء كل من موقعه، مذكرا بمهنيتهم وحسن إلتزامهم، ومشددا على أن المغرب يتوفر على جميع القدرات والمقومات لكي يحول الأزمات إلى فرص، يمكن استغلالها ما بعد مرحلة “كورونا”
فإرساء هاته القواعد التي ذكرناها جعلت عزيز أخنوش يعجل ويسرد العديد من المعطيات في خضم تداعيات “كورونا” على الاقتصاد الوطني، وأكد في هذا الصدد “إن الهدف الأول وراء تدخل الدولة، على المدى القصير، يتمثل في وضع أسس الإقلاع الاقتصادي المنشود”، داعيا إلى توفير دعم عمومي للفاعلين الاقتصاديين قصد الحفاظ على قدراتهم على إعادة الإقلاع وحمايتهم من خطر الإختناق المالي، وأوضح أخنوش أن هذا الأخير سيمكن من استثمار الفرص المتاحة أمام المقاولات، لمواصلة نموها وكذا الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك إزاء المستخدمين، آملا ” متابعة فتح آفاق مستقبلية ورسم مخططات استثمارية طموحة وزرع مناخ من الثقة، سيتمكن الفاعلون، المستخدمون وحتى العائلات من المساهمة بدورهم في مالية الدولة حتى تتمكن من استعادة توازناتها الماكرواقتصادية، على مدى أبعد.
في الختام شدد أخنوش على ضرورة الشروع في تقديم أجوبة وبدون تأخير، “لأن الأمر يتعلق بالمستقبل القريب لبلادنا، مع تأكيده على إحداث فضاءات للنقاش والحوار، ومنصات مماثلة من أجل تمكين الجميع من إيصال صوته والتعبير عن ما يخالجه” وفق تعبيره.
ختاما ونحن في مجموعة رؤى فيزيون الاستراتيجية نثمن المجهودات التي يقوم بها الأخ الرئيس في هذا الاتجاه، تحت الرعاية المولوية، ونعتبره نفس منطلقنا واتجاهنا، وكذا الفكر الذي جاء في هذا التصور، إذ أن جل ما جاءنا وما لحظناه، أنها رؤى إستراتيجية مبنية على تفاعلات وخبرات متراكمة، فأفكار هذا الرجل وليدة تجارب ميدانية عملية، فكما بدأنا سنختم لنؤكد على شيء مهم هو أن حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش قدم ولا يزال يقدم وسيقدم، كل ما يملك وما يستطيع لأجل هذا الوطن العزيز.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، رئيس مجموعة رؤى ڤيزيون الاستراتيجية