ماجدة لعمش، ناشطة أدبية مغربية
الوعي صفة أساسية ملازمة للإنسان, والوعي السياسي هو فرع من فروع الوعي الاجتماعي ، لا يخص جهة معينة وإنما يشارك فيه أفراد المجتمع جميعهم ، وهو من أبرز المؤشرات الشديدة الوضوح التي تبين رقي المجتمع ومناعته الداخلية ومدى قدرته على ضبط النواقص في داخله.
وهنا أشير أن المجتمع اللبناني وكيف يتعاطى مع السياسة لا يشبه الحال ما هو كائن في مصر أو فلسطين أو السعودية أو السودان أو مجتمعات شمال إفريقيا .
بغض النظر عن الظروف او الميكانيزمات او المحددات المتداخلة والمتضاربة أحيانا، إلا أنه الجلي والطافح أن هناك فرق شديد في مستويات الوعي السياسي.
ومتابعة الشؤون السياسية تختلف عن الوعي السياسي تماما، ولربما مجتمعات شمال إفريقيا ترتبط أكثر بتتبع الشأن السياسي أكثر من العمل بالوعي السياسي.
حقيقة لا اعرف الخلل أين ، إلا أن الامر يحتاج الى دراسات من أهل الشأن في القانون والعلوم السياسية والعلوم السوسيولجية بالخصوص في الخوض في مثل هاته الامور ومعالجتها ووضعها للعموم.
هذا إن كنا بصدد الحديث عن البحث العلمي ومقالات تصب في هكذا مواضيع.
لكن ما يهمني وإن كنا أيادي قليلة وعقول نيرة تحاول أن تفهم و تحاول جر هذا الجيل لما هو أفضل ، أعتقد أن التهذيب على تربية الحس التوعوي لدى الطفل في شتى الميادين قد يساهم بشكل كبير في تغيير اهتمامات هذا الجيل والدفع به الى الاهتمام بأشياء مصيرية.
إن الشارع اللبناني والشارع الفلسطيني أو الشارع المصري يتنفس سياسة أكثر من مثيلاته في موريتانيا أو السودان أو دول شمال إفريقيا.
ويعد إجحافا للدارس أو الناقد أن يجعل من الحرب معطى موجه للوعي السياسي، بقدر ما هو مرتبط أكثر بدرجة
الوعي العام والثقافة وانعدام الامية ….
هل فعلا تحتاج شعوبنا لوعي سياسي لمحاولة تحقيق منفعة ومصلحة عامة .؟! هذا المجتمع هذا المواطن هل سيكتفي برغيف العيش أم بالبحث والخوض في فهم العالم من أجل فهم نفسه ؟!
هل مجتماتنا تتوق الى السياسة ؟! هل الأنظمة في صالحها ان ترتقي مجتمعاتها الى الوعي السياسي ؟!
من يدري إن الخلاص إلى النور قد يكون إما انتماء لفكرة أو التخلي عنها.
وفي اعتقادي : “تلك شجاعة إنسان لا يرضى أن يكون دائما نتيجة بل أن يكون سبب للنهضة.”