ان مجموعة من المواضيع التي لها علاقة بالشباب، تأخد حيزا أكبر في النقاشات العمومية حول الإنتخابات التشريعية المقبلة التي تمر في ضروف استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة بل يمكننا القول انها أقوى و أصعب انتخابات سيمر منها المغرب لعدة اعتبارات أهمها الوضع الوبائي و الوضع الإقتصادي و الإجتماعي و الوضع الإقليمي الذي تواثرت فيه موجات العداء للوحدة الترابية للمملكة .
كل هدا وجب التصدي له بوحدة القلوب و العقول و لا يمكن له ذلك الا بانخراط الطبقة الفتية من المجتمع الشباب في صناعة القرار و تحمل المسؤولية المباشرة في قيادة الحلول و ابتكارها لما تتوفر لديهم من مخيلة و قوة و عزيمة ما يمكن الوطن المرور من عنق الزجاجة بأقل الأضرار و التصدي لأي عداء تجاه الوطن .
القضية اننا نعيش حالة تراجع عن مكتسبات نضالية شبابية حققناها في دستور الجديد و الغريب في الأمر هو ان من يجهض و يجهز عليها ليس النظام المغربي بل الأحزاب السياسية المغربية و محاولتها هده هي فاشلة و تعبير صريح عن ازدواجية و سكيزوفرينيا و خوف قادتها من صعود الجيل الجديد من القادة الشباب الذين قد لا يزاحمونهم فقط في قيادة احزابهم بل سيجعلونهم في الإعتزال ، كما ان هاؤلاء الزعامات القديمة ستجد نفسها خارج المنافسة من جهة و من أخرى غير قادرة على مجاراتهم لان الشباب له القدرة و البراعة سواء في التواصل او في الإقناع .
ان وأد اللائحة الوطنية للشباب هو اعلان صريح بالتخلي عن الشباب تحت شعارات فارغة بان هده اللائحة فشلت في حين ان من أفشلها لسابق الإصرار و الترصد هم الأمناء العامون للأحزاب عندما اختاروا استغلال هده اللوائح لتنصيب المقربين و الأصهار و الخلان و الزوجات فيها قاطعين الطريق عن أي كفاءة او إطار التمكين من زمام المسؤولية .
بقلم الرحالي عبد الغفور
كاتب و محلل سياسي معتمد