عز الدين السريفي
يسود استياء كبير وسط ساكنة مدينة تيفلت بسبب مطرح عشوائي للنفايات يوجد بالقرب من عدة تجمعات سكنية، حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بسبب انتشار الروائح الكريهة، طيلة السنة، وقيام المشرفين عليه بحرق النفايات مما يؤدي إلى انتشار واسع للدخان الذي يخترق الجو تيفلت والشقق السكنية.
وتسببت هذه الروائح في حدوث كارثة بيئية بسبب المطرح العشوائي الذي يفتقد للمراقبة والذي يستقبل يوميا الأطنان من النفايات، مما نتج عنه أضرار صحية على المواطنين، حيث كشفت فعاليات محلية أن الروائح الكريهة والأدخنة المنبعثة من المطرح حولت حياة ساكنة تيفلت إلى كابوس حقيقي، وأصبحت أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارا بين ساكنة، خاصة كبار السن والأطفال، في غياب أي دور للمجلس الجماعي للبحث عن حل لهذه المعضلة.
وفقد تسببت الروائح الكريهة في وصول عدد من المواطنين إلى قسم المستعجلات بالمستشفى القرب لتيفلت، حيث بلغ الأمر وضعا لا يطاق عندما يتم إشعال النيران في المطرح.
في هذا السياق، انتقد بعض النشطاء، من خلال تدوينات على “الفايسبوك”، الوضع المأساوي الذي تعيشه الأحياء السكنية القريبة من المطرح، متسائلين عن الوعود التي سبق أن قدمتها السلطات المحلية والمجلس البلدي للساكنة الذي يترأسه عبد الصمد عرشان، متهمين منتخبي المدينة بخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الساكنة، مشيرين إلى تقرير المجلس الجهوي للحسابات، الذي كشف أن جماعة تيفلت لا تتوفر على مطرح مراقب مما ينعكس سلبا على صحة الساكنة.
تيفلت تحتاج إلى إقلاع حقيقي للنهوض بالمجال البيئي عبر وضع استراتيجية شاملة تنبني على برنامج مستعجل يهدف إلى توفير الحاجيات الأساسية للسكان، في مقدمتها توفير البنيات التحتية بالأحياء السكنية، كإنجاز شبكة تطهير السائل، بكل مقوماتها وتعبيد الطرقات والشوارع، وإعادة هيكلة الحدائق العمومية، وإحداث أسطول للنظافة للعمل على التخلص من النفايات، وتوفير مطارح تراعي فيها المعايير البيئية المعمول بها.
لم تعد طريقة تدبير النفايات المنزلية تتماشى مع التوجهات الوطنية في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة، نظراً إلى تغيّر نمط العيش المحلي خلال السنوات الأخيرة، مع إقبال الأسر على اقتناء المنتجات غير القابلة للتحلّل، ما يطرح تحديات حقيقية على صنّاع القرار العمومي بشأن إدارة الكميات المتزايدة من النفايات غير العضوية، في ظل اعتماد أنماط تدبير جماعي تقليدية تفتقر إلى الإبداع والتجديد، سواء تعلّق الأمر بالتخلص من النفايات أو معالجتها أو تثمينها، الأمر الذي يعكس محدودية النموذج المُتّبع منذ سنين بالأرياف المغربية.