ما يحدث الآن هو قيام الأندية الأوروبية بالقيام بثورةٍ على أعلى الهرم المتمثل بالـFIFA ومن خلفه اتحادات الدول دون الاكتراث للتهديد والوعيد, الفيفا الذي وصلت رائحة فساده حد المحاكم الأمريكية سواءً في القارة الأوروبية أو أمريكا اللاتينية أو حتى أفريقيا ورغم ذلك كانت الأندية تمضي في البطولات وحسب القوانين والأنظمة.
ولكن حين ظهرت الجائحة التي عصفت بالدول العظمى قبل الأندية وبدأ تأثيرها يصل حد خفض الأجور والرواتب للاعبين وفصل بعض الموظفين من بعض الأندية ورغم ذلك أدارت تلك الاتحادات وعلى رأسها الفيفا ظهرها للأندية كان لِزاماً على هذه الأندية أن تثور على هذا النظام الذي ينظر للأندية واللاعبين على أنهم أبقارٌ حلوب.
هل تعلم عزيزي المتابع أن ميزانية الـFIFA أكبر من الكثير من الدول وأنها قادرةٌ على إنعاش الأندية مجدداً بالأموال التي هي بالأساس جاءت من هذه الأندية ولاعبيها, والآن ما يفعله الشامخ بيريز هو حملة مضادة لإنهاء هذا الظلام الذي أحاط كرة القدم هي عملية تطهير وإسقاطٍ لنظام فاسدٍ لا يكترث لحال من أغناه وملأ خزائنه.
حال بيريز الآن كحال قائدٍ قرر التمرد والانقلاب على فسادٍ ولا مبالةٍ بلغت أوجها جراء الجائحة, ألا تكفي قضايا الفساد التي عليكم والسرقات والاختلاسات والشبهات, من أراد أن يأكل العشرة فعليه أن يطعم التسعة, رحم الله النباش الأول!
من سيشارك؟
في الوقت الحالي، أعلن بشكل رسمي عن مشاركة 12 نادياً في هذه المسابقة التي يعارضها بشدّة الاتحادان الأوروبي والدولي وحتى السلطات السياسية في القارة العجوز.
وهناك ستة أندية من الدوري الإنكليزي (أرسنال، مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، توتنهام، ليفربول، تشلسي)، وثلاثة من الدوري الإسباني (ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد) ومثلها من الدوري الإيطالي (يوفنتوس، ميلان، إنتر ميلان).
وستنضمّ ثلاثة أندية أخرى الى الأندية المؤسسة الـ12 وفق الإعلان الصادر عن المنظمة الجديدة التي يرأسها رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس.
ولم ينضم أي نادٍ فرنسي أو ألماني الى الأندية المؤسسة حتى الآن، ولم يتخذ بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان أي موقف بشأن الانضمام وفقاً لمصدر مطلع على المفاوضات.
وستتم إضافة خمسة أندية عبر نظام تأهل موسمي الى المؤسسين الـ15، من دون أن يكشف النقاب حتى الآن عن النظام الذي سيتبع في تحديد هوية الفرق المتأهلة.
ويعني ذلك أن البطولة المستحدثة ستتكون من 20 فريقاً، على أن تنطلق المسابقة “في أقرب وقت ممكن” وفقاً لبيان إطلاق البطولة الذي كشف أيضاً عن استحداث بطولة مماثلة للسيدات.
ما الشكل؟
في كل موسم، سيتمّ توزيع الأندية العشرين على مجموعتين من عشرة وستلعب، اعتباراً من آب/أغسطس، بنظام الذهاب والإياب، ما يعني أن هناك 18 مباراة في مرحلة المجموعات.
ويتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في كل مجموعة الى ربع النهائي، على أن تحدد البطاقتان الأخيرتان عبر ملحق فاصل من ذهاب وإياب بين أصحاب المركزين الرابع والخامس في كل من المجموعتين.
وكما الحال في دوري أبطال أوروبا، تقام الأدوار الإقصائية بنظام مباراتي ذهاب وإياب، على أن تقام المباريات في منتصف الأسبوع في تعارض مع مسابقتي دوري الأبطال والدوري “يوروبا ليغ” اللتين ينظمهما الاتحاد الأوروبي للعبة.
ما العائدات المالية؟
من أجل تحقيق هدفه المتمثل في “توليد موارد إضافية لهرم كرة القدم بأكمله”، ارتكز الدوري السوبر في إطلاقه بوعد تأمين موارد إضافية للأندية المؤسسة.
وسيوزع مبلغ 3,5 مليار يورو على الأندية الـ15 المؤسسة، وهي مكاسب تم التفاوض عليها مع بنك “جي بي مورغان” الأمريكي الذي سيكون الراعي والمموّل الرئيسي للبطولة بحسب ما أكّد متحدث باسمه من لندن الإثنين.
ومن المتوقع توقيع عقود خيالية مع الشركات الناقلة لمباريات البطولة، ما سيؤدّي الى زيادة العائدات الحالية من النقل التلفزيوني في مرحلة التقشف الناجم عن تداعيات فيروس كورونا.
وتوقع الدوري السوبر أن تتجاوز الإيرادات على المدى الطويل حدود 10 مليارات يورو، بشرط أن تلتزم الأندية المشاركة باحترام “إطار الإنفاق المُنَظَم”.
وفي المقابل ، تسابق زعماء السياسة وأصحاب القرار في بريطانيا وفرنسا، في تقديم الدعم والمساندة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” في معركته الباردة مع عمالقة البريميرليغ، السيري والليغا، الذين يخططون لإقامة بطولة منفصلة تحت مسمى دوري السوبر الأوروبي.
ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الخط، ببيان صادر عن “الإليزيه”، رحب فيه بموقف الأندية المحلية، بالامتناع عن مشاركة ريال مدريد ويوفنتوس وعمالقة البريميرليغ في المسابقة، التي يتم التخطيط لها في الخفاء منذ سنوات.
وأضاف البيان الفرنسي “الدولة الفرنسية ستدعم جميع الخطوات التي يتخذها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ورابطة الدوري الفرنسي واليويفا والفيفا لحماية نزاهة المسابقات الاتحادية سواء كانت وطنية أو أوروبية”، تأييدا لموقف الاتحاد ورابطة الليغ1، الداعم لليويفا في تحذيراته للكبار المتمردين.
أيضا رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، سجل اعتراضه على خطط إقامة بطولة منفصلة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وغرد عبر حسابه على “تويتر”: “الأندية المشاركة يجب أن تتحدث مع جماهيرها ومجتمع كرة القدم قبل اتخاذ خطوات إضافية، ونحن ندعم سلطات اللعبة في الإجراءات المتخذة”.