أقالت وزارة الثقافة التونسية مدير الدورة الأخيرة لمهرجان قرطاج السينمائي إبراهيم اللطيف، في بلاغ رسمي نشرته عبر موقعها الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، مطالبةً إياه والهيئة المديرة للدورة بتقديم التقريرين المالي والأدبي للمهرجان في أسرع وقت.
وكان قرار إقالة مدير الدورة 27 لمهرجان قرطاج السينمائي متوقعاً، على إثر الفوضى وغياب التنظيم والفضائح المتتالية التي رافقت الدورة الحالية للأيام، رغم احتفال الدورة الأخيرة بخمسينية أقدم مهرجان سينمائي عربي وإفريقي، التي شملت أخطاء فادحة في حفل الافتتاح، وجدلاً حول فساتين الضيفات، وغياب مظاهر التنظيم في استقبال الضيوف والنجوم العرب، سيما المصريين والجزائريين منهم.
وتواصلت الفوضى حتى آخر حفل الاختتام، إثر الضجة التي أحدثها حضور الكوميدي المصري عادل إمام كضيف شرف للدورة الحالية، وما صاحب حضوره من جدل وتلاسن بين فنانين تونسيين، وصل مداهما للإعلام المصري.
وفي أول رد فعل على قرار إقالته، كشف المخرج التونسي ومدير الدورة إبراهيم اللطيف أنه قدم استقالته قبل صدور قرار إقالته، بحسبما نشر موقع راديو موزاييك إف إم التونسي.
انتقادات لعادل إمام
وكانت الدورة الأخيرة للمهرجان قد خلَّفت جدلاً واسعاً انطلق بانتقادات لإدارة المهرجان بدعوة فنانات لا علاقة لهن بالسينما، والاهتمام بالبهرجة والفساتين الشفافة أكثر من المضمون والأفلام المقدمة، فضلاً عن سقوط الضيوف على السجادة الحمراء بسبب خلل فني في تركيب السجادة.
كما شهدت الدورة الحالية جدلاً واسعاً بسبب استضافة الكوميدي المصري عادل إمام، وتكريمه خلال الدورة، حيث اعتبر فنانون تونسيون أن “حضور الأخير لم يضف للمهرجان شيئاً، بل أسهم في بث الفوضى خلال حفل الاختتام”، وذلك في إثر التلاسن الذي وقع بين فنانتين تونسيتين بسبب “السلفي” مع عادل إمام، فضلاً عن انتقاد الكوميدي التونسي لطفي العبدلي له بسبب تجاهله للسينما التونسية خلال كلمته التي ألقاها في حفل الاختتام، وتمجيده للسينما المصرية، التي وصفها “بأم السينما”.
الجدل الذي خلَّفه حضور عادل إمام والذي وصل مداه إلى مصر؛ فأثار بدوره سجالاً بين بعض الممثلين المصريين والتونسيين، على غرار الممثل المصري عمرو محمود ياسين، الذي كتب تغريدة انتقد خلالها، مع اعتبره إهانة لممثل في حجم عادل إمام في تونس، وهو ما دفع الممثلة التونسية المقيمة في مصر درة للاعتذار له في تغريدة – حذفتها بعد ذلك – مؤكدةً أن ما حصل هو خطأ فردي يتحمله الممثل التونسي.
كما أكد مدير الدورة إبراهيم اللطيف خلال حوار له مع راديو “ماد” التونسي، أن إدارة المهرجان لم تقم بدعوة عادل إمام، ولكن تم فرضه فرضاً.
احتجاز جميل راتب في الفندق
بدورها لم تتوقف المهازل في المهرجان عند ذلك الحد، بل وصلت لدرجة احتجاز الممثل المصري القدير جميل راتب في الفندق بسبب عدم قدرة المهرجان على استخلاص مصاريف إقامته.
حيث أكد المخرج إبراهيم اللطيف في حوار له عبر نفس الراديو أنه فوجئ باتصال من القائمين على المهرجان، ليخبروه أن النزل الذي يقيم فيه الفنان القدير جميل راتب قرر احتجازه وعدم مغادرته حتى يدفع مصاريف إقامته ومرافقيه، لتقوم وزارة الثقافة بعدها بدفع المصاريف المتأخرة بذمة الممثل المصري وتعتذر له