المتابعة الواسعة التي حظيت بها حادثة الطفل ريان تغمده الله برحمته، غطت على أحداث سياسية هامة مرتبطة بشكل مباشر بتطورات ملف النزاع حول الصحراء، لم تجد نصيبها من المتابعة والتحليل، في مقدمتها تسلم الرئيس السينغالي ماكي سال ، لرئاسة الإتحاد الإفريقي، بحيث سيكتمل عقد آلية الترويكا التي فوضهتها قمة الإتحاد المنظمة سابقة في نواكشوط لمواكبة التنسيق مع هيئة الأمم المتحدة المعنية بالوساطة في النزاع حول الصحراء..
فإلى جانب السينغال الحليف الإستراتيجي للمغرب في المنطقة، تتكون الترويكا الافريقية المكلفة بالتنسيق حول الصحراء من كل من رئيسي الكونغو الديمقراطية وجزر القمر، وجميعها دول تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، وسبق أن افتتحت قنصليات لها بمدن الإقليم في أرقى أشكال تجسيد الإعتراف بالسيادة المغربية على الإقليم..

تسلم السينغال لرئاسة الإتحاد يأتي أيضا بعد أيام قليلة من انتخاب المغرب كعضو في مجلس السلم والأمن الإفريقي عن منطقة شمال القارة، وهو أعلى هيئة تنفيذية في المنظمة القارية، ما سيتيح هامش تحرك وتأثير أكبر في القرار الإفريقي، بالموازاة مع تراجع حضور الجزائر وبقية حلفاءها في الهيئات واللجان المنبثقة عن الإتحاد الإفريقي، وفي على رأسهم جنوب إفريقيا التي غادرت ألية الترويكا المكلفة بالتنسيق مع الأمم المتحدة بخصوص ملف الصحراء..
تطورات ستؤثر على وضع البوليساريو ضمن المنظمة القارية وتفتح المجال لمراجعة عضويتها في المستقبل القريب، لا سيما وأن المغرب سبق أن جمع تأييد غالبية أعضاء الإتحاد أثناء سعيه للعودة للإتحاد الإفريقي مطلع سنة 2017..
✍️ محمد سالم عبد الفتاح