تواصل الحملة ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش تحت هاشتاغ “أخنوش ارحل” إثارة الجدل حول مصدرها والغاية من ورائها، إذ خلفت ردود فعل متباينة حتى من داخل النسق السياسي نفسه بين من اعتبرها مؤامرة مجهولة المصدر وبين من أقر بوجودها في الرتبة المغربية نظير انتهاج سياسات حكومية عكس الالتزام الحكومي بتنزيل ورش الحماية الاجتماعية والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. وبعد مرور أيام عن اكتساح الحملة للوسائط الاجتماعية، كشفت الحكومة عن موقفها الصريح من الموضوع.
وذهبت الحكومة في اتجاه تتبع منبع الحملة، لتخلص إلى نتائج كشفها الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أنه تم رصد جهات ومجهولين بفتح 1500 حساب على شبكات التواصل الاجتماعي لمهاجمة رئيس الحكومة قبل أن تختفي تلك الحسابات من الوجود بإغلاقها يومين بعد إطلاق الحملة المفبركة.
المسؤول الحكومي أكد وجود أياد خفية لعبت لعبتها وأرادت التشويش على الحكومة وزعزتها، واستهداف عزيز أخنوش شخصيا، باستغلال ظرفية ارتفاع الأسعار بسبب السياق الدولي، رغم استمرار الحكومة في دعم المواد الاستهلاكية الأساسية، لكن تلك الجهات فشلت في مساعيها.
واعتبر بايتاس في حديثه لجريدة “الصباح” أن حملة “أخنوش ارحل” حملة مفبركة، منتقدا بؤس بعض السياسيين الذين أرادوا “اصطياد” الفرصة لضرب الخيار الديمقراطي المنصوص عليه دستوريا، بالانضمام إلى جوق العازفين لتعبئة الشارع المغربي نحو المجهول.
وبخصوص موقفه من اتهامات المعارضة للأغلبية بأنها تمارس الهيمنة، والإقصاء، خاصة من قبل القيادي في العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، أكد بيتاس أن بوانو «يعيش في عصر الانحطاط الإسلامي”، لأنه وصف الوزير بايتاس بأنه “غلام الحكومة”، الذي لا يفقه شيئا، ويحتاج إلى دروس للتقوية، وقال الوزير “حينما رجعت إلى كلمة غلام في القرآن، وجدتها ذكرت 12 مرة، مرتبطة بالبشرى، وسير الأنبياء رضي الله عنهم، ومرة واحدة ارتبطت بقتل نفس زكية في قصة النبي موسى”، مضيفا أن كلمة “غلام” إيجابية في العصر الذهبي للإسلام، وتم تحويرها في عصر الانحطاط، الذي يعيش فيه بوانو نفسه.
واتهم بايتاس بووانو بأنه يعاني عقدة نفسية تدخل في إطار تضخم وإفراط في الأنا، إذ منعه من الالتحاق بلجنة المالية، ومن تناول الكلمة نيابة عن رئيس الفريق البرلماني في الولاية السابقة، وتصرف بشكل مريب بمهاجمة النواب بأنه “غادي يقريهم”.
وانتقد المتحدث نفسه الولاية السابقة لحكومة “الإسلاميين”، مؤكدا أنها كانت كثيرة الكلام، وإلقاء النكت في المؤسسات الدستورية، دون نجاعة في العمل، لأنها لم تصلح أنظمة التقاعد التي تعاني مشاكل تقنية ومالية، ولم تنجز ما كان ينبغي لحل معضلة نقص الماء، بتأخر إنجاز سدود ومحطات تحلية المياه، واصفا ذلك بـ “التراخي غير المبرر».
وكشف بايتاس عن إجراءات تخفيف ضغط الأسعار بدعم القمح اللين، واستهلاك الكهرباء، والسكر، والدقيق، وغاز البوطان، واشتغال الحكومة مع المهنيين لتقديم الدعم الخاص بالمحروقات المستعملة في نقل البضائع والمسافرين، قائلا “الحكومة لم تأت لرفع الأسعار”.