اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن مطالب روسيا بحياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي تُدرس بجدية؛ ولكنها تتطلب تعديلات على الدستور أو استفتاء، وكلاهما محظور في زمن الحرب.
طموح في الدستور
أعلن زيلينسكي، في 15 مارس الجاري، أنه “يجب الاعتراف” بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على الانضمام إلى “الناتو”.
وفي إعلان فُسر على أنه تنازل عن خطة الانضمام إلى الحلف، واعتبره جزء من الشعب الأوكراني غير مقبول، قال زيلينسكي: “سمعنا لسنوات أن الأبواب مفتوحة؛ لكننا سمعنا أيضا أنه لا يمكننا الانضمام. هذه هي الحقيقة، ويجب أن نعترف بها”.
ولكن ينص الدستور الأوكراني على تطلع البلاد إلى الانضمام إلى “الناتو”؛ وهو ما لا يجوز تعديله في ظل القانون العسكري الساري حاليا أو حتى أثناء حالة الطوارئ.
وتجب الموافقة على التنازل عن هذا التطلع في جلستين برلمانيتين بأغلبية 300 صوت من أصل 450، وأن تصادق عليه المحكمة الدستورية.
واعتبرت أولغا أفازوفسكا، مديرة منظمة “أوبورا” الأوكرانية غير الحكومية والمتخصصة بالانتخابات والاستفتاءات، أن التصريحات حول الناتو “نظرية”.
وأضافت: “أوكرانيا ليست مرشحة للانضمام إلى الناتو، وليس لديها خطة عمل للعضوية. ليس لتصريحات الرئيس قيمة قانونية، بعكس الدستور”. وأكدت أن “الرئيس يتحدث عن محتوى المحادثات الجارية ومطالب الدولة المعتدية”.
تنازل أقل ألما
أشار فولوديمير فيسينكو، الباحث السياسي الأوكراني، إلى أن “حاليا، لن يُجمع 300 صوت؛ ولكن إذا استمر الصراع وبدا واضحا أن الناتو لا يساعد، فقد يتغير الرأي السائد”.
وأضاف أن “خيبة أمل زيلينسكي من مساعدات الناتو غير الكافية تتجلى في الرأي العام…. من جانبنا، يشكل الناتو التنازل الأبسط والأقل إيلاما”.
وأكد آخر استطلاع أجرته مجموعة “رايتينغ” في بداية شهر مارس الجاري أن 44 في المائة من الأوكرانيين يعتقدون أن بلادهم يجب أن تنضم إلى الناتو، مقابل 46 في المائة قبل شهر، أي قبل الحرب.
وأكد المحلل السياسي ميكولا دافيديوك، المقيم في كييف، أن “الأوكرانيين يريدون الانضمام إلى الناتو؛ لكن إذا ضمنت أوروبا عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وعرضت خطة مالية لإعادة إعمارها، قد يُنسى النقاش بشأن الناتو لبعض الوقت”.
وأضاف: “إذا ضمنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمن، وهي ثلاث قوى نووية، فإن مثل هذا التحالف سيكون أقوى من الانضمام إلى الناتو”.
استفتاء على “الحياد”
أكد الرئيس زيلينسكي، الأحد، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية، أن قضية “حياد” أوكرانيا التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات مع روسيا لإنهاء النزاع، “تُدرَس بعمق”.
وأضاف: “نحن مستعدون لقبول” أحد بنود المفاوضات الذي يتناول “الضمانات الأمنية والحياد، وأن تكون دولتنا خالية من الأسلحة النووية”، وهو أحد مطالب موسكو.
وقال زيلينسكي إن الاتفاق بين الجانبين “يجب أن تصادق عليه برلمانات الدول الضامنة”، مكررا أنه سيتم عرضه على استفتاء.
وأكدت أولغا أفازوفسكا أن “الاستفتاءات مثل الانتخابات لا يمكن تنظيمها أثناء الحرب”.
وتابعت: “يمكن إجراؤها بعد انتهاء المرحلة المحتدمة. لكن يُرجح ان لا يؤيد المواطنون السؤال المطروح في الاستفتاء، وستكون السلطة مُلزَمة بأخذ النتيجة بعين الاعتبار”.
وشددت أفازوفسكا على أنه “بعكس بلدان أخرى، فإن الاستفتاء في أوكرانيا ليس استشاريا؛ بل إنه ملزم ويجب أن تنفذه مؤسسات السلطة”.