تولى الوطاسيون الحكم سنة 1471 م بعد انحطاط الدولة المرينية، فلم يصلحوا أوضاع المغرب، بل ظلت فترة حكمهم امتدادا لفترة الانحطاط المريني ، ولم يفرضوا سيطرتهم ألا على جزء من شمال المغرب فقط ، و أدى ضعفهم في مواجهة الإحتلال البرتغالي لسواحل المغرب إلى سخط السكان عليهم ، مما نشأ عن ذلك تكون مجموعات جهادية حاربت العدو البرتغالي ، ومنعته من التقدم نحو الداخل المغربي .
كانت منطقة سوس في تلك الحقبة التاريخية خارجة عن سلطة الوطاسيين ، لهذت قرر زعماؤها التوحد تحت راية واحدة لمواجهة الإحتلال البرتغالي الذي قضى على تجارة القوافل في المنطقة بعد استيلائهم على موانئها ، فبايعوا الأشراف السعديين .
أول من تولى من السعديين هو محمد بن عبد الرحمن، الملقب بـالقائم بأمر الله، سنة 1511 م فتولى تنظيم الجهاد بسوس، ثم في حاحا والشياظمة، حيث حقق بعض الانتصارات.
بعد وفاته تولى ابنه الفقيه أحمد الأعرج سنة 1517 م، وساعده أخوه محمد الشيخ على تنظيم المقاومة، فتمكنا من القضاء على أكبر أعوان البرتغاليين في عبدةْ سنة 1518 م .
ثم قام السعديون بعد ذلك بطرد البرتغاليين من سانتا کروز 1541م، مما اضطر البرتغاليين لإخلاء أسفي وأزمور بعد هذه الهزيمة الكبيرة ، فازداد نفوذ السعديين وارتفعت مكانتهم في المغرب مما دفع بهم إلى التفكير في توحيد البلاد تحت رايتهم والقضاء على الوطاسيين في الشمال ، وهذا ما تم فعلا على يد موحد البلاد السلطان محمد الشيخ السعدي .
فمن أراد الإطلاع حول ما جرى في تلك الحقبة التاريخية بالتفصيل ، فعليه بالمراجع التالية :
1- التاريخ الديبلوماسي للمغرب للدكتور عبد الهادي التازي / المجلد الثامن – عهد السعديين .
2- المغرب في عهد الدولة السعدية ل د.عبد الكريم كريم .
3- السلطان الشريف : الجذور الدينية و السياسية للدولة المخزنية بالمغرب ل د .محمد ملين .
4 – الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لأحمد بن خالد الناصري .
جمع وترتيب : بلال وجعو الزياني