هذا الخميس الأخير 19 ماي 2022 ، بباريس ، أي بالضبط بعد مرور سنة كاملة، عن تاريخ 19 ماي 2021، تاريخ تصنيف كابرانات الجزائر حركة الماك (أو ما يعرف بحركة تقرير مصير منطقة القبايل) حركة إرهابية، قامت الماك وحكومة القبايل المؤقتة بالمنفى وتحت الرئاسة الفعلية للسيد رئيس جمهورية القبايل فرحات مهني، بعقد مؤتمر طرحت فيه مسودة ما يعرف بدستور جمهورية القبايل الفدرالية العلمانية ، في مشهد حضره جمهور كبير ومتحمس ، ووصف بالتاريخي، و أمام أنظار الدولة الفرنسية بعاصمتها باريس ، وتابعته كل فئات شعب القبايل والمهتمين من جميع جهات العالم ، وغطته الصحافة الدولية باهتمام غير مسبوق ، وقال الرئيس في كلمته التاريخية : ( نعلن هنا ، أننا بالسلام استرجعنا حريتنا التي صودرت منا بالقوة سنة 1957، نحن الآن قبايل محررة من الإستعمار الغاشم ، ومن ديكتاتوريته، هذا الدستور هو مكسب لنا جميعا للإنعتاق من القهر، نصوص هذا الدستور هي نحن ، وما نقدم به أنفسنا للعالم )، هذا ما ردده فرحات مهني على أسماع كل من تابع أشغال المؤتمر، وهو فخور جدا جدا ، تم تابع قائلا :
( دستور القبايل أخرج للوجود نتيجة سنتين من الجهد و العمل قامت به لجنة برلمانية قبايلية ، وسيطرح للنقاش العمومي من طرف كل المعنيين والفاعلين من أفراد شعب القبايل ، لتتم المصادقة عليه نهائيا ويعتمد رسميا بتاريخ يناير 2023) ، تم أضاف فرحات مهني مبتسما ساخرا وهو يضحك : ( تذكروا أن تاريخ طرح دستور القبايل اليوم ، يصادف الذكرى الأولى لتاريخ ، تصنيفنا من طرف نظام العسكر المستعمر الجزائري، كحركة إرهابية، …) .
هذا الدستور وهو يأخذ بعين الإعتبار خصوصية شعب القبايل ، استوحت نصوصه من النموذج الأمريكي والسويسري، دستور ديموقراطي ،و يقر التعددية الحزبية ،و يقر فصل السلط، و علماني، و يعتبر اللهجة القبايلية لغة الرسمية، ويعلن قيام جمهورية القبايل جمهورية فدرالية، علمانية .
و لا أخفي عليكم ، وتزامنا مع رؤيتي لهذا المشهد ، تذكرت أن أغبياء حكام الجزائر ومن والاهم، بدلا من أن يعملوا على الحفاظ على و حدة محيطهم المغاربي من التمزق والإنفصال ليتقووا به ، وينصهروا فيه، وليحتموا به من نيران التمزق والإنفصال الذي قد يطالهم ، فضلوا أن يلعبوا لعبة تقسيم البلدان التي ستحرقهم لا محالة، وقد بدأت بوادر ذلك في الظهور ، والتاريخ لا ينسى ، ما قدمته الجزائر من دعم مادي لتقسيم السودان ، فقط لتخلفه في لقب أكبر بلد إفريقي، وتحقق نزوتها بالحلول محله، وهي تعتقد أن أهمية وقيمة الدول تقاس بحجم جغرافيتها ، وليس بدورها، ولا زالت الجزائر حتى الآن تلعب نفس الدور مع المغرب ، وتعمل على تقسيمه ، لولا لطف الله، ثم صلابة رجال البلد الأفداد الذين حولوا بسياستهم الرشيدة، بلادهم إلى صخرة صلبة تحطمت، وتتحطم عليها كل أمواج أحلام الجزائر ،و ودسائسها الدنيئة .
إن الجزائر اليوم يتهاوى اقتصادها ، وأصبحت ضعيفة وفريسة سهلة، ولقمة سائغة ، تقاوم لكنها ستسقط قريبا لتعيش التمزق والتشرذم ، ولا زلتم تذكرون الزعيم صدام حسين ، الذي كان مهووسا بجبروت جيشه وقوة سلاحه ، عندما اعتدى على الكويت التي لا حول لها ولا قوة ، واحتلها في يومين،فأسر من أسر ، و قتل من قتل،ونهب ما نهب ، ثم ظهر أمام الكاميرات وهو يمسك السيجارة فرحا بهذا الإنجاز مع توالي الأحداث بعد ذلك ، رأى العالم صدام ذليلا صاغرا ، و منهارا، و مستسلما، بعدما تسبب بسياسته العسكرية المتسلطة الهوجاء في خراب البلاد وهلاك العباد …..، شردت عائلته، و أعدم أبناؤه، ثم أعدم هو كذلك ومن كان يحكم إلى جانبه ، …وفي النهاية تحررت الكويت واسترجعت عزتها استقرارها وأمنها ، أتعرفون لماذا ؟ لأن الله ينتقم من الطغاة الظالمين ، وينصر عباده المظلومين ، وينصر الحق .
تذكروا قولي هذا لكم ، إن القبايل في طريقها لتقرير مصيرها ، لأنها تملك شعبا مستعمرا ، يعيش ويتسيد فوق أرضه، ويمتلك تاريخا ولغة وتميزا ثقافيا عن باقي المناطق الجزائرية ، و إنني لم أتفاجأ باحتضان باريس لتقديم مسودة دستور دولة القبايل ، لكنني فوجئت أنني لم أسمع ولم أرى أنف النظام الجزائري ينتفض غضبا في وجه فرنسا …ربما لأنه لازال مخنوقا بالمخاط، وبالتأكيد بمجرد ما سيتم تسريحه، سينفنف عاليا بالقول ” أن قيام دولة القبايل في المنفى ،ماهي إلا مؤامرة مخزنية صهيونية، لا يد لفرنسا فيها من قريب ولا بعيد “.