أرسل لي أحد الأصدقاء من المغرب – دون ذكر اسمه – :
“أنا أحترم أراءك السياسية ، والتي أرى فيها حرصا دائما على أن تكون متزنة وتتماشى مع العقل و المنطق، لكنك بعدما أبديت رأيك الصريح بمعارضة مشاركة الفرق الرياضية المغربية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط
المقامة بوهران الجزائرية ، هل تستطيع بنفس الجرأة والصراحة أن تخبرنا برأيك في مشاركة المغرب بالقمة العربية المزمع انعقادها في نونبر المقبل بالجزائر ، خصوصا وأن رئيس الجزائر تبون، قد صرح للصحافة الجزائرية في لقاء سابق، والذي تنقالته جميع وسائل الإعلام العربية بتلقيه تأكيدات بمشاركة جميع الدول العربية فيها دون استثناء ، وأن الوفود ستشارك ممثلة بالملوك والرؤساء ؟ وهذا معناه أن القمة العربية التي سبق أن أجلت لعدة أسباب، ستنعقد لامحالة ، وسيحضرها بصفة شخصية كل الحكام العرب ، أصحاب الجلالة، وأصحاب السمو، وأصحاب الفخامة من ملوك ،وأمراء ورؤساء الدول العربية، و يعني ضمنيا أن المغرب لن يستثنى من القاعدة وسيكون :
- أولا : مشاركا في هذه القمة ولن يقاطعها .
- تانيا :أن مشاركته فيها ، لن تقتصر على وفد يترأسه مسؤول مكلف من قبل جلالة الملك، بل بوفد يترأسه جلالة الملك محمد السادس شخصيا .
فهل تتصور ذلك يا نبيل ؟
و أرجوا أن تبدي رأيك بدون لغة خشب عن مشاركة المغرب في هذه القمة أو مقاطعته إياها ، دون أن تغفل يا نبيل وأنت تجيب ، أن تأخذ بعين الإعتبار نفس الأسباب التي ذكرتها ، والتي أدت بك لرفض مشاركة الرياضيين المغاربة في ألعاب وهران ، ستكون هي نفسها قائمة وقت انعقاد القمة العربية بشهر نونبر 2022 ، والتي تتمثل في :
- قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب .
- إغلاق حدودها البرية معه .
- إغلاقها لأجوائها في وجه طيرانه .
- عدم تخلي مسؤوليها عن الإدلاء بتصريحات عدائية و تلفيق تهم باطلة .
- القيام بأعمال عدائية ضد المغرب ووحدته الترابية، ومصالحه العليا.” فأجبه – أنا نبيل هرباز – بالآتي : ” يبدو من أسئلتك و استفساراتك هذه ، وربطك إياها بموقفي الرافض لمشاركة المغرب في الألعاب المتوسطية ، أنك تريد إحراجي و حشري في الزاوية، لكنني مع ذلك سأجيبك بكل صراحة : 1) أولا : بخصوص وجود نفس الظروف التي تحيط بتنظيم دورة الألعاب المتوسطية وقت انعقاد القمة العربية،فأنا متفق معك في هذا ، لأن العلاقة بين المغرب و الجزائر لا زالت هي هي، إن لم نقل تزداد سوءا يوما بعد يوم ،ولا مؤشر يدل على تغيرها للأحسن .
2) أما بخصوص هل أتصور أن يشارك المغرب بوفد يترأسه جلالة الملك شخصيا، حتى وإن كنت لا أعتقد ذلك ؟ فإن هذا القرار من اختصاص الملك وهو المسؤول الأول والأخير ، ويمكن أن يتخذ قرارا يخالف اعتقادي ، و أهل مكة أدرى بشعابها .
3) أما بخصوص رأيي الشخصي ، فمادامت نفس الظروف التي دفعتني لكي أعارض المشاركة في الألعاب بوهران موجودة ، فإنني طبعا أرفض الذهاب الفعلي لأي وفد مغربي كيف ما كان مستوى تمثيله إلى الجزائر ، لأنني لا أثق في النظام الجزائري، وأخشى على أبناء بلدي، بدءا من جلالة الملك إلى آخر مندوب دبلوماسي يمكن أن يكلف بتمثيل المغرب بالقمة المذكورة ، لأن النظام الجزائري جاهل، وقد روي عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” الجاهل يظلم من خالطه ….”. لذا ، أرجوا أن لا يخالط أي مغربي النظام الجزائري في بلده .
وإن سألتني كيف يترك المغرب مقعده فارغا، ومن يدبر مصالحه بهذه القمة ؟
فجوابي كالتالي :
- أولا : أنا مطمئن من جهة الإخوة العرب، لأنهم يحبون المغرب، ويقفون مع وحدته الترابية ،ولا يعترفون بأطروحة الجزائر الإنفصالية ، ولا أخشى من أن يتخذوا أي قرار يمس شقيقهم المغرب، حتى وإن غاب عن حضور اجتماعاتهم .
- ثانيا : إن المغرب لن يترك مقعده فارغا، لأنني أرى أن بإمكانه التوضيح للإخوة العرب ، بأن الجزائر هي من كانت السباقة لقطع علاقتها معه ، وأقفلت حدودها البرية معه ، وأغلقت أجوائها أمام طائراته ، وهذا حقها السيادي ، وما منعه من الحضور الفعلي ، و ليس من حقها هو أن تحرمه من حضور قمة عربية لكل العرب، حتى وإن نظمت ببلادها ، و من حق المغرب أن يطالبهم لإلزام الجزائر بفتح اتصال عن طريف الفيديو كونفيرونس أثناء انعقاد القمة، ويتفاعل معها رغما عن أنف الجزائر، ويمرر الوفد المشارك ما يريد من الخطابات المواقف ، وهو معزز مكرم يخاطبهم مباشرة من العيون أو الداخلة المغربية ، ويؤكد أنه كان مضطرا للمشاركة عن بعد في هذه القمة، لأن طيرانه ممنوع من دخول الجزائر . حتى يعلم الجميع إلى أين وصل الحقد والجنون بقادة هذه الدولة العدوة، ولتتحدث وكلات العالم الإخبارية عن حماقاتهم ، وتتهكم عن حضور المغرب عبر الأنترنيت من أقالمه الجنوبية ، وبذلك سيوجه المغرب صفعة أخرى من صفعاته المتتالية لهذا النظام المختل . وهذا هو رأيي الشخصي ببساطة ، إن أردتم يا أصدقائي معرفته بدون لغة خشب “.